بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما جمع، والحمد لله على ما أسمَع، والحمد لله على ما مدَّ مِن فائض الفضل وأسباب الانتفاع، والإتباع والارتفاع والإطلاع، والظَّفَر بالعطايا الوِساع، فلربِّ السماوات والأراضين سُنَّة، خصوصاً مع هذا الجنس المكلَّف مِن المخلوقين من الإنس والجن الذين اختار إرسالَ الرسل إليهم، وإنزالَ الكتب في ضمن الكرامة التي أكرمهم بها.. قال تعالى: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا "
وكانت هذه الكرامة التي يقبلها حقَّ قبولِها من استجاب لنداء الله، واستجاب لداعِ الله جل جلاله وتعالى في علاه، وبها يحيا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ ".
تلكم الحياة الطيبة التي هي نتيجة الإيمان والعمل الصالح.." مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ "".
هذا الرب الحيُّ القيومُ جل جلاله يعِد هذا الوعد، ويذكر هذه السنَّة، ويُبرم سبحانه وتعالى هذا الأمر "
" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيُِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " فله الحياةُ الطيبة في الدنيا، وتتوفاهم الملائكة طيبين، ولهم في الآخرة أن يُجزَوا بأحسن ما كانوا يعملون، ولا يفتَّش على سَيئِ ما عملوا، ولكن يُؤخذ مِن حَسَنِ ما عملوا أحسنَ ما كانوا يعملون.
وكان من جملة المعاني في ذلك ما جاء في الأخبار: أن اللهَ إذا أراد هذا الجزاءَ للمؤمن الموفّق قال الله للملائكة: أنظروا أعظمَ حسنةٍ من أعماله إلى كم تضاعفت وكم وصلت، فيقولون يا ربنا في خلال عمرِه أعظم ما تضاعف من حسناته الحسنةُ الفلانية، وقد ضاعفتَها إلى الأمر العظيم الكثير، قال فيقول الله فاجعلوا جميعَ حسناتِه مثلَها، ويُجزى أحسن ما كان يعمل.. اجعل ضحكته في وجه المؤمن مثلَها، وريالَه الذي أخرجه صدقة من أجله مثلَها، وسجدَته مثلها، وإحسانه إلى جاره مثلها، وقراءته للقرآن في كل آية مثلها، ليس كل آية، بل كل حرف عشر حسنات، كل حسنة مثلها وهكذا يشمله الفضل الإلهي.
قال سبحانه وتعالى:" إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا "
ولَكْ وراء هذه المضاعفة شيئٌ آخر، وباب آخر ينفتح " وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا".
هذا المشروع الكبير الذي فتحه العليمُ الخبير لكل مؤمن مستجيب بصيرٍ بأمر الدين ليتسابقوا في هذه الأعمال، ويتسابقوا في موجبات الإفضال والنوال، ونيل العطايا الجزال، والدرجات العوال..
فالله يجعلنا ممَّن سارع، وممن استجاب، وممن لبَّى هذا النداء.
وما سمعتم في كلام الحبيب عمر بن حامد الجيلاني طوَّل الله عمرَه في عافية وسرور وأنس ونفع وانتفاع، وأحبابنا الذين تكلموا في هذا المجمع المبارك ما يشير إلى تسابُقنا في ميادين حيازةِ الفوز الأكبر، والخير الأوفر الذي ينتهي إلى ساحة النظر إلى وجه الله الكريم.
اللهم اجمعنا في تلك الساحة مع أهلها، اللهم اجمعنا في تلك الساحةِ مع أربابها.
وفي كونِهم يجتمعون لساحةِ النظر إلى وجهه الكريم بيانٌ لسرِّ الاجتماع وبركة الاجتماع ولسنَّته في الاجتماع، إذا أراد أن يعطي عطايا وِساع جمع .. جمع المؤمنين، وأمرنا بالاجتماع في الصلوات الخمس ورتَّب عليها الثواب، ورتَّب عليها خير وإفضال مخصوص، حتى لا يترك المؤمن صلاةَ الجماعة.
