بسم الله ا لرحمن الرحيم
الحمد لله على هذه النعمة، نعمة الاجتماع له، وفيه، ومن أجله..
وهل يمكنُ للفرد أن يعقدَ اجتماعا أعلى وأسمى مِن اجتماعٍ يكون لله الخالق!؟ لقد اجتمعنا لنتقرَّبَ إليه، واجتمعنا نطلبُ رضاه عنا، واجتمعنا لنتفقَّه في دينِه، وندركَ أسرارَ خطابه في كتابه، وما بلَّغهُ إلينا رسولُه سيدُ أحبابه، واجتمعنا لتتَّسعَ لنا المفاهيمُ والمدارك، واجتمعنا لترتفعَ لنا الدرجاتُ عند الإله المالك. وكلها مقاصدُ شريفةٌ عليَّةٌ، وإراداتٌ رافعةٌ أبديَّة.. فحقَّقَ الله لنا ما قصدنا، وبلَّغَنا من الخير فوقَ ما أمَّلنا وأردنا.
فأحضِروا قلوبَكم، فإن اللهَ لا ينظر إلا إلى القلوب. لقد تمَّ الاجتماع في بيتٍ من بيوته، وإذا قُصد بيتٌ إنما يُقصد ربُّ البيت وصاحبُ البيت. فأنت لا تأتي إلى بيتِ أحدٍ من الناس تقصدُ نفسَ البيت، إنما تقصدُ مالكَ البيت وصاحبَ البيت وربَّ البيت. أهكذا تقصد ربَّ البيت في بيت المخلوقين فإذا جئتَ إلى بيتِ الخالق لا تقصدُ ربَّ البيت!؟ وإذا صحَّ لنا هذا القصدُ فما أعظم مقصودنا في هذا الاجتماع. مقصودُنا ( الله )، مقصودنا ( الله )، مقصودنا( الله ). وما ترون اللهَ يفعل مع مَن قصدَه؟
أحضروا قلوبَكم في بيتٍ من بيوته، مضى عليه كثيرٌ من صلحائكم وأخياركم وعلمائكم. وكما سمعتم في كلام العالم المقدم الأستاذ محمد حسبي ما دخل الإسلام من هذا الطريق، ومشى على ذاك القدم فريقٌ بعد فريق.
وجئنا لنستجليَ ونستوضح أمراً من أوامِر الله وجَّهه إلينا في صريح كتابه، وذلكم هو الاعتصامُ بحبلِ الله. تمسُّكٌ وتشثبُّتٌ وتحقُّقٌ بهذا الحبل الذي مدَّه لنا. وكان هذا الأمرُ بعد آية تقدَّمت يقول الله فيها: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ). وذلك أن الناسَ على ظهر الأرض يتَّقون ويحذرون ويخافون أشياءَ كثيرة، أنواع التعرض لسرعة الموت، والموت لا بد منه لكل أحد، واستفحال الأمراض بالأجساد، ونهاية الأجساد أن تموت، والحوادث التي تحدث لهم في مسيرهم.. وغير ذلك؛ كما يخافون الفقرَ، وقلَّةَ ذات اليد، وعدم وجود الحاجات، كما يحذرون أن يخالفوا القانونَ فيُسجَنوا أو يُحكَم عليهم بحكمٍ شديد. والناس يشتركون في هذا مسلمُهم وكافرُهم.
