بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه..
شكراً للأخ المقدم..
من بداية الاستقبال عندما دخلنا إلى هذا المحل استقبلنا الأستاذ الأول بإدارة معهد الشرق الأوسط وتكلم بالكلمات الطيبة، ثم ابتدأنا بمجلسنا وسمعنا هذا الكلام الطيب من أخينا المقدم.
والحديث في مثل هذه المعاهد ومع المنتمين إلى الثقافة في العصر مما نحبُّهُ ونرى أن له أثراً طيباً في الواقع، شكراً لمن ساهموا في ترتيب هذا اللقاء والحضور في هذا المكان.
الموضوع يتعلق بشأن الصِّلات بين بني الإنسان، وبما أوتي الإنسان من سيادةٍ على الأجناس الموجودة بين يديه من الكائنات يتوجَّه عليه مهمة ومسؤولية، إذ هو المكلَّف بهذه العمارة للكائنات مِن حواليه، جماداتٍ ونباتاتٍ وحيوانات .
وبهذه المسؤولية يتوجَّه عليه أن يعمِّقَ نظرَهُ في المسائل والشؤون التي تواجهه، ومن أهم ذلك العلاقةُ بينه وبين بني جنسه من بني الإنسان، تختلف النظرات.. ما الأصل فيها، وما الواجب نحوها؟ والذي تعلَّمناهُ مما حملهُ إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي ختم اللهُ به الأنبياء قبله مِن وحي الله تعالى أن الأصل هو التعارف والتآلف والتعاون على حقيقة المصالح.
نقرأ ذلك في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ). ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
والأتقى هو الأبعدُ عن الشر وعن إيقاع الضرر بالآخرين، فهذا مقتضى تقوى الخالق أن يرعى حقّ مخلوقيه، فذكر الرجوعَ إلى أصلين اثنين هما آدم وحواء، ثم ذكر لنا في آيةٍ أخرى أن الاثنين أيضاً مرجعهما إلى واحد فقال ( يَا أَيّهَا النَّاس اِتَّقُوا رَبّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ) هذا المعنى يحمل فكرةَ وحدةٍ حقيقيةٍ بين بني الإنسان، تتلاشى فيها الفوارق بين ذكرٍ وأنثى، بين لونٍ ولونٍ آخر، بين بلدٍ وبلدٍ آخر، بين لغةٍ ولغةٍ أخرى، فكل البلدان وكل الألوان وكل اللغات تفرٌَعَت من أصلٍ واحد، فما كان ينبغي لها أن تتخذ بينها علاقة التضاد ولا التنازع، ولكن علاقة التكامل وعلاقة التعاون، ويترتب عليه حسن التعايش ويترتب عليه السلام في واقع الناس.
ولما تولّى عمرو بن العاص على مصر كتب إليه سيدنا عمر بن الخطاب يقول له: اتَّق اللهَ واعدِل بين الناس، وإنما هما أحد اثنين: إما أخوك في الدين، وإما نظيرُك في الخلق.
فلا تكمنُ المشكلةُ في أن تتعدد الأديان أو أن تتعدد وجهات النظر، لكن تكمن المشكلة في أن شيئاً من الأديان ووجهات النظر يحمل العداءَ للآخر، أو يستحلُّ أخذَ حقِّه أو الاعتداءَ عليه أو أذاه، فتأتي مفاهيم وأفكار المصالح والمبادئ لتخلق بين الناس صراعاً ونزاعاً يترتب عليه اعتداءُ بعضهم على بعض.
لكن الذي علمناه من عهد آدم إلى مَن جاء بعده مِن أهل النبوة والرسالة واحداً بعد الآخر أن الفهمَ الصحيحَ لأديانهم يحرِّمُ ويمنع الاعتداءَ على الآخرين ويحفظ الحقوقَ لكلٍّ في مستواه وقدره.