قالوا ولم يُنقل عن أحد من الخلفاء الراشدين وسادتنا الصحابة الأكرمين السابقين الأولين أنه صلى فريضةً واحدةً منفرداً قط، وما يصلون إلا جماعة، ومن حافظ على الجماعة في الصلوات الخمس فقد ملأ البر والبحر عبادة. أي يجعله الله كذلك، وهو لم يصل إلى نصف البر ولا ربع البِر ولا عشر البِر في عباداته، لكن مثوبتها عند الله ومكانتها كأنّما ملأ البر والبحر عبادة.
وهكذا شرع لنا الجُمعة، وهكذا شرع لنا الوقوفَ بعرفة، وسيأتي يوم الجمع الأكبر يوم يجمع الأولين والآخرين..
ثم بعد ذلك اجتماعات أهل الجنة، ثم الاجتماع العظيم أعظم الاجتماعات في الجنة حينما يريدُ الله كشفَ الحجاب عن القلوب ليعبّر عن هذا الكشف المعنوي الذي لا حسَّ فيه، ولا جسمَ فيه، ولا جهةَ فيه، ولا شيء مما تتخيله العقول، يُعبَّر عنه بالنظر إلى وجه الله الكريم، بتعبيرِ صاحب الرسالة أعرف الخلق بالله أعظم الخلق تعظيماً لجناب الله سبحانه وتعالى محمد عليه الصلاة والسلام قال: إنكم سترون ربَّكم كما ترون هذا القمرَ لا تُضامون في رؤيته. أي رؤية محقَّقة كما تتحققون رؤية القمر، وهذا أمرٌ من غير كيفٍ ومن غير انحصار..
إذا أراد الله أن يعطيَهم هذا الفضل أمرَهم بالاجتماع، فاجتمعوا أوَّلا، وجعل نتيجةَ هذا الاجتماع الفضل الكبير.. لتدرك أنّ في الاجتماعات أسراراً وعطايا كبار من أجلها كان الحرصُ عند مثل صاحب هذه الحولية وهذه الذكرى الحبيب محمد بن عبد الله باعبود الجفري عليه رحمة الله تبارك وتعالى، وكان يجمع لنا في ذا الصف من الوجوه المنيرة والقلوب الخاضعة الخاشعة فلان وفلان وفلان وفلان وفلان، ذِكرُهُم يحيي القلوب عليهم رحمة الله ورضوانه، وجمعنا بهم في أعلى جنانه، وفي ساحة النظر إلى وجهه الكريم، وهؤلاء الخلف الذين من بينكم، ومَن يظهر ومَن يجلس هنا أو هناك، ومَن هو مستور مِن أهل النور مِن آل القلوب المتصلة بحضرة العزيز الغفور. إذا اجتمعنا صار شأنُ الجمع كله داخل في الدائرة..
وفي سرِّ هذا الجمع أيضاً لمَّا فني الزاد، واحتاج الصحابة في بعض الغزوات إلى زاد يتزودون به، قال صلى الله عليه وسلم: اِجمعوا ما عندكم من الأزواد.. - ورجعنا إلى الجمع وسر الجمع- وكان يمكن يدعو من دون أن يجمع أحد الزواد.. لكنه أمرهم أن يجمعوا ما عندهم، فلما جمعوا ما عندهم وضع يدَه الكريمةَ فيه، وقرَأَ وبرَّكَ عليه، ثم قال: خذوه، فأكل القومُ كلُّهم وشبعُوا وتزوَّدوا وخبَّؤوا في أوعيتهم، في منازلهم، حتى ما تركوا إناءً إلا ملئوه من هذا الطعام القليل ببركة النبي الجليل صلى الله عليه وسلم.
هذا الجيش البالغ في العدد ألوفاً لما جمعوا الزاد كان مثل العَنف فقط وسط النطع، وهذا يكفي لنفر قليل.. فدعا فيه فكفى الكل، وكلٌّ تزود وملئوا أوعيتَهم منه ببركة هذا الجمع.