فإذا نظرنا إلى كل هذا الذي يحذرونه ويتَّقونه ويخافونه وجدناه تحت أمرِ الله وقبضتِه سبحانه. لا يمكن لشيء في الوجود إنساناً أو حيواناً أن يتعرضَ لموت إلا بعد قضاءِ الله وقدَرِه وتحديدِه الساعة. ولا يمكن أن تدخلَ لقمةٌ إلى فمِه مِن أيِّ طعامٍ كان إلا بعد أن يقضيَها هو له ويعيِّنُها ويكتبها، ولا قطرة مِن شرابٍ إلا كذلك، ولا يمكن أن يتسلَّطَ عليه حاكمٌ أو حيوانٌ إلا إذا سلَّطه اللهُ عليه ومكَّنه منه، وصرفَ قلبَه أن ينتقمَ منه، ولا يمكن أن يتألمَ عضوٌ من أعضائه أو أن يصيبه ذرةٌ مِن مرض إلا بأمرِه. فمَن أحقُّ أن يُتَّقى.. هذه الأشياء أم اللهُ الذي يملكُها؟
وهذه الأشياءُ كلُّها التي يتَّقونها مؤقتَّة محدَّدة، وتمضي وتنقضي وتزول، ثم يكون رجوعُ الكل إلى هذا المالك، والحكمُ له وحده، لا يحكم معه غيرُه، ولا معقِّب لحُكمه. أليس هو أحقَّ أن يُخشى ويتَّقى ويُحذَر؟ بل وكذلك هو أحقُّ أن يُحَبَّ وأن يمتلئَ القلبُ بعشقِه والتقرُّبِ إليه لأنه المُنعِمُ المتفضِّل. كلنا لنا أبصارٌ ونحن جالسون في هذا المجالس، فمَن شارك اللهَ في إيجادِ بصرِ كلِّ واحدٍ منا؟ أي طائفة؟ أي حزب؟ أي مؤسسة؟ أي شركة؟ أي دولة؟ أي مستشفى؟ أي المفكرين على ظهر الأرض؟ كلُّ واحدٍ منكم معه بصرٌ لم يشركِ اللهَ في إعطائه إياه أحد. والأسماعُ كذلك، وجهازُ التنفس الذي فيك كذلك، والقلب الذي فيك كذلك، والجهاز الهضمي كذلك، كلُّه منه لم يشركه أحد. فتنساه وتذهب إلى غيره لتسلِّم له هذه الأعضاء فتطيعه وتعصي الله!؟ ( وَاَلله أَخْرَجَكُم ْمِنْ بُطُون أُمَّهَاتكُمْ لَا تَعْلَمُون َشَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْع وَالْأَبْصَار وَالْأَفْئِدَة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) اللهم لك الحمدُ شكرا، ولك المنُّ فضلا، فاجعل أسماعَنا وأبصارَنا في طاعتك، وجميعَ أعضائنا وقلوبنا. يا مقلِّبَ القلوب والأبصار ثبِّت قلوبَنا على دينك.
ثم قال تعالى: (وَلَا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ) يعني احذروا ما يسبِّب نزعَ نورِ الإيمان مِن قلوبكم، ولا تتساهلوا بأقوالٍ أو أفعالٍ تنزعُ نورَ التقوى والإيمان مِن قلوبكم فتموتون على غيرِ الملة.
قال العلماء: وأعظم ما يوجب نزعَ الإيمان وسوءَ الخاتمة أمور: أعظمُها: نقصُ التعظيم والإجلال لله ورسوله، ثم التهاون بالصلوات الخمس المفروضة، ثم تركُ حقوق الناس مِن زكاة أو ظلمِهم وإيذائهم، وخصوصاً الأولياء والأصفياء منهم، وإدَّعاء الأحوال والمقامات كذباً. هذه أقوى أسباب نزع الإيمان من القلب.
يقول تعالى: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) فما هو حبل الله؟ الحبل: هو السببُ الموصل. ولذا جاء في حبل الله عند علماء التفسير خمسة أشياء:
المعنى الأول: أنه القرآن، ولا شك أنه مِن أعظم الموصلات بيننا وبين الله.
والمعنى الثاني: أنه الإخلاص، قال تعالى:( أَلا لِله الدِّينُ الْخَالِصُ).
المعنى الثالث: أنه الدين كله.
والمعنى الرابع: أنه العلماء المخلصون الصادقون.
