بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على مجمعِ التوجه إلى الله، والتذلل بين يدي الله، والطلب لما عند الله، والاستماع لدعوة الله التي صدرَت من الحق على رسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، ثم أذِن الحق أن يبقيَها في الأمة قرناً بعد قرنِ، تتصل بقلوبٍ تُنيب وتخشع وتتأمل وتتفكر في حقائق الخلق والإيجاد، وشأن الدنيا وشأن المعاد، وشأن بلاغ خير العباد، ورسالته التي جعله الله فيها للخلق أكرمَ هاد، وخير داع دلَّ على الهدى والرشاد، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الأمجاد، وأصحابه الأجواد ومن سار في سبيلهم إلى يوم التناد، فبقي هذا النداء الرباني، يُتُلقى في مثل هذه المواطن بالمعاني الكريمة إذا وجد قلباً يستمع، نازلَه من النداء ما به عن الحضيض يرتفع، ولإدراك الحقيقة يتسع، وعلى سرِّ الوُصلة بالله يطّلع، فينتهض ليقتديَ بالنبي المصطفى ويتَّبع، ثم ينال التابعُ مِن حكم المتبوع، ما به يصبح المخفوض بعد ذلك في المقام المرفوع، وهذا عطاء الله لمن سبقت لهم منه السوابق، من هؤلاء الخلائق، فاستمِعوا بقلوبكم إلى نداء ربكم جل جلاله واستجيبوا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ)، فهنا حقائق الحياة، لا في المصانع والله، ولا في الصناعات والله، ولا في الطائرات والله، ولا في ما غَرَّ أكثرَ الخلق على ظهر هذه الأرض.. لا والله، ثم لا والله..
الحياة في الصِّلة بالحيِّ القيّوم، الحياة في تبعيَّة السيدِ المعصوم، الحياة في إدراك خطاب الحقِّ جل جلاله، الحياة أن يحلَّ عليك من الله سبحانه وتعالى مددُه ورضوانه ووصالُه، لا إله إلا هو، فلتتحطم أصنامُ الالتفات إلى ما سواه، والتعلُّق بمن عداه، وبفقدِهم لأسرارِ تلك التزكية، تساقطوا في المهاوي وهووا وانقطعوا عن سبيل السواء، وعن الصدق مع المولى جل جلاله..
من كان منهم في غفلته لم يفِق أصلا، ومَن كان قد تهيأ للإفاقة، ومن كان قد تعلق بشيء من العلم أو بشيء من الدعوة، ثم دخلت عليه مداخلُ إرادة غيرِ الله، وقصدِ غيرِ الله سبحانه وتعالى، فمكَّنت منه أيدي الأعداء فهبطت به وقطعته عن أن يسري مع أهل السُّرى، وعن أن يجري في خير مجرى، بما التفت قلبُه إلى غير ربه جل جلاله وتعالى في علاه، فكانت آفاتٌ أوقعت الخلائقَ في مشكلات متنوعات، ليس بيدِ أحدٍ حلُّها، إلا الذي بيده الظواهر والخفيّات، إلا رب الأرضين والسماوات، إلا مكوِّن الأكوان ومقدِّر الأقدار، إلهنا الرحمن سبحانه وتعالى، الذي ربط تغييرَه للأحوال بتغييرِ العباد لأنفسهم وما بأنفسهم، بإصغائهم واستماعهم لخطابه، ولكلامه جل جلاله وتعالى في علاه.
يا قلوب أهل لا إله إلا الله: كم فتحت من ساحات قلوبكم لسماع خطاب من لا يعبأ الله بهم؟ ومن ليس لهم قدرٌ عند ربكم، أتظنون لهم قدراً؟ ويلٌ لأحدكم إن لقي اللهَ وعند من لا قدر له عند الله قدرٌ عنده، أبهذا الوجه تقابل رب السماوات والأرض؟ أعندك ميزان يناقض ميزانَه؟ أم عندك علمٌ يخالف علمَه؟ أم عندك سلطانٌ فوق سلطانه جل جلاله؟ أم هو الذي استبدَّ بالخلق (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) جل جلاله.