ومثل الجموع هذه، صاحب النور والسر فينا كل يجيء بما عنده من الزاد. هنا وهنا وهنا ..وتقع بركة فيها ويكفي الجمع، ويصل إلى الديار وإلى المنازل، ويصل إلى الذرية وبعض الذين في الصلب ممن سيولدون، ويشملهم خيرُ المجمع وبركتُه وما فيه فضلاً من الله تعالى، لأن نظرَ الله إلى المجامع التي تُعقد من أجله، ما لأصحابها غرض، ما لأصحابها مُرادٌ في المتاع الفاني، ولا في سلطة ولا في سياسة، ولا في مقصد من مقاصد الدنيا، ولا ضُر أحد، ولا النِّيل من أحد، بل الرحمة لكل أحد، والتَّسبُّب في المنّة ونزول الرحمة ونزول السكينة ونزول الطمأنينة وبثِّ الأخلاق وبثّ الآداب وبثّ المحبة وبثّ الرأفة وبثّ المودة.. فهذه المجالس محل نظر ربكم جل جلاله.
ولذا وعدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على نداءِ ربِّنا فيها: أن قوموا مغفوراً لكم، قد بُدِّلت سيئاتِكم حسنات، وأشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم، فيقول بعض الملائكة: إلا فلان عبدٌ خطّاء، ما جاء للذكر، وإنما جاء لحاجة، يقول الله: وله قد غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسُهم.
بسر هذه الجمعية أمرنا أن نقف في يوم عرفة في ساعة واحدة، ووقتٍ محدد، يجمع أولَ الحجاج وآخرَهم، حتى مَن فاته هذا الوقت لا يُجزيه وقوفُه وحده ولا مع جماعته إذا قد فات هذا الوقت المحدد، ليكون وقت جمعية تجتمع فيه القلوب.. وزينة الجمع..
وفي الوفدِ كم عبدٍ منيبٍ لربِّه ** وكم خاشعٍ كم خاضعٍ مُتصاغرِ
وذي دعوة مسموعةٍ مُستجابةٍ ** من الأولياء أهل الهدى والسرائرِ
وراجٍ وباكٍ من مخافةِ ربه ** بفائضِ دمعٍ كالسحابِ المواطر
عليهم رضوان الله، وهم زينةُ الوافدين أرباب الصدق والإخلاص، والقصد الذي أفردوه للواحد الحق الفرد جل جلاله وتعالى في علاه.
ففيهم في ذلك الجمع متذلِّلٌ خاضع يقول: أرجو الرحمةَ لجميعهم لولا كوني فيهم.
ويقول قائلهم أيضا سيدنا الحسن البصري وقد أثَّرت الشمس عليه حتى سال العرق، وصارت ثياب إحرامه التي يلبسها لو عِصِرت لسال منها العرق، من كثرة ما حملت من عرقه، فقال له بعضهم: لو تحوّلت إلى الظل يا شيخ ، قال : أوَ في الشمس أنا !؟
لا يدري أنه في الشمس.. قالوا: فيك هذا العرق كله نسيت أنك في الشمس!؟ فقال: تذكرت ذنباً من ذنوبي فما أحسست بحرِّ الشمس..
هذا القلب الذي يعامل الله هذه المعاملة في مثل سيرة الذي وصف بأنه مِن سادة التابعين عليه رضوان الله.
يقول الإمام الحداد: لعل ذلك الذنب خطرةٌ خطرت له، لو خطرت على أحدنا ما عدَّها شيئا أو عدَّها حسنةً من حسناته، وهو يعُدُّه ذنباً من ذنوبه عليه رضوان الله، ويصير بهذا الحال، لتعلم أننا في صور من صور الاستغفار، صور من صور الاعتراف بالذنوب، ما تدرك حرَّ الشمس لو وصلك شعاعها لربما أنت في الظل وتقول زاد الحر علينا، وطولوا في المجلس والمروحة ليست بجانبي ولا قريبة مني ، وتخرج وأنت فاقد لكثير من نور المجلس وبركته لأن الصدق قد فُقِد في قلبك، ولو كان في قلبك صدقٌ لعرفت أن القومَ تعاملوا تعاملَ الصدق مع الرب، فما كانت المسألة مسألة قولٍ باللسان: أستغفرك.. و اللهم اغفر لي .. وذنوبي كثيرة، بل صار له حال فلم يشعر بِحَر الشمس حوله من شدة ما نازلَه من عظمةِ ربه وكيف يقابله..