والمعنى الخامس: يجمع هذا كله أنه رسول الله محمد. فهو الذي أنُزل عليه القرآن، وهو الذي جاء بالإخلاص والدين، وهو الذي يرثُه العلماء، وهو المخصوص بالخصائص الكبرى. فحبلُ الله محمد، فلنعتصِم بسيدنا محمد، وإنما الاعتصام به تحكيمُ سنَّته، وأن يكون هوانا تبعاً لما جاء به، وأن ننتهضَ كلُّنا لنصرته.
وبهذا الاعتصام نستقيمُ على حقائق الإسلام وما يحبه منا الملكُ العلام. وبذلك ينتظمُ شملُ الأمة، وتؤدي واجبَها في دينها، وواجبَها نحو مَن لم يدخل في هذا الدين.
فأول مظاهر هذا النبي المصطفى: الرحمة، فلم تشهد الأرضُ في الخلق أرحمَ بالخلق مِن سيدنا محمد، ولا يستطيع الآباءُ في رحمتِهم أن يرحموا الأبناءَ كما يرحمهم النبيُّ محمد، ولا الأمهاتُ أن يرحمن بنيهن وبناتهن مثلما يرحمهم النبي محمد. ولذا قال الله: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َمِنْ أَنفُسِهِمْ) وشبَّه النبيُّ الذين ضيَّعوا الاعتصام بهذا الحبل، واستجابوا للدعوات المخالفة لمنهجِ النبي كمثلِ الفراش، تُوقَدُ نارٌ في الصحراء فيظنُّ الفراشُ أنها كوَّاةٌ إلى الضوء يريد أن يخرج منها، يعني يظن فيها النجاةَ، وفيها هَلكتُه، فيتهافتُ عليها، حتى أن الفراشةَ قد تنجو أول مرة ولا تقع في النار، فتعود مرةً ثانية!! فقال صلى الله عليه وسلم: مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً فجعل الفراش يتهافت فيها وأنتم تتهافتون عليَّ في النار وأنا آخذ بحجزكم. إن هذه النار هي أنواعُ المخادعات التي تُوضَع أمامَ الناسِ في حياتِهم الدنيا، يظنون فيها الفائدةَ والخيرَ والنجاة، فيُقبِلون على تلك التيارات في الفكر وفي المسالك مخالفين لمنهج الله ورسوله، فيتقَحَّمون في النار فيهوون ويهلكُون إلا مَن أنجاه الله.. نسأل الله أن يجعلنا من الناجين. ومثَّل النبي رحمتَه حتى في مَسكِنا من النار فقال: آخذ بحجزِكم. فإن الذي تخشى سقوطَه ثم أخذتَ بيده أو برجله ربما تنقطع وربما تنكسر، أو بأذنه فتقطعها، أو بجزء من أجزاء جسمه فيتعب وتُمرضه، ولكن بالحُجزة في الوسط يأتي سالماً كلُّه، فهو رحيمٌ حتى في كيفيَّة مسكهِ وإنقاذِه صلى الله عليه وسلم.
ولمَّا قال لملك الجبال لا تُطبق الجبلين على الكفار الذين آذوني فأرجو أن يُخرِج اللهُ مِن أصلابهم مَن يتولى هذا الأمر، قال الملَك له: صدقَ الذي سمَّاك الرؤوف الرحيم.
وسمع بعضَ الصحابة بعد وقعةِ أحد - التي وقعت فيها الشدائد- يسب قريشا، فنهاه النبي قال: لا تسب قريشا، وسيكون فيهم من الخير، وسيكون فيهم كذا. قال: يا رسول الله إنما سببتُهم من أجل أنهم آذوك. قال: لا تفعل فإن الله سيجعل فيهم خيرا.