نزِّه قلبك عن أن تعظِّم من ليس بعظيم عند الرب، فمِن هنا أوتينا، ومن هنا أُتِيَت الأمة، ومن هنا لُعب بها، ومن هنا ضُحك عليها، ومن هنا خُدِعت، ومن هنا شُلَّت حركتُها، ومن هنا تسلّط عليها عدوُّها، عظّموا ما ليس بعظيم عند الله، وقَّروا ما ليس بذي قدرٍ عند المولى تعالى في علاه، وخمِدت في قلوبهم عظمةُ العظماء عند الله، عظمة الأجلاء لدى رب العرش تعالى في علاه، ورأس أهل تلك العظمة عند الله محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، الذي برز في هيكل هذا العالم، ابن آمنة وابن عبد الله ويتيم أبي طالب الذي رضع في بني سعد بن بكر، صلى الله عليه وسلم.
أما حقيقته، فسرُّ الله الأكبر، ونورُ الله الأزهر، وحبيبُ الله الأعظم، ومصطفى الله الأكرم، حقيقته نورٌ يحيِّر الأفكار، حقيقتُه لا يعرفها غير الواحد القهار، حقيقتُه أنه صاحب اللواء والحوض، حقيقته أنه صاحب العطاء والفيض، حقيقته أنه صاحب الوسيلة أعلى الدرجات في الجنة، حقيقته أنه صاحب موقف (أنا لها) يوم الأهوال المهيلة.
ذاكم نبيكم عظّموه، ذاكم نبيكم الحقوا بركبِه، فالأبواب تُفتح في هذه المجالس، تحت هذه النفائس، من عطيّة المحيي المميت، من رب العرش العظيم، من الإله الكريم، من الخالق الرحمن الرحيم، مَن بيده ملكوت كلِّ شيء، وإليه مرجعُ كل شيء.
الله، الله يا أحبابنا، الله يا طلابنا، الله يا إخواننا، الله يا سامع نداءنا، الله .. أشرق الله نورَه في قلوبكم، حتى تعشقوا جماله، وتعظّموا كماله، وتطلبوا وصالَه، وتتصلوا بالرسالة، وختمِ الرسالة، وأهلِ الدلالة، وتعلموا القذَر فلا تقذِّروا به أنفسكم، والوسخ فتحفظوا أرواحكم عن أن تتَّسخ به،
وما هو؟ كل دعوات الضلال الموجودة على ظهر الأرض، كل تعظيم الماديات، كل إكبار الفانيات، كل خِطط الذين يدَّعون الإدعاءات الباطلات، مِن كل مَن خالف الإمام الهادي خير البريات صلى الله عليه وسلم، هي الضلال، هي الكذب، هي الزور، والستارة ستنكشف عن كل أحد، ويعلم أن هذا القول حق، وأن هذا الأمر حق، ولا يفوز إلا من صدّق، ثم تخلّق، ثم تحقق، حتى إذا حمل صاحبُ اللواء لواءه دخل تحت اللواء، وآدم تحت اللواء، وشيث بن آدم تحت اللواء، وإدريس تحت اللواء، ونوح تحت اللواء، وهود تحت اللواء، وصالح تحت اللواء، والأنبياء كلهم، والمرسلون كلهم، خليل الله تحت اللواء، كليم الله تحت اللواء، روح الله تحت اللواء.. ونحن إن شاء الله تحت ذاك اللواء،
يارب العرش، يارب محمد، يا رب لواء الحمد، اجعلنا جميعاً تحت هذا اللواء، وجميع من يسمعنا يا الله، لا تذهب بأحد منا إلى مكان ثاني، ولا إلى بقعة أخرى، ولا مع زمرة أخرى، يا الله، يا الله
هذا الفكر الذي يقطعنا عن هذه الزمرة، انزعه منا واقطعه عنا، احفظ هذه الأرواح، واحفظ هذه القلوب، واحفظ هذه الأجساد، بعد ليلتنا هذه لا تقع في موجب الانقطاع عن ذاك الركب يوم القيامة، تحت اللواء نجتمع يارب، يارب، يارب.
