وقضيتَ نحبك مُوفيا بالعهدِ
|
ومؤدِّيا حق الولاء والود
|
تشتاق قرب الرَّب تقصد وجهه
|
مُتَدرعا في شكره بالحمد
|
تدعو عبادَ الله للهِ الذي
|
أولاكَ منزلة سَمَتْ عن حد
|
وقد ارتضاك مُبلِّغاً ومُبَشِّراً
|
بَلْ مُنْذِراً بوَعِيدِهِ والوَعْد
|
وهدى بك الحقُّ الكريم خلائقاً
|
عادوا إلى التقريب بَعْدَ البُعْدِ
|
كم مِن غَفُولٍ للأوامِرِ تَارِكٍ
|
صار مُنيباً عابداً بالجدِّ
|
كَمْ من جَهولٍ كاسبا لمآثم
|
تاب وعاد مشمِّرا ذا جُهد
|
تَلِجُ القلوبَ مواعظٌ تخرج مِن
|
قلبك تملأها بنُورِ الرُّشدِ
|
تذكر ربَّ العرش في جَمْعِيَّةٍ
|
بمحمد سيد أهل المجدِ
|
وافيتَ ربعَ القومِ أعلامِ الهُدى
|
في البلدةِ الغنَّاء دارِ السّعدِ
|
ونهلتَ مِن بحرِ الكرام مكارما
|
منذ البداية كنتَ عاليَ القصدِ
|
مجتهداً ومشمِّراً منتهِجا
|
دربَ التقى والصدق صافِي الودِّ
|
وحويتَ سرًّا مَعَ علمٍ نافعٍ
|
في وِجهةٍ تسمو بحفظِ العهدِ
|
وكُسِيتَ خِلعَةَ منَّةٍ ورعايةٍ
|
في نِعَمٍ تترى سمَت عن عَدِّ
|
وَوُهِبْتَ حُبّاً للإلهِ وعبدهِ
|
خيرِ البريةِ أصلِ كلِّ السَّعدِ
|
وتعلُّقا بالأكرمِين الأصفياء
|
أهلِ العلا مِن كلِّ هادٍ مَهدِي
|
ومكارماً ومواهباً ومناقباً
|
مِن فضلِ ربِّك مستحقِّ الحمدِ
|
وتأدُّبا وتخلُّقا وتذوُّقاً
|
في طلبِ القُربِ وأعلى المجدِ
|
وقَبَسْتَ مِن نورِ الهُداة الأتقياء
|
ما صرتَ ترشدُ للأنام وتهدِي
|
واصلتَ جُهداً في سبيلِ محمدٍ
|
تدعو إلى المولى بِصدقِ القصدِ
|
حتى إذا حانَ اللقاءُ بربِّك الـ
|
ـأعلى وصفوتِه سراجِ الرُّشدِ
|
لبَّيتَ دعوتَه وفَدتَ رحابَه
|
فالله يُلحِقكُم بخيرِ الوفدِ
|
في مقعدِ الصدقِ الذي قد أشرقَت
|
أنوارُه حقّاً بسرِّ العِنْدِ
|
أعلى الكريمُ إلهُنا درجاتِكم
|
في جنةِ الفِردوسِ دارِ الخُلدِ
|
أخلفَكم في أهلِكم وأولادِكم
|
بالخيرِ يثبتُهم بخيرِ الوُلْد
|
ويقرّ أعيُنَكم بهم ويزيدهم
|
مِن فضلِه مِنَناً سمَت عن حدِّ
|
وأقرَّ عينَ والدتِكم بالرِّضى
|
وعظيمِ أجرٍ في كريمِ الودِّ
|
وجميعِ مَن والاكُمُ يكسوهم
|
بردةَ توفيقٍ لِنهجِ الرُّشدِ
|
ومجالسَ ومآثِرَ خلَّفتها
|
تبقى دواماً في عطاءٍ مُجدِي
|
وعلى حبيبِ اللهِ أفضلِ مُرسلٍ
|
أزكى صلاةٍ ما لَها مِن حدِّ
|
والآلِ مع أصحابِه وعليكم
|
والقطبِ والأبدالِ أهلِ المجدِ
|