لم تختلف جميعُ تلك الشرائع والكتب المنزلة من السماء وبلاغات جميع هؤلاء الأنبياء على هذه الحقيقة، فإن قال الإنسان إن كان الأمر هكذا فكيف حدثت الحروب والقتالات بين أتباع هذه الأديان وأتباع هؤلاء الأنبياء وغيرهم ؟
فنقول: دقِّق النظر فتجد أن الأمر قائمٌ على وجود اعتداءٍ من طرف وعلى حماية الحقوق من طرفٍ آخر يضطر إلى مقابلة هذا المعتدي، لذلك وجدنا نصاً في القرآن يقول كل مَن لم يعتدِ ولم يظلم، وألقى السَّلَمَ فليس من سبيلٍ للمؤمنين أن يستعملوا غير السلام معه أبداً في قول الله تعالى ( فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً )
فما بقي ردُّ المقاتل المعتدي بمقاتلته أو إقامة القصاص على القاتل بالعمد إلا مصلحة لحمايةِ واقعِ الإنسان، قال تعالى: ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ )
إلا أننا نجد في أتباع بعض هؤلاء الأنبياء مَن يسيء الفهمَ لنفس الدين والاتجاه والنصوص، فيترتب على ذلك أن يتصرَّف تصرُّفاً خاطئاً، كمثل أصحاب الأفكار الأخرى من غير الأديان السماوية كذلك يصيبهم تصوُّرٌ أن مصلحتَهم وفائدتهم في أن يجترِئوا في ظلمِ آخرين أو أخذِ حقوقِهم، ومن هذه الأفكار والمنطلقات تأتي المشاكل بين البشر.
بعد هذه المقدمة التي ربما طالت وأسهبنا ندخل في الموضوع:
من خلال هذه النظرة العميقة في علاقات الإنسان قامت فكرة مدرسة دار المصطفى، وهي امتدادٌ للمدارس الواعية التي وعت بعمقٍ مقاصدَ الدين ودورَ الإنسان في الحياة، ولما كان الانطلاقُ من هذا النظر العميق أيضاً صاحبَ ذلك حُسنُ مخاطبةٍ للأصناف المختلفة، واقتضى ذلك أيضاً تلبيةً لمطالب الروح عند الإنسان، فإنَّ نظرتَنا أيضا أن الله لم يجعلِ الروحَ الإنسانية تُحبس مدة الحياة الدنيا في قفص هذا الجسد ليتعادى الجسد والروح ولكن ليتكاملا وليتعاونا أيضاً، إنما يأتي الإشكال في طغيان واحد على الآخر أحياناً فيحصل عدمُ التوازن والاعتدال، فلما قام المنهج في الدار على تلبية متطلبات ودواعي الروح مع ما يقتضيه متطلبات الجسد من خلال فقه الشريعة المطهرة كان ذلك أدعى لاستجابة الكثير..
لذا ابتدأ في الدراسة ناسٌ من اليمن ومن شرق آسيا وتتابعوا من مختلف الأقطار العربية وغير العربية
كما ورد في خلال هذه السنوات للزيارة من المسلمين ومن غير المسلمين، ومن الجهات الرسمية والجهات الأهلية، من مختلف أقطار الأرض كثير، ونحن نرى أن مجرد التقابل والتحاور والتحادث مع البعض يفيد الإنسانيةَ كثيراً في قطعِ كثيرٍ من العقبات وإبعاد الحواجز الوهمية من التباعد.
وبذا درس عددٌ من دولة أمريكا وبعض دول أوروبا وغيرها من البلاد ورجعوا متَّفقين مع أسس المبدأ في تعامُلهم مع أهليهم وأسرهم غير المسلمين في بلدانهم، ولم يزل التواصل قائماً فيما بينهم البين، وبيننا وبينهم وبين أصحابهم والذين تتجدد وفادتهم إما للزيارة أو للدراسة إلى دار المصطفى.
أما بالنسبة لشرق آسيا فأصل العلائق قديمة، وإنما حصل مساهمةٌ في الإعادة والتجديد، وذلك من خلال أن البداية في الدار حضر فيها من طلاب شرق آسيا ومن إندونيسيا بالتحديد بضع وعشرون، وهؤلاء ما بين من يحملون نحو اليمن وحضرموت ذكرى التواصل عبر التاريخ والدين والتجارة في الزمن السابق، وبين مَن أصولُهم وأجدادُهم من أرض حضرموت..
فابتدأت العلاقةُ تتجدد ما بين حضرموت وما بين جنوب شرق آسيا فلحق طلاب من إندونيسيا وطلاب من ماليزيا ولحق بهم طلاب من سنغافورة ومن تايلند، ثم لحق طلابٌ أيضاً من بروناي.
كما قامت اجتماعات بين العلماء، ما بين زيارة وعقدِ مجالس ودورات، كما قام عقد الدورة السنوية في أيام الصيف في دار المصطفى فيفُد إليها من الكبار والصغار ومن الأساتذة والطلاب كثير من مختلف أنحاء العالم.
وعمل كل هذا على إعادة وتجديد تلك العلاقة، ومنها تبادل الزيارات سواء بين أهل العلم وبين الباحثين والدارسين وكذلك بعض أهل التجارات.