يا أهل هذه المطالب العظيمة، التي لا تقوَّم بقيمة، بماذا تبخلون عن نيل هذه المطالب؟ على ماذا تحرصون؟ سوى هذه المطامع الكبرى، الفائزون أصحابها أبداً سرمدا، المنادَون من قِبَل ربكم (أحلُّ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا) اللهم اجعلنا منهم، اللهم اجعلنا فيهم، اللهم اجعلنا معهم.
خذوا أمكنتكم، في الاتصال بهذا الركب، من خلال الوجهات إلى الله، من خلال الخضوع لجلال الله، ومن خلال المحافظة على بقية الشهر ولياليه وأيامه، في نفحات كبيرة، وعطايا وفيرة، ومجامع تقرب البعيد ويحول الله بها الشقي إلى سعيد، كم من يسعد، في من يحضر ذي المجامع وبعضهم بعيد، تمطر عليهم سحائب التوفيق، وأناس في الشرق والغرب، إن جئتم الصين أو شرق آسيا أو جئتم الغرب هناك، في أي مكان، وناس منهم سيفدون بعد سنوات إلى هذا المكان، الليلة لم يسلموا بعد..
هذه دعوة محمد، بل دعوة الواحد الأحد، مركزها محمد، ومستودعها محمد، ومنبعها محمد، وحامل لوائها النبي محمد، ويا بختنا بالنبي محمد، الله يشرف عيونكم برؤيةِ محيّاه، محيّا كريم يا أحبابنا، محيّا بهيّ يا إخواننا، جبهة زهيّة، مشرقة بالأنوار، ليته خصني برؤية وجهٍ زال عن كل من رآه الشقاء..
فيارب شرفني برؤية سيدي ** وأجلِ صدى القلب الكثيرِ صداؤه
في المجمع ومن يسمع، من ماضي عمره تتخبطه الأحلام بسوء الأوهام، وبمعنى الظلام.. حوِّل حاله يا ذا الجلال والإكرام، علِّق قلبَه بالجناب الرفيع، وشفّع فينا وفيه حبيبَك الشفيع، وائذن له بالنظر إلى ذاك الوجه الصبيح، والجمال البديع.
شرف عيوني بنظرة في الجمال البديع ** واسمع دعانا فإنك يا إلهي سميع
واسرع علينا بالإجابة ياربنا يا سريع، يا الله، يا الله، يا الله، افهموا حقائق الأمر، واخرجوا عن ذلكم الإغواء والغدر والمكر، وكلُّه إذا صدقتم مع الله مدفوع عنكم بلحظة رضىً من الله، قال لرأس الغواة إبليس (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)
عبادك الذين اختصصتهم بودادك، أدخِلنا فيهم يارب، أدخلنا فيهم يارب، أدخلنا فيهم يارب، في ليلتنا هذه نُثبت في دواوينهم، في ليلتنا هذه نُثبت في دواوينهم، آمين آمين آمين، يا سامع دعاء الداعي، يا ملبِّي نداء المنادي
فزتم بهذا الرب، جعلكم في خير أمة وجمعكم في مجامع الوجهة إليه، حيث جوده ومكنون فضله وإحسانه له الحمد والمنّة، الله يتم النعمة علينا وعليكم، ويثبّت الأقدام في ما بقي من الأعمار على خير مسار، نبعد عن الاغترار بما يقول الأشرار بطوائفهم كلها في السر والإجهار، اجعل هوانا تبعاً لما جاء به النبي المختار.
