بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، تعالى في علاه مَن ينشر رايةَ هُداه في براياه، بما سلسلَ وأمدَّ مِن نور مصطفاه، مَن ختم به رسلَه وأنبياه، وجعلنا به أمةً مُيِّزَت عن جميع الأمم بمحضِ منَّتهِ تعالى في علاه، اللهم لك الحمد شكرا، ولك المنُّ فضلا، فكن لنا بما أنت أهلُه عاجلاً وآجلاً ظاهرا وباطنا يا أرحم الراحمين.
( يهدي الله لنوره من يشاء ) ( ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه ) ( ومن يعتصم بالله فقد هُدِيَ الى صراطٍ مستقيم )
هكذا مظاهر الإرادة الإلهية في البرية، أشار إليها الإمام الشافعي بقوله :
على ذا مننت وهذا خذلت *** وهذا أعنت وذا لم تعن
فما شئت كان وإن لم أشاء *** وما شئتُ إن لم تشاء لم يكن
فيا من بيده ملكوت كل شيء.. ذُكِّرنا بأسباب الهدايات فاجعلنا مِن أسباب الهدايات، ذُكِّرنا بأسباب الغوايات والضلالات فلا تجعل فينا سبباً منها، ولا في أهلينا ولا أُسرِنا ولا في أقوالنا ولافي أفعالنا ولا في أخلاقنا ولا في معاملاتنا.. يا الله..
فإن هذا الخير خزائن، وللخزائن مفاتيح، وطوبى لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر. مفتاحاً للخير بأقواله إن قال، وأعماله إن عمل ومعاملته إن عامل، بمقصده، بنيته، مهتدياً بهديِ جامع الخير كله، مفتاح بابِ رحمة الله، محمد بن عبدالله، أعظم الناس لُبَّا، فكان أحسنَهم سعياً، وكان خيرهم عملاً، وكان أعظمهم هديا، لأن أولي الالباب هم الذين يتبعون الأحسنَ في كل ما يصل من الخير، قال تبارك وتعالى: (فَبَشِّرْ عِبَادِ. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )
وأعظم الخلق لُبَّا من اتخذه الله حبيبا، ذلكم عبدُه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فلذا كان خيرُ الهدي هديه، خير القول في الخلق قوله، وخير الفعل في الخلق فعله، صلوات ربي وسلامه عليه، وربطنا وإياكم به ربطاً لا ينحل.
وهذه الروابط مظاهر وعناوين السعادة الأزلية ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء ) من أراد أن يستظل بظل لواء الحمد ربطَهُ هنا، مَن أراد أن يورده على الحوض المورود ربطهُ هنا، ومن لم يُرِد أن يردَ على حوضه المورود ومَن لم يرد أن يستظل بظل لواء الحمد مزَّقَ عنه هذه الروابط، فلا يرتبط قلبُه بسيدنا المصطفى ولا بهديه ولا يتعلق ولا يتشوَّق ولا يتذوَّق كريم أخلاقه وصفاته.. وربما ابتلي بين أظهر المسلمين، يفاخر بأن يقتدي بمن لا خلاق له، وبمبعودٍ عن الله وبمغضوب عليه، وبمارق وبفاسق وبفاجر وبكافر.. والعياذ بالله، ربما عمل على أن يتبع ذلك الكافر أو الفاجر أيضاً أسرته وأولاده وشبَّههم به، وربما افتخر بذلك.. عنوان الشقاء.. عنوان البعد .. عنوان الطرد..
ولقد تأخر عن نبينا قومٌ في حياته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وأخذوا يتعذرون بالأعذار، وقال عنهم الجبار عالم الإسرار والإجهار جل جلاله إن هؤلاء الذين يطلبوا منك الإذن بالتخلف عنك ليسوا هم المؤمنين ( لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ) قال: ( إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ* وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ ) والذي كره انبعاثهم فثبطهم في كل زمن، يكره انبعاثَ قوم فيثبطهم، فلا يتصلون بهذا الجناب ولا يتبعون سيد الأحباب ولا تعلوا راية سنته لهم في أسرة ولا بيت ولا في مأكل ولا في مشرب ولا في ملبس والعياذ بالله ( كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ) نعوذ بالله من غضب لله وجعلنا الله وإياكم من أتباعِه حقيقة.