وفي هذا يقول بعض العارفين منكم من الأمة المحمدية الذين أثّر فيهم الوحي وأَثَّر فيهم القرآن وأَثَّرت فيهم السنة وأَثَّر فيهم هدي النبي عليه الصلاة والسلام، يظل يبكي ثلاثين سنة، سألوه: على أي الذنوب تبكي على أي المعاصي ، قال : نزل بي ضيفٌ فأردتُ غسل يديه بعد الطعام فما وجدت له صابونا أو غيره يغسل به يده، فأخرجتُ تراباً من جدار جاري من غير إذنه، فغسل به الضيف. فسألوه: ألم تستسمح من ذلك الجار، قال: نعم استسمحت منه، لكن بعد أن تجرأت!! والجار سامحني، ولكني أبكي كيف أقابل ربي أني اجترأتُ على إخراج هذا التراب من الجدار من دون إذن صاحبه، فإذا خاطبني ربي كيف يكون جوابي!! وظل يبكي ثلاثين سنة..
نريد منك ثلاثين دقيقة.. ما استمرت.. خذ لك ثلاثين ثانيه وأنت على خير، تبكي فيها عينُك من خشية ربك، وخصوصا إذا كنتَ في الخلوة، وحيث لا يراك إلا هو، فمثل رأس الذباب دمعة من خشية الله أجلُّ عند الله من جبل من ذهب يُتَصدَّق به، هذه الدموع التي تُطفئ غضبَ الرب جل جلاله.
قال صلى الله عليه وسلم: كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت من خشية الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين غضَّت عن محارم الله ..
لا غرَّها التلفاز ولا غرَّها اليوتيوب ولا غرَّها الفيس بوك ولا غرَّها الواتس آب ولا غرَّها شيء من هذه الأشياء، فغَضَّت عن محارم الله.. فلا تبكي يوم القيامة، تسلم من البكاء يوم القيامة لأنها غَضَّت عن محارم الله في هذه الدنيا. فيجب علينا أن نعطي الأشياء حقها.
هذه الحقائق التي نتحدث عنها رأيناها في أحوال الصحابة والتابعين وصلحاء الأمة عليهم رضوان الله تعالى، وعلى مدى القرون، وأحوال رأيناها في مَن عاشرناهم وشاهدناهم، أحوال صدق تنبئ عن حقيقة في القلوب..
وهذا الصحابي لما يقول للنبي إني أحبك، والعلامة قامت، ثلاثة أيام لا أكل ولا شرب ولا نام..
هل نازلك شيء من هذا!؟
بسبب المحبة ما قدر يأكل، بسبب المحبة ما قدر يشرب، بسبب المحبة ما قدر ينام..
ثوبان عليه رضوان الله.. ما خبرك؟ قال: جرى فكرٌ في بالي، ما هو ؟ أني لا أستطيع الصبر عن رسول الله، وإني لأذكره وأنا بين أهلي وولدي فلا يقرّ بي قرار حتى آتي وأنظر إلى وجهه، يا رب صل عليه..
ففكرت في القيامة والدار الآخرة الباقية، وقلت إن أنا لم أدخل الجنة لم أرَه، وإن دخلتُها كنتُ في أسفلها، كنت في درجة دون درجته، فهو فوقي فلا أراه.. فكيف يطيب لي العيش؟ وكيف تطيب لي الحياة وأنا لا أراه؟ فما قدر يأكل وما قدر يشرب..
شفت الحال.. هذا ليس مجرد دعوى، هذا واقع في ذوقه، في شعوره ..
لما أفتقده النبي أمرهم بالسؤال عنه، فجاء إليه وقال: ما لي أراك مصفر اللون نحيل الجسم؟ قال: حُبُّك،، ما بال حبي؟ فذكر له الخبر، وقال: ففكرت في الآخرة وقلت إن لم أدخلِ الجنة لم أرك، وإن دخلتها كنت في درجة دون درجتك فلا أراك .. فهذا الذي كدَّر عليّ عيشي وحال بيني وبين طعامي وشرابي ومنامي يا رسول الله ..
سكت النبي، والوحي نزل "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا.