يا منتمون إلى مملكة القويّ الأعلى: ما بقي من هيبة ممالك خلقه في قلوبكم، طهِّروا قلوبكم، طهِّروا قلوبكم، طهروا قلوبكم، وعظّموه، ترون عجائب قدرته، فيكم وفي البرية، فوالله ما سلط الله أحدا على أحد ولا مخلوقاً على مخلوق إلا وعظَّم ذلك المخلوق المسلَّط عليه ذلك المتسلِّط، بقدرِ ما يعظمه يتسلط عليه، ولو أنه عظّم الله وهاب الله وحده لما سلَّط الله عليه غيرَه.
وكلهم تحت قهره، وكلهم في قبضته وأمره، (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) أمِن بهذا، وأيقِن، وتحقّق، وذُق، وإذا ذقت أنست، وعرفت شيئا من لمحِ:
أنست أنسَ الأنس ** في مهرجان القدس
وأفنيت هيكل نفسي ** وقالبي وحسي
وزال وهمُ اللبس ** وحندُسات الحدس
بالبارق النوراني ** والوارد الرباني
هذا مقام الوهبِ ** لا يُرتقى بالكسبِ
وليس هذا سربي ** لكنني أُنبِي
عن حالِ أهلِ القربِ ** نعم وإن شاء ربي
كمثلهم أعطاني ** فهو عظيم الشان
فيا سكارى الغفلة ** ويا أسارى المهلة
أنبيكم عن خصلة ** فيها الفضائل جملة
أكرِم بها من ملة ** هي دين خاتم رسله
المصطفى العدنان ** دينُه محا الأديان
ارفعوا علم سنّته وسط الديار، أبعدوا سنن الكفار والأشرار، طغت عليكم ظهرت في بناتكم، وظهرت في نسائكم، اليوم في بلد العلم أصبح من الأمر الغريب، قال عروس تغطي رأسها أو تكشف رأسها ما هذه الدناءة؟ ما هذه السقاطة؟ ما هذه التأثرات بالكفر وريح الكفر، هذا ريح الكفر دخل إلى ديارنا، قال العم قال للزوج، سنن محمد مرفوعة فوق كل راس، يتكسر كل راس قدامها، إيش من رجال، إيش من نساء نرضيهم امام سنة محمد؟ فليغضب من يغضب،
إذا كان مولاي راضي فمن أراد يغضب فيغضب، إذا الله راضي علينا سواء عندي المدح والسب
سنن نبوية يُتنازع عليها في بيوت طاهرة وفي منازل علم، سنن يهود دخلت، سنن نصارى، وصارت وسط المناسبات مخالفة للشرع، مالها قلوب تتصل بمحمد؟ مالها قلوب تتصل بالواحد الأحد؟ وتعرف تبع من هي؟ وأين تضع رجلها في هذه الحياة ..
تباً لعادات الناس التي لا تقوم على سُنة، تباً لإلف الناس الذي لا يقوم على اتباع، ما خُلقنا لهم، ولا لأفكارهم، ولا لعقولهم، خُلقنا له، فلا نضيِّع هذا الشرف بشيء من هذا الترف والسرف، والسفه، خُلقنا له، وإمامنا في حضرته حبيبه وصفوته، يارب حقِّق لنا الشرف، وأسكِنا أعلى الغرف، وادفع جميع البلاء، وحول الأحوال إلى أحسنها، ربيع الأول يخرج والقلوب ملآنة بأنوار الصدق معك، نرى تغيُّر العادات، في زواجات وغير زواجات، في جميع المناسبات، نرى رجوع إلى السنة، نرى تعظيم لأمرك وأمر رسولك، نرى احتقار للحقراء، الذين ما نظرت إليهم، الذين ما أحببتهم، هم وعاداتهم تحتَ أرجلنا، تحت نعالنا، والنعال عزيزة عليهم، وعلى عاداتهم المخالفة لمحمد ومنهجه صلى الله عليه وسلم.