وآية حبِّ الله منا اتباعُهُ *** به وعد الغفرانَ بعد المحبةِ
( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
أيها الحاضر.. أيها السامع: أتستشعِر أننا نتحدث عن أمور أعظم، أعظم من شؤون الاقتصاد، ومن شؤون تطوُّر البلاد ومن شؤون مظاهر الرفاهية للعباد أكبر.. أعلى.. أجل.. أعظم.. شؤون الوصلِ بالرب، شؤون سعادة الأبد، شؤون الورود على الحوض المورود، شؤون الاستظلال بلواء الحمد يوم القيامة، هذا الذي لا يصل إلى مجدِه وكرمِه حضاراتُ الشرق والغرب بمادياتها وما فيها، الأمر أكبر مما عندهم، وأعظم مما عندهم.. هل تستشعر ذلك؟ أم خدعوك فيمن خدعوا، وكذبوا عليك فصدَّقتَ مَن كذبوا، وقلَّبوا لك الأمور فتبعتهم بدلَ مختارٍ من الرب تتبعه ناطق بالحق والصدق، لما نزَّهَهُ ربك وطهره وبرَّأَه قال عنه: ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) فهات لي صاحب برلمان ما ينطق عن الهوى ..
هات لي صاحب مجلس أمن ما ينطق عن الهوى ..
هات لي صاحب رئاسة ما ينطق عن الهوى ..
الهوى غالب عليهم وهو الذي يسيرهم.. لكن خذ هذه الصفوة ما ينطق عن الهوى..
ما سأل أجراً من أحد، ولا أراد أحداً، عرف الواحد الأحد، فأنّى أن يقصد غيرَه جل جلاله: ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
قال له بعض أصحابه: كنت أكتب كلامك فذكرتُ أنك بشر ترضى وتغضب وتفرح وتحزن، قال له: اُكتُب فو الذي نفسي بيده ' أشار الى لسانه ' ما يخرج منه إلا الحق. اُكتُب إن غضبت وإن رضيت وإن كنت في شدة أو في رخاء ما أنطق إلا بالحق والهدى صلوات ربي وسلامه عليه. مُزَكّى .. أصدق الخلائق، عرفه أهلُ بلده أول ما نشأ بينهم الصادق الأمين.
لما يتحدث عنه المجتمع يقولون: رأيت الصادق الأمين، اليوم رأيت الصادق الأمين، مشى الصادق الأمين في مكان كذا.. صلوات ربي وسلامه عليه.
ولذا لما كان يهجوه الشاعر كعب بن زهير قبل إسلامه، وأرسل إلى أخيه بجير قصيدة يعاتبه على إسلامه، أنت سكرت وراء هذا الإسلام، ويقول له: سقاك بها المأمون كأساً رويَّةً.. ضمن أبياته.. ولما أُخبِر النبي بها، قال لبجير: ما قال أخوك: قال: سقاك بها المأمون كأساً روية .. فقال عليه الصلاة والسلام: إني لمأمون في الأرض، مأمونٌ في السماء. هو المأمون من قبل الله.. صلوات ربي وسلامه عليه.
ثم هدى الله تعالى كعب بن زهير وجاء ودخل إلى حضيرة الإسلام والإيمان والأمان، والخروج من إهدار الدم إلى إكرام وإحترام بمدح المصطفى، بمحبة المصطفى، ومن دخل إلى هذه الدائرة من غير هذا الباب، ولا أبوبكر ولا عمر، ولا السابقون الأولون ولا الذين أسلموا بعد الفتح، ما دخلوا إلا من هذا الباب، لا أحد منهم دخل إلى حضيرة إسلام ولا إيمان ولا قُرب من الله ولا معرفة إلا من ذا الباب .. ندخل منه إن شاء الله كلنا.
لما مدح الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في قصيدته ووصل إلى البيت المشهور
إن الرسول نورٌ يُستضاءُ به *** مهنَّدٌ من سيوف الهند مسلول
قال له النبي بل من سيوف الله فقال : مهنَّدٌ من سيوف الله مسلول.. نزع البردة وأعطاه إياها فكساه بالبردة وكان يفتخر بها، شوفوا كان مهدور الدم أمس واليوم عليه بردة كل يشرئب إليها وكل يعرف شأوها ومجدها وأُكرِم بذلك، وحاز الأمان في الدنيا والأمان في الآخرة، لأن رب الدنيا والآخرة واحد هو مرسل محمد، وهو مصطفِي محمد، وهو مقدِّم محمد، وهو منتخِب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وسبحانه جل جلاله. فالحمد لله على هذه المنن.