وتلك العلائق أيضا سبقت فهي عبارة عن تجديد، في هذه الأرض في سنغافورة زرنا مدارس، وكانت أيضا تاريخ سوقها الاقتصادي قائمةً فيه أسر كأمثال آل الكاف وآل الجنيد وآل السقاف، ولهم في ذلك بصمات واضحة، في لفتةٍ أيضا تقتضي أنه ليست العلاقة محصورة في جانب من الجوانب ولكن في شؤون الحياة كأمر عام.
وما يتعلق أيضا بالمفاهيم في الدين أو علم الشريعة الذي يقوم على العمق في النظر في العلائق وفي آلية التعامل مع الآخرين نحرص عليه في الوقت الذي طرأ فيه عندنا في البلاد العربية وغيرها أفكارٌ مخالفةٌ لذلك، لأنه إذا جاء الخطأُ في الفهم نحو الدين كانت مشكلته في الواقع من أشد المشاكل، ولذا سمعنا عن شبابٍ يُغرى في مقتبل سنِّه باعتقادٍ باطل في قتل الآخرين وانه بذلك يحصل الجنة ودخولها ونعيمها فيندفع تلك الإندفاعة على غير بصيرة،
فعلى سبيل المثال رأينا بعض الشباب فيما بين الثامنة عشر من عمرهم والخامسة والعشرين يُدفع لأن يقتل إما بعض أهل دينه وإما بعض أهل دينٍ آخر من غير المسلمين له ذمَّة أو له عهدٌ في البلاد ويُغرى أن ذلك يُدخله الجنة، بينما نقرأ نصّاً صريحاً عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في أصح الأسانيد فيما رواه البخاري ( من قتل معاهداً أو ذمياً لم يرح رائحة الجنة ) فكيف يمكن دخول الجنة بما أخبر به النبي أن صاحبه لا يشمُّ رائحة الجنة!
لهذا يهمُّنا في العلاقة ما بين البلاد العربية وما بين شرق آسيا أن تبقى محفوظة بحصن حسن النظر والمبادئ الصحيحة في الفهم، فأصحاب هذا الفهم يعيشون في أي ظرفٍ كان على معنى من الأمن والاستقرار والسلام، ولذا نجد في مثل هذه الظروف وهذه الأيام أن بعض المدارس في اليمن مثلاً على سبيل المثال دخلت في الصراع وفي مشاكل القتال، بينما مدارس أخرى كدار المصطفى كرباط تريم كجامعة الأحقاف وغيرها من المدارس التي تصفَّت في فكرتها ونظرتها للناس مستمرةً في القيام بأدوارها بل وتعقد اجتماعاتٍ لها في مثل هذه الأيام، وقبل مجيئنا بأسبوع كنا في ملتقياتٍ عُقِدت في الدار وجاءها مِن عدة أقطار عربية وغير عربية عددٌ كثير، الذي يسمع الأخبار من بعيد ويقرؤها عن اليمن لا يتوقع أن يقوم هذا الاجتماع من عدة دول في أمن وطمأنينة واستقرار، ولكن بحمد الله تمت في غاية الطمأنينة وغاية الأمن وغاية الاستقرار وجاؤوا ورجعوا من دون أي إشكال يحدث لا في المطار ولا في الطريق ولا في البر ولا في أثناء الإقامة ولا عند السفر.
ولذا سمعنا عن الفتن الحاصلة آخر الزمان أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من استَشرَفَ لها استشْرَفَتَ له.
وكل هذه العلاقات التي نحرص أن تكون على هذا المسار الصحيح لا شك أنها تعود بعد ذلك سواءً على الفهم في الدين أو على التعامل مع الناس والمعايشة بأسس متينة.
ونجد بفضل الله مع مرور الزمن تزداد الأمور من حيث الكيفية وحُسنِها ومن حيث الكَم والكثرة، فيحتاج الناس إلى أن يواصلوا عهودَهم فيما يتعلق بمصلحة الوعي المتوازن للقيام بالمصالح في الحياة، وإن كان لغلبة المصالح على الإنسان الأنانية النفسية مشاكل كثيرة، فإننا نرى أيضا أن من أكبر تلك المشاكل تسرُّع الإنسان إما لتكفيرِ أخيه المسلم وإما للاعتداء على غير المسلم بما لم يشرَعه الله ولم يقُرُّه.
وعلى مدى التاريخ من عند النبي نجد أنه تعايش في مكة مع غير المسلمين وفي المدينة مع غير المسلمين إلى وقت وفاته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فما حصل في التعامل إلا الإحسان والمعروف والجميل، على الميزان الذي ذكرنا، ثم تاريخ مثل هذه البلدان وكثير من بلاد العالم تشهد بهذا المعنى في ذلك التعايش الذي دام قرونا.