ولذا جاء في الخبر في الحديث القدسي أن الله يقول " كذب من يدَّعي محبتي فإذا جنَّ الليل نام عني، أليس كل محبٍّ يحب أن يخلوَ بحبيبه"
أيها الاحباب: طلبُ هذه الحقائق بالإيمان وبالإسلام وفي العمل بمنهج الرحمن جل جلاله يُتطلَّب من حضور هذه المجالس وإدراك أسرار العبادة لله في صلاة أو في صيام أو في زكاة أو في صدقة أو في حج، وأعمال كلها مذكرة بالله والدار الآخرة، من أركانها إلى واجباتها إلى سننها إلى المنهيّات التي نُهينا عنها والمبطلات أو المفسدات التي تفسدها إذا قام بها الإنسان على وجهها أحسنَ الأداء
وخرجَ من دائرة مَن أخذ الصورةَ بلا حقيقة، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم في بيان هذا المخبَر أو هذا الأمر أو هذا الشان لرجل مسيء صلاته " صلِّ فإنك لم تصلِّ، وثاني مرة صلى، فقال له صلّ فإنك لم تصلِّ، وثالث مرة صلى فقال له صلّ فإنك لم تصلِّ، فقال: علِّمني يا رسول الله.. فعلَّمهُ بعد الطهارة أن يقف، يستقبل القبلة، ينوي ويكبر، وإقرأ ما معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تطمئن قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في باقي صلاتك،، فقام فصلى كما علمه صلى الله عليه وسلم، وجلس عند النبي، فأقرّ له أنه صلى.. وثلاث مرات كان يصلي قال له: إنك لم تصلِّ ، إنك لم تصلِّ ، إنك لم تصلِّ.. ونحن نريد حقيقة للصلاة، ونريد حقيقة للصوم، نريد حقيقة للقراءة، نريد حقيقة لرابطتنا هذه بالجناب النبوي لنقرب منه في يوم المحشر، ولنرِد على حوضه المطهر، مع من يرد من خيار البشر.. اللهم أورِدنا على حوضِه المورود، يا برُّ يا ودود، يا ذا الكرم والجود.. يا أرحم الراحمين.
أمامك في الدنيا حوضُ محبته الصادقة، حوض متابعته في أحوالك وشئونك، لا تُخرِج سُننَه من دارك وحدة بعد الثانية، وتجيب سنن أعدائه وتعلِّمها أولادَك وتنشؤون عليها ، لا أحد يبسمل عندما يدخل الدار، لا أبوهم ولا أولاده ولا زوجته، وهل يدخلون باليسرى أو باليمنى ما اهتموا ، ما كأن هناك شي آداب شُرِعت، ويدخلون من غير بسملة والشياطين معهم، ويقدِّمون طعامهم بلا بسملة والشياطين معهم، والولد يأكل وهو يمشي، وذا يخرج طعامه من الثلاجة وهذا يدخل المحل الثاني ، وكأن الدنيا فوضى في فوضى وبعدين إذا انقلبت علينا الفوضى هذه إلى أحوال أخرى في الدنيا اشتكينا منها !! والفوضى بدأت من وسط دارك، لأنك أنت أيها المؤمن تساهم في أحوال العالم بصلاحِك واستقامتك أو بإهمالك وتركِك لواجبات ربك سبحانه وتعالى.
وإذا كانت الأسرة هكذا، وربما في المجلس الواحد فيه الأب وفيه الأم وفيه الأولاد هذا يتكلم مع واحد من أصحابه، وهذا يتفرج على برنامج معه في الجوال يحرك به أصابعه ويده، والأب قاعد أمام التلفزيون، والأم في شيء من أشغالها .. ولا عائليه ولا أسرية ولا رأفة ولا رحمة ولا تفقُّد للحال ولا سؤال عن صلاة الصبح ولا كيف ننام ولا كيف نقوم.. وإن كملوها بشيء من هذه البرامج ، وسهر هذا سهر طويل، وهذا سهر طويل .. وأكبر من ذلك أن الولد غائب عن البيت، أو البنت وربما وهي عذراء غائبة عن البيت إلى ساعة متأخرة من الليل، وهي تتنقل من صاحباتها الفلانيات إلى صاحباتها الفلانيات، كأن الرجل فقَد سرَّ معرفة العبودية لله على ظهر الأرض، وأن لربِّ العرش منهاجا يُسار عليه على ظهر هذه الأرض، إفعل ولا تفعل أوامر ونواهي، وفيها " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا"
كل واحد منكم إذا ألقى النظر، وتأمل أي صنف من أصناف مراحل أعمارنا في مثل العذارى الذين لما أراد أصحاب نبينا يمثلوا لنا حياءه الشديد، ما وجدوا في عالم المجتمع عندهم تمثيل إلا بالعذراء ، لأنه ليس موجودا من أصناف المجتمع أشد حياءً من العذراء فقالوا "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خِدرها"
هذه قمة ما عرفوا كيف يمثِّلون الحياء، حال العذراء أنت قِسْهُ بعقلك قبل عشرين سنة واليوم، اترك العشرين، قبل عشر سنين واليوم، اترك العشر، قبل خمس سنين واليوم.. اليوم نجد العذراءَ التي يُضرب بها المثل في الحياء تسابق النساء في محافل الزواجات وثوبها قصير وفيها بنطلون شفاف والثوب فوق الركبة وترقص أمامهن، هذه التي يُضرب بها المثل، وليس العهد بعيد فيما نعهد من حياء ، فيما نعهد من أدب ، في مثل بلدانكم كان النساء ما يقدرن يرين وجه العذراء..