يا عبيد الله لا يستعبدكم غير الله، لا تستعبدكم عادات، لا تستعبدكم كلام نسوان، لا يستعبدكم كلام فساق، أنتم عبيد لله، تشرفوا بالعبودية لله، (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا*وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) هذا زينتكم هذا شرفكم هذا عزكم، (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ) الناس يقولون هذا سيطلع، وذا يقول حرب ستأتي، وذا يقول الغلاء سينزل، وذا يقول دولة ستطغى على دولة!! أم هؤلاء فيخافون جهنم (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ) أدركوا الحقيقة (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا*إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) يضبطون أمورهم بضابط الاتزان والالتزام والاتباع (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا* وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) اللهم اجعلنا منهم، بدِّل جميعَ سيئاتنا حسنات، يارب، في ما بيننا وفي من يسمعنا أعين قد عصتك حررها من رق المعصية، أعتِقها يارب، وآذان عصت أعتقها ياربنا، وألسن وأيدي وأرجل وأعضاء وقلوب، أعتقها يارب، أعتقها يارب، أعتقها كلها يارب، وحرِّرنا من رق المعصية يا توّاب
(فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) لا ضحك ولا لعب ولا تجرؤ على الله ولا على خلقه (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا* وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) همتهُم صلاح بيوتهم وأسرهم وأولادهم (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)، وما هي النهاية؟ (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا) وأي من غرفة؟ هي أبراج كما حقهم ذي؟ هي قصور كما قصورهم القاصرة ذي؟ أي أبراج في الشرق أو الغرب لا يدخلها الهم، لا يدخلها المرض، لا يدخلها الموت، لا لا لا، إلا كثير المرض فيها، كثير الهم فيها، كثير الموت فيها، لكن هذه غرفة ما فيها همّ، ولا فيها موت ولا فيها أمراض، الله الله (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا) أتعشق الفانيات أمام هذه؟ (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا) وفوق ذلك قال الحق أنا أسلم عليهم، (وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا) مِن مَن يا أخي؟ مِن مَن يا أخي؟ مِن مَن يا أخي؟ من سيسلم عليهم؟ فازوا فازوا فازوا فازوا، لكل خير حازوا (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا*خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)
(سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) واللي بعدوا عن ذا السبيل، (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ)، لا تجعل في بيوتنا أحداً منهم، ولا في جيراننا أحداً منهم، ولا في أصحابنا احداً منهم، إنأَ بنا عن سبيل المجرمين، اجعلنا في عبادك الصالحين، حرك هذه القلوب لتصدق معك، نقها عن العيوب يا علام الغيوب، ثبِّتنا على أقوم الدروب، ربطاً بحبيبك المحبوب، لا ينحلّ أبدا، وفِّقهم لكثرة الصلاة والسلام عليه، بالشوق والمحبة والتعظيم والإجلال والولاء، بالشوق والمحبة والتعظيم والإجلال والولاء، بالشوق والمحبة والتعظيم والإجلال والولاء، واجعلنا وإياهم من أولى الناس به يوم القيامة..آمين يا الله، يا الله..
تشرَّف قل يا الله، تزيَّن قل يا الله، خذ الكرامة قل يا الله، خذ السعادة قل يا الله، بالصدق توجّه إلى الله، بالصدق تذلل بين يدي الله، وعزته وجلاله والله إنه يراك، إنه يراك، إنه يراك، إنه يراك، إنه يراك، إنه يراك، إنه يراك، ويرى خفاياك، ويعلم سرَّك ونجواك، قل يا الله، قل يا الله، قل يا الله، بقلبك قل يا الله، بلسانك قل يا الله، بكلك قل يا الله، بكليّتك قل يا الله.
عسى أن يسمعك فيرحمك، رحمة يُغنيك بها عن رحمة من سواه، يارب رحمتك، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، اجعلهم جميعا مقبولين، بحبل رسولك موصولين، في طريق اتباعه سالكين، ومعه يوم القيامة محشورين، آمين، آمين، آمين، يارب العالمين..
والحمد لله رب العالمين.