كلمات صغرت شؤون هذه المتاعات والماديات في أذهانكم وعقولكم ومعتقدكم كلما سُخِّرَت لكم، وهل سُلِّطَت إلا لما عظَّمتها القلوب، فخانت الأمانةَ مع علام الغيوب، خانت الأمانة هذه القلوب، نزلت عندها عظمة الهدي، عظمة الوحي، عظمة الرسالة، عظمة الدين، نزلت عندها وعظَّمت هذه السفاسف فسُلِّط أهلها عليهم والعياذ بالله تعالى. وهو الذي نشكوه في عالم إسلامنا اليوم وعالم المسلمين، قال صلى الله عليه وآله وسلم" وليقذفنَّ الله في قلوبكم المهابة من عدوكم ولينزعنَّ من قلب عدوكم المهابة منكم، وليُسَلِّطنَّ عليكم ذُلاًّ لا يرفعه عنكم حتى تعودوا الى دينكم "
لما تعرفوا قدر الحق، وقدر وحيه، وقدر تنزيله، وقدر إرساله، وقدر تنبئته، وقدر وحيه الذي أوحاه، وقدرَ رسوله الذي اصطفاه، حينئذ يُذَل لكم عدوكم ولا يسلطون عليكم، تسلطهم بمقدار ما خُنّا الأمانة في تعظيمهم وإكبارهم بدل تعظيم الله، بدل تعظيم رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، بدل تعظيم وحيه الذي أوحاه، منهج يأتي من عند الله فتغرنا مناهج ويقولون اكتشفوا طريقة جديدة، أو جاءوا بمسلك ،، الآن قانون كذا ،، وبعد،، ألك رب؟ ألك إله؟ ألك خالق؟ ألك مُوجد أو كفرت؟
آمنت بالله الذي خلقك .. هذا منهجهُ، فقُلْ لهم والله ثم والله لن تصلوا الى ذرةٍ من سنا منهج ربكم وأصلحِيَّتِهِ لي ولكم وللخلق كلهم.. قُلْ لهم .. الله ابتعثنا.. لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وكونوا رسلاً مبتعثين بهذا المضمار وبهذه الانوار وفي هذا المسار، وتبع أولئك الاخيار، فلسان ربعي بن عامر لسان الصادقين البررة في كل الأزمان، وفي كل مكان، يقولون لأهل الطغيان والمغترين بأنفسهم بغير الرحمن ( الله ابتعثنا )
ويقولون لهم إذا ركنوا الى الاسباب " أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ* أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ * أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ ) جل جلاله، فحقُّه أن تخضعوا له وتأخذوا منهجه وتطبقوه في الحياة، جعلنا الله وإياكم من مطبِّقي منهجِ الله القائمين بحقِّ منهجِ الله، في العيون هذه، الله يشرِّف عيونكم بأنوار منهجه، وفي الآذان هذه، الله يشرِّف آذانكم بأنوار منهجه، وعيون وآذان من يسمعنا ومن سيسمع، ومن سيتصل بهذا الخير، ويشرِّف قلوبكم، ويشرِّف بطونكم وفروجكم وأيديكم وألسنتكم بأنوار منهجه تبارك وتعالى، وعندها تعلون بمنهج الله، ويقال لكم ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم... ) يعني خاضعين لله متذلِّلين لله، فعلى على قدر الخضوع والتذلل العلو ( وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) أما شؤون أحداث الحياة ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)
هذا يصيب ذا وذا، وأنت تظن أنه في أحد من الذين صوَّرهم الإعلام لك بصورة مبهرجة أنه مرتاح ومبسوط!! عندهم شدائد وأهوال، وعندهم مشاكل وسط نفوسهم ما لها دواء إلا مجالسنا هذه لو جاؤوا إليها، ولم يجدوا دواء في غير هذا المنهج إن راحوا شرق أو غرب، فليعيشوا إن كُتبَ عليهم الشقاوة في شرهم ولينتقلوا إلى النار الموقدة ونعوذ بالله من غضب الله.. ولكن من أجاب، من استجاب، من لبّى دعوة المنادي ( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) فعسى إذا قمتم بتطبيق هذا المنهج وتنورّت أعضاؤكم وقلوبكم تكونوا مِن مبلِّغي هذا الصوت إلى أهل الشرق والغرب، ويصح لكم سر ( الله ابتعثنا ) أي مرجعية هذه ؟ أي خلفية هذه ؟ أي عظمة وقوة هذه؟ الله ابتعثنا ،، الله ابتعثنا..