أعظم من ذلك أنه بعض أقاربها حتى أختها أحيانا ما تعرف كيف شعر رأسها في طول ما أيام عُذِرَت ووصلت إلى هذا السن الذي يكون فيه الحياء ما تدري به، وقد تجاوزنا هذه الحدود، لكن هوينا جم ، ونزلنا جم ، ومَن الذي دعانا لمثل هذا !؟
أو تحسب أن الأمرَ عادي وطبيعي، هذه قِيم، هذه مُثل، هذه معاملات، هذه ديانة، هذه صلةٌ بالوحي، هذه أخلاق، هذه مواريث نبوة، ما هي عادية ولا هينة ولا سهلة، إذا أصبح القائد وسط بيتك عدو محمد، عدو محمد هو الذي خطط لهذا ووصل إلى بنتك وأنت تضحك وتقول عادي، إن كان جهاد فنريده في هذا، أما أن يحملهم الجهاد على بعضهم البعض يقتل بعضهم بعضاً كل واحد منهم يذكر الله، القاتل والمقتول ذا يهلل وذا يكبر، وإنا لله وإنا إليه راجعون..
ما درينا كيف تكون حقائق الجهاد أو كيف يقوم..
فلنجاهد على هذه الأوامر والنواهي وسط الديار والأسر فمن هنا نؤتى، ومن هنا نؤتى، ومن هنا تحلُّ المصائب، والعياذ بالله تبارك وتعالى.
والأمر يحتاج إلى جد وإلى صدق مع الواحد الأحد، وعما قريب أنت ملاقيه فسائلك.. ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ )
فلابد من اللقاء وإذا لاقيته بكدحك هذا ، إهمال بناتك ، إهمال أسرتك ، إهمال أولادك ، دخلت أزياء الكفار إلى دارك خرجت سنن محمد ، جاءت سنن اليهود جاءت سنن أعداء الله إلى وسط الدار ، وتقلى ربك بهذا الكدح ، ترى هذا يبيِّض وجهك !؟ ترى هذا يسرك في القيامة!؟ ترى هذا يعرضك للكرامة أو يعرضك للقربة والزلفى عند الله سبحانه وتعالى..
فخذ الأمر بجد وأنت مُلاقٍ الواحد الأحد جل جلاله، والمجامع هذه عقدت لتفادي ندامةَ يوم القيامة فبئست الندامة ندامة يوم القيامة، وأنذرهم يوم الحسرة ( إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون
" إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ " نحن نرث الأرض ومن عليها، فلا يغرك الأرض ولا مَن عليها ولا ما عليها.
" إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " ما هو لنا ، ما هو لكم، زينة لها، أي للأرض، زينتك أنت إلا التقوى، زينتك أنت إلا الإيمان، زينتك أنت تقويم السنة الشريفة، هذه زينتك، أما ديار، أما إسفلت في الأرض، أما توفير وسائل الراحة والرفاهية، هذه زينة الأرض، ما هو زينتك أنت " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً "
ولما كانت هذه الزينة لا قدرَ لها ولا مكانةَ قال لك عاقبتها مباشرة في القرآن وهي عاقبة محتومة " * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً "
ولا تبقى حجرة ولا مدرة ولا شيء من مظاهر هذه الزينة على ظهر هذه الأرض، هذه نهايتها
كما سمعنا في كلام الحبيب عمر فيما ضرب الله لنا من مثل ومثلين وثلاثة وسط القرآن، تنبيه وتنبيهين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة، وإذا تنبيه ربي ما أجدى فيك.. فمن ينبهك ؟ وأنت منتظر شي خبر في تحاليل ، تجي لك عبر الإذاعة الفلانية ، ولا عبر القناة الفلانية ، خذ تحليل رب العالمين جل جلاله حلَّل لك الحقائق وقال" كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
هذا مثل مَن؟ مثل الذين كفروا بربهم ، فالكافر بالله لو اهتدى إلى مصالح الأرض كلها ومعنى بحكم الشريعة تعامُل معه في شان هذه المصالح بما يوافق حكم الله غير مغترين بها وغير راكنين إليها وغير عاصين لله بسببها..
هذا ميزاننا، وهذا الكافر بجميع ما يعمل من مشاريع وما يعمل من مصالح الأرض المثل الصحيح والتحليل الصادق لأعماله هذا " كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ " قال تعالى: " أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ"
الذين ماتوا اليوم وقد ودَّعنا بعضهم، والله يرحم موتانا وأحيانا برحمته الواسعة..
فقدنا اليوم بعضهم قد قبرناهم وبعضهم في بيوتهم ينتظرون الذهاب إلى القبور، هم أعرف بهذا المعنى تماما.
كان يقول بعض الصالحين: إذا أردت أن تعرف قدر الدنيا فاسأل عنها شخص في سكرات الموت. هو سيجيبك الجواب الصحيح عن قدر هذا المتاع وهذه الشؤون، ولا فيها إلا مَن خلصت نيته لتسخيرها في مرضاة الله ونفعِ عباد الله مخلصاً لوجه الله فهذا الذي يبقى..
قالت السيدة عائشة في بيان منهاج الحبيب صلى الله عليم وسلم: لم يعجبه شيء من الدنيا ، لم يعجبه شيء من الدنيا ، ولا يعجبه أحدٌ من الناس إلا أن يكون ذا تُقى.
هذا قدوتُك، وأنت ماذا يعجبك؟ ذا وذا وذاك.. فليعجبك أهل التقوى، واحذر أن يعجبك شيءٌ من الدنيا لأنه أقل ما فيه أن تفارقه ويفارقك ، فاتخذ لك إعجاب بحبيب لا يفارق واتصل بالحي الخالق الدائم جل جلاله ، بواسطة حبال السنة النبوية والمحبة الخالصة لله ولرسوله وللصحابة ولأهل البيت الطاهر في ذا المسلك الذي مضى عليه أهل السنة لا يعرفون سب حي ولا ميت ولا تحامل على حي ولا على ميت، ولا يوغرون الصدور ولا يثيرون بين الناس نزعات البغضاء ولا الشحناء ولا شيء مما يبغضه الله جل جلاله وتعالى في علاه على قدم لا نفرق بين أحد من رسله ، ولا نفرق بين أحد من أصحاب رسله ، ولا نفرق بين آل بيت رسوله ، ولا نفرق بين صلحاء عباده ، ما شُغلنا التفريق،
والذي يعرف الفضل للخلق ربهم بقدر ما فضَّلَهُم وإليه المآب، والذي أبرزه لنا واضحاً جليا ، أن أفضل الخلائق الأنبياء والمرسلون، وأن أفضلهم بعد ذلك الصديقون والشهداء والصالحون فلهم المزية ولهم الفضل، وأوجب علينا المحبة العامة لكل مسلم وأوجب علينا الحق حتى للكافر، فلو كان كافر حربي مات بيننا وتُرِك حَرُم علينا أن نتركه للسباع أو نتركه للطيور تأكله، ووجب علينا دفنه، ومواراته في الأرض، هذا أدب الإسلام في حق الكافر الحربي الذين حاربنا..