ما عرف العالمُ مخلوقاً أرحمَ مِن نبيِّكم. وكان يرسلُ السريَّةَ لقتالِ المحاربين من الكفار فيقول: لأن تأتوني بإسلامهم أحبُّ إلي مِن أن تأتوا بأموالهم وسباياهم. فشرَّع لأمَّته شرعاً مع المحاربين المقاتلين مِن الكفار لا يوجد في الأنظمة إلى يومنا هذا نظام أعدل منه ولا أرحم ولا أنصف. أي دولة تعطي مِن الطعام والشراب لأسراها المحارِبين أحسنَ مما يأكل وزراءُ الدولة وكبارها؟ وكل الذين يتشدَّقون بحقوق الإنسان لا يزال يوجد في سجونهم إلى يومنا هذا أنواعٌ من التعذيب. لكن دولة النبي محمد يقول للصحابة: استوصوا بالأسرى خيرا، فيعطونهم أحسنَ الأكل، ويكتفي الصحابة وزراء الدولة بأقلِّه. إذا كان هذا التشريع مع المحاربين المقاتلين المضادِّين من الكفار فكيف مع غيرهم من الكفار!؟ جاورَه مَن جاورَه من الكفار، وصالحَه مَن صالحَه من الكفار، ودخل في أمانِه مَن دخل مِن الكفار، وكل هذه الأصناف لم يجدوا مِن عنده غدراً ولا غشا ولا كذباً ولا خديعة. فإذا كانت هذه شريعتُه مع الكفار.. فما شريعتُه مع المسلمين؟ رزقنا اللهُ الإقتداءَ بهذا النبي.
فعليكم أيها المسلمون في مثل هذه البلد مهمةٌ كبيرة في إبراز هذه الرحمة للمصطفى محمد في واقعكم ومَن حواليكم.
وأما شريعتُه مع المسلمين فإنه حرَّم سبَّ الواحد منهم، وجعل سبابَ المسلم فسوقاً، وجعل لعنَه كقتله. فقد جاء في الرواية بسند الثقات عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"مَن قال لأخيه يا كافر فكأنما قتله، ومَن لعنه فكأنما قتله".
يجب أن نتفقهَ في ديننا ونأخذَ هذا الاعتصامَ بحبل الله، فإنَّ التساهلَ في السبِّ والتكفيرِ أمرٌ شديد، والتهاجرُ بين المسلمين إذا دام ثلاثةَ أيام بين مسلمَين يهجره من غير سلطان من الشريعة، فيتعرض هذا المهاجر للمسلم لأن يدخل النار، يقول صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجرَ أخاه فوق ثلاث.
ولقد فتح بابَ حسن النظر في أمر الشريعة لمن عندهم الاجتهاد وأقر بعد ذلك مذاهبَهم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أي ما توصلوا إليه من الاجتهاد، ولم يأذن لأحد أن يطعنَ في الثاني ولا أن ينتقصَه ولا أن يسبَّه. كما نقرأ في صحيح البخاري ومسلم: "لا يصلِّينَّ أحدٌ منكم العصر إلا في بني قريظة" فلما أدركتهم الصلاة قالت فرقةٌ لا نصلي إلا حيث أمرنا النبي، وقالت فرقة: لا يفوتنا الوقت نصلي ثم ندركه، فلم يعنِّف أحداً منهم. وبذلك أقرَّ معنى سعةِ الشريعة والاستنباطِ لأهله.
فبذا نجد ما اشتهر وانتشر بين أهل السنة مِن مثل هذه المذاهب الأربعة. ولذلك نرى كيف كان الأدبُ بين هؤلاء الأئمة، فنجد ثناءَ بعضهم على بعض، بل وتبرُّك بعضهم ببعض، بل ورجوع أسانيدِهم إلى أصل واحد، ونجد أنه تفرَّع مِن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جالسَ الإمام أبو حنيفة النعمان سيدَنا جعفرَ الصادق سنتين، وقال: لولا السنتان مع الصادق لهلك النعمان. فأبو حنيفة أدرك أسراراً في الاعتصام بحبل الله بمجالسة جعفر الصادق؛ واتصل سندُ مالك بسيدنا جعفر، واتصل سندُ الشافعي بالإمام مالك، واتصل سندُ أحمد بالإمام الشافعي، فاجتمع سندُهم في عددٍ من الأئمة منهم سدينا جعفر الصادق، فكان أهلُ البيت وأئمةُ أهل السنة كتلةً واحدةً مِن شجرةٍ واحدة.