فعاش المسلمون مع غير المسلمين سواءً في جنوب شرق آسيا وفي عموم شرق آسيا وفي غيرها من البلاد عيشةً حميدةً في حسن التعامل بينهم والاتفاق على المصالح العامة وتَركِ كلٍّ حرِّيتَه فيما يخصُّ شخصه ودينه.
ولذا نرى أن ما سمّاه النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالتحريش هو فتيلُ الشر الذي إذا انطلق بين الناس أتعبهم وهو أن تُملأ الصدور بِكُره وبغض الآخرين، فإذا قام الأمر على حفظِ المعروف كلٌّ للآخر فإن ذلك مما يسبِّب القوةَ في حسن التعامل، ذكر صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في غزوة بدرٍ حين أُسِر سبعون من المشركين، واحداً من المشركين قد مات مسبقا عمل معروفاً، فبفِعله ذلك المعروف قال صلى الله عليه وسلم: لو كان المطعم بن عدي حيا وطلب مني هؤلاء الأسرى لأعطيتهم إياه إكراماً لمعروفه الذي فعله، وهذا المعروف أنه أدخلَه في جواره في مكة لما عاد من الطائف. فحِفظُ حق المعروف مع رعاية الحقوق المتعلقة بكل أحد أساسٌ لما ذكرنا.
ربما نختم حديثنا بهذه القصة أيضاً التي وردت في هذا الجانب معه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
كان قد يستدين من بعض اليهود شيئاً من المال ثم يردُّ لهم دينَهُم .. فلماذا لا يستدين من أصحابه المسلمين ويستدين من اليهود!؟ يعلم أنه من شدة محبتهم له لو علموا حاجته صعُبَ عليهم أن يقبلوا المقابل منه والردَّ وأعطوه من عند أنفسهم، ولم يتحرّج أن يأخذ من عند هؤلاء اليهود الذين لهم وفرةٌ من المال، وبذلك يوسِّع نطاقَ العلاقة في المجتمع والتعايش، حتى توفي ودرعُه لا يزال عند يهودي كان أخذ منه طعاماً فردَّه عليه قبل أن يموت، وقبل أن يُردَّ الدرع توفي النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
والقصة أن واحداً من اليهود وكان حبراً من علمائهم اسمه زيد بن سعنة، اقترض منه النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مرةً ديْناً إلى أجلٍ مسمّى، فتعمّد أن يأتي قبل وقت الأجل بثلاثة أيام، ودخل والنبي في المسجد وعنده أصحابه، ومباشرة توّجه إلى شخص النبي وجرَّه من رداءه حتى احمَّرَ عنقُه، قال اعطني ديني يا محمد فما عُرِفتم يا بني هاشم إلا مطلاً تماطلون الناس في حقوقهم، أساء إليه وسبَّه وسبَّ قبيلته بالكذب، وثارت الغيرة عند سيدنا عمر، وقال يا رسول الله يفعل هذا بك وأنا أنظر!! فهل تأذن لي أن أضرب عنقَه، قال: لا يا عمر، كنت أنا وهو أحوجُ إلى غير هذا منك، مُرهُ بحسن الطلب ومُرني بحسن القضاء- أسس التعامل- واعلم أنه بقي من موعد الدين ثلاثة أيام، ولكن اذهب الآن يا عمر فأعطِه دينه وزده عشرين مكان ما روَّعتهُ، وقام ممتثلاً للأمر بحكم إيمانه، فأعطاه مالَه وزاده عشرين وقال خذ هذه من رسول الله زيادة لك، قال: أتعرفني يا عمر ؟ قال: لا، قال: زيد بن سعنة، قال الحبر!! يعني العالم الذي يذكرونه في اليهود، قال: نعم، ما حملك أن تصنع هذا ؟ قال: يا عمر قرأت صفةَ النبي في التوراة، فرأيتُ جميعَ الصفات فيه إلا صفتين: الحلم، وأنه لا تزيده شدةُ الجهل عليه إلا حلماً، فتعمَّدت اليوم أن أتصرفَ هذا التصرف لأراهما، فقد رأيتهما، فهذا المال يا عمر صدقة للمسلمين، وأنا ذاهب لأسلمَ على يدِ رسول الله.
ألا إننا والبشرية في حاجة إلى رعاية هذه العلائق، وإذا ذكرنا خصوصياتٍ بين بلادنا وشرق آسيا فعلينا واجبٌ نحوها خاصة، ولكن الواجب يشترك فيها الجميع في خلال هذه الظروف التي شُغل فيها الناس بعضهم ببعض سلباً وقتلاً.
نسأل الله أن يوفقنا أجمعين، وأن يكتب لنا سعادة الدنيا والآخرة.
للاستماع إلى المحاضرة
لمشاهدة المحاضرة