الحمدلله رب العالمين وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
أنزل على عبده وحبيبه المأمون ( إنك ميت وإنهم ميتون ) .. أما بعد ..
فإن عالَمنا الإسلامي افتقد بموتِ العلامة العارف الداعية إلى الله تبارك وتعالى ، بدر الشمائل ، ومنبع الفضائل السيد محمد ابن الإمام العلامة السيد علوي ابن الامام العلامة السيد عباس المالكي الحسني رحمه الله رحمة الأبرار ، وجمعنا به في أعلى درجات القرار مع المنعم عليهم ، افتقد بموته العالم الإسلامي درةً من درر الفهم عن الله والدلالة على الله ، حاملاً لمواريث النبوة متحلِّيًا بصفات أهل الفتوَّة ، واسع المجال في إرادة نصرة الحق ورسوله ، والذب عن شريعته وخدمة الإسلام والمسلمين ، أعلى الله له الدرجات ، وأحسن خلافتَه في أهل الحرمين الشريفين وفي أهل السنة والجماعة وفي الأمة المحمدية ، وبارك لنا في آثاره وثماره وجهوده، وأوسع وأعظم البركة في ولده أحمد وإخوانه وفي تلامذة السيد محمد والمنتمين إليه ، وأرانا فيهم مننَ التوفيق من عنده تعالى وواسع الفضل من رحمته ، لقد حمل عليه رحمة الله أوصافًا غراء وشمائل في المواريث عن الأكابر ورحمةً واسعة في القلب بالأمة المحمدية وغيرةً على الدين ودعوةً إلى الصراط المستقيم، أعلى الله له المراتب، وجمعنا به في زمرة أطيب الأطايب وخلفائه الأكرمين ، اللهم ارفع له الدرجات لديك ، وزده قرباً وزلفى إليك واجزه عنا وعن المسلمين أفضل وأحسن وأتم الجزاء، واقبل جميع ما سعى به وما أقامه وما نشره وما أداه من الخيرات والمبرات ، وضاعف له من عندك الأجور والمثوبات ، اللهم وتقبل منا ومنه جميع الحسنات ، وتجاوز عنا وعنه جميع السيئات وتحمل عنا وعنه جميع التبعات ، اللهم أقِرَّ العيون برؤية آثاره المباركة في الحرمين الشريفين والأمة المحمدية مشرقةً أنوارها، واسعةً آثارها وثمارها، برحمتك يا أرحم الراحمين ، وأعلِ درجات والديه ومشائخه، وبارك اللهم لنا في أسانيده التي لفَّ فيها علماء المشرق والمغرب ، في خصِّيصة الأمة المحمدية السند الذي لولاه لقال من شاء ماشاء ، اللهم وارحم الأمة رحمةً واسعة واجعل من قِراه لديك فرجًا للمسلمين وغياثاً لهم وتحويلاً لحالهم إلى أحسن الأحوال، والحمدلله على كل حال ، ولا نقول إلا مايرضي ربنا .. إنا لله وإنا إليه راجعون ، والسلام على محمد بن علوي المالكي يوم وُلد ويوم مات ويوم يبعث حيا والحمدلله رب العالمين ..