نسأل اللهَ أن يثبِّت أقدامَنا على ذلك الطريق، وينفعنا بهذا الاجتماع، يبيت كلُّ واحد منكم وهو بقلبِه وقالبِه معتصماً بحبل الله، ونحيا على ذلك ونموت عليه.
اللهم بارك لنا في مجمعِنا، بارِك لنا في ما سمعنا، بارك لنا في ما علَّمتنا، علِّمنا ما ينفعنا، واجعلنا من الذين يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَه. يا رب اجتمعنا نطلب رضاك، ونرجو منك عنايتَك، ونسألك مغفرتَك، ونضع قلوبَنا بين يديك، فلا تُخرجها من بيتك إلا وقد نوَّرتها، لا تُخرجها مِن بيتك إلا وقد نوَّرتها، لا تُخرجها مِن بيتك إلا وقد نوَّرتها، وطهَّرتَها، وصفَّيتَها، واصطفيتَها، وملأتَها باليقين، وبالمحبة الخالصة، وبالمحبة الخالصة، وبالمحبة الخالصة. يا مَن أحببت نبيك محمدا، وجعلته سيدَ أحبابك، وأمرتَنا على لسانه أن نحبَّ الخلقَ من أجله، املأ قلوبَنا بنور المحبة، وحقِّقنا بحقائق المحبة، حتى تكون أنتَ ورسولك أحبَّ إلينا مما سواكما.
يا الله لا تخيب فينا أحدا، ولا ترد منا أحدا، اُعمر قلوبَهم، ومَن في دارهم وأهلهم وأولادهم، اجعلنا مِن سعداء الدارين، اجعلنا من الهداة المهتدين، اجعلنا مِن الموفقين، خُذ بأيدينا، أصلح ظاهرَنا وخافينا، ارحم المتقدمين في هذا المسجد، ومَن مضى مِن المسلمين في هذه البلاد، وجميع آبائنا وأمهاتنا وذوي الحقوق علينا، وجميع المؤمنين والمؤمنات. ووفِّق المسلمين في هذه البلدة لأن يظهروا راية النبوة والرسالة، ويؤدوا دوَرهم في الحياة، ويُرَدُّ عنهم كيد الغواة.
يا أرحم الراحمين ألِّف بين القلوب، وارفع ما بها مِن غلِّ وشوب، وتُب علينا في مجمعنا لنتوب، توبة نصوحا، تغفر بها ما مضى، تحفظنا بها فيما بقي من أعمارنا. يا تواب، يا رب الأرباب، يا مسبِّب الأسباب، يا مَن بيده الأمرُ كلُّه، اقذف تقواك في قلوبنا، وبلِّغنا من خيرات الدارين فوق مطلوبنا، يا الله، يا الله، يا الله. يا مجيبا مَن دعاه، يا مَن لا يخيِّب من رجاه، يا إلهَنا وإلهَ كل شيء، يا ربَّنا وربَّ كل شيء، يا مالكَنا ومالكَ كل شيء، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله. تب علينا، انظر إلينا، أقبِل بوجهك الكريم علينا. يا الله سامِحنا فيما جنَينا، يا الله اغفر لنا ما كان منا، وتولَّنا في الحس والمعنى، يا الله.. يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين، بوجاهة الحبيب الأمين، وأهل التمكين.
وصلى الله على المصطفى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
للاستماع إلى هذه المحاضرة