المحاربين في يوم بدر حاربوا زين الوجود صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقُتل منهم السبعون ، فَرَّ القوم وتركوهم ، فما ذهب النبي وترك الجُثث ، واستخدم قوته من الصحابة الأكرمين ليدفنوا هؤلاء، ومضوا يدفنوا منهم في القليب ، ومنهم في الأماكن الأخرى ، وما مضوا وتركوا جسدا واحدا من أجساد الكفار ، أصحابهم قد فروا ، والبقية سبعون أسرى ما أحد منهم يقدر يعمل للأجساد هذه شيء، فتحرك خير العباد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
فالأمر دائر على هذه الحقيقة والناس يغترون بذا وبذا وبذاك، ثم يكون الجمع الأكبر فلا يفوز إلا من توثَّق بحبل الصدق مع الله ، وعظَّم شرعَ الله ومنهاجَ الله ، فوالله لن يحدث الله ولن يخلق عبداً من عباده يكون أهدى لمصالح الدنيا أو الآخرة من ربِّهِ، هل يمكن هذا!!؟ هذا مستحيل.. أيمكن لعقليَّة بشرية أن تكون أهدى للمصالح من الرب الكريم الخالق جل جلاله!؟ " قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ "
فلا خيرَ لنا في الدنيا و الآخرة إلا مِن حيث منهجِ الله سبحانه وتعالى..
فالحمد لله على هذه الاجتماعات التي تجمعنا على سرِّ هذه الآداب وهذه الأخلاق والوِجهة إلى الرب جل جلاله، والترابط برباط الأخوة والمحبة والرحمة والتعظيم لأمر الله العظيم، استعداداً للقائه المقبل علينا، والله يجعل خير أيامنا يوم لقائه..
اللهم اجعل خيرَ أيام كل فرد منا يوم لقائك ، حتى يلقاك وأنت راضٍ عنه تبشره ملائكتُك بالبشارات الكبيرة..
يا ربنا واجعل لنا حياة مباركة هنيئة سعيدة في خير ولطف وعافية، وأدمِ اللهم الخير في هذه الربوع وفي هذه الأفياء في الحرمين الشريفين وهذه البلاد، وخادم الحرمين الشريفين خذ بيدِه إلى مسالك أهل الهدى والرشاد، وما فيه النفع في الخافي والباد..
وانظر إلينا وإلى صغارنا وإلى كبارنا نظرة تُزيل العنا عنا وتدني المنى منا، وكل الهنا نُعطاه في كل حين
اللهم احفظنا وديارنا وأبداننا وأدياننا ورجالنا ونساءنا وأوطاننا من الآفات والبليَّات والفِتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، واجعلنا ممَّن ترعاهم بعين عنايتك، واسلك بنا مسالك الصالحين من عبادك،
والساعين في مصالح الحرمين والأمن فيها والطمأنينة وفقِّهُم لما تحب، ومن أرادها أو أراد أحدا من المسلمين بضر أو أذى أو شر فاردعهُ واقطعه وامنعه بما شئتَ وكيف شئت، فأنت حسبنا ونعم الوكيل ونعم المستعان وعليك التكلان..
أصلح لنا وللأمة كل شان، وفرج الكُربة عن أهل يمننا وأهل شامنا، وعن أهل شرقنا وأهل غربنا وعن جميع المسلمين حيثما كانوا وأينما كانوا في مشارق الأرض ومغاربها، يا مجيب الدعاء يا من لا يخيب الرجاء..
واغفر اللهم للمتقدمين في مجالسنا هذه وصاحب هذه الذكرى وأهلها ومن ذكروا في هذه الوهبة ووالدينا ووالدي الحاضرين
اللهم أدخِل عليهم في قبورهم روحا منك وسلاما منّا في كل لمحة وفي كل نفس، واجمعنا بهم في دار الكرامة وأنت راضٍ عنا، واجعل مستقرَّ أرواحهم فردوسَك الأعلى مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والشهداء والصالحين.
واعلِ درجات عبدك أحمد بن علي بن أحمد بن حسن العطاس، ومن فقدناهم في هذه الأيام، اللهم ارفعهم في درجات الكرام من خيار الأنام ، ولقِّهِم منك الروح والريحان والفسحة ورضوانك الأكبر، واغفر لوالدينا ومشايخنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات يا مجيب الدعوات يا قاضي الحاجات..
والحمد لله رب العالمين.
للاستماع إلى المحاضرة