ما أحد لعب بنا من أهل الأغراض ،، الله ابتعثنا ،، ما أحد أغرانا بمال ولا فزَّعنا، وقال سيأخذنا ولا يحبسنا ولا يقتلنا ولا بيسرق مالي ولا بيقطع رقبتي، ما تفزَّعنا، إذا عرفته أنت ما تقدر تفزِّعُه..
قالوا لسيدنا علي جاءه بعض الحرس أول ما تولّى فقال لهم : ممن تحرسوني من أهل الأرض أو من اهل السماء؟ قالوا: أهل السماء ما لنا قدرة نحرسك منهم، نحرسك من أهل الأرض، قال: فاذهبوا، فإنه لا يحصل من أهل الأرض حتى يتخلّى حرس السماء. قال لما يتخلّى حرس السماء ويجي الوقت يتسلَّطوا وإلا ما يقدرون ،، بكل الأحوال.. ولكن عبودية بإقامة أسباب، ورعاية واجبات وحقوق يرعاها كل من وعى وكل من عقل، ولا يعتمد إلا على الله ولا يستند إلا إلى الله..
رب عليك اعتمادي *** كما إليك استنادي صدقاً
وأقصى مرادي *** رضاؤك الدائم الحال
ولا أحلى منه.
ولما كان الأمر كذلك رأيت مثل هذا الإمام عبد الله بن علوي الحداد، كتبه، وأخباره، شؤونه، رعايته وأخلاقه باقية دولة، دولة، ما ملك ولا تولى في أمر الظاهر وحكم الرقاب على اثنين ما رضي ،، ولكن دولة ،، اللي تولوا على الرقاب في زمانه هات لي اسم واحد منهم، هات لي أثر واحد منهم، هات لي كتاب واحد منهم، هات بالعربية ومن دون ما يترجم لا شيء، لا بالعربية ولا بغيرها، نريد كتاب لواحد منهم اللي ملكوا الرقاب في حضرموت وفي خارج حضرموت في وقته، أين هم ؟
راتبه يُقرأ في الشرق وفي الغرب، وحتى وصل المكسيك، إلى هناك ،،
بأي قوة، بأي أجهزة، بأي تخطيط، تعرف تخطيط الإخلاص لله !! هو ذا حقهم التخطيط هذا، أخلصوا للذي فوق ربي، فسخّر لهم كل شيء. وهكذا، صرحوا بها :
بربي قيامي لا بنفسي ولا السِّوى ** فشكري له سبحانه وثنائي
إن صدقوا معه، صدقوا ما عاهدوا الله عليه عليهم رضوان الله تبارك وتعالى.
نريد يسري نور الصدق هذا إلينا وإليكم لنقوم بواجب في الأعمار السريعة الإنتهاء هذه، السريعة الفناء هذه الأعمار، أيام معدودة محدودة، وفيها هذه العطايا الغير محدودة لمن أخذها لمن استلمها حتى نقوم بوفاء بعهد، وصدق مع ربنا سبحانه وتعالى رب العزة والمجد، ونلحق بخير عبد، ويقع اللقاء ونِعمَ الملتقى، في دائرة المُنتقى، ويا ما أحسنها من عطايا، ونعيش باقي عمرنا وما هي الخلفية وراءنا ؟
أي حزب؟ أسكت .. أي حكومة؟ أسكت.. أي مؤسسة؟ أسكت ،، أي شركة؟ الأمر أكبر من ذلك.
الله ابتعثنا، الله ابتعثنا ،، الله ابتعثنا..
فالله يجعلنا كذلك، سالكين أشرف المسالك، وكلٌّ يقوم بالهمَّة في نفسه وبيته وأسرته وأصحابكم ومن حواليكم، وبإقبالكم وحضوركم يُقبل هو عليكم، وما نحن منتظرين إلا إقبالةً منه سبحانه، يحوِّل بها حال الواحد منكم إلى أحسن حال، ويرتضينا للوفاء ويرتضينا للصفاء ويرتضينا لرفقة المصطفى..
يا رب العلا أكرِمنا بذلك بمحض فضلك يا ملك الممالك، الأمر كلُّه بيدك، وما جمعتَنا لتُهينَنا ولا جمعتنا لتُعرض عنا، ما ظنُّنا بك جمعتَنا إلا من آثار كرِمك الفياض الذي فاض من بحرِ حبيبك محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، حتى جمعتَ هذه القلوبَ عليك ووجَّهتها إليك، فأتمِم النعمة علينا وعليهم.
ألا ترى كم عدد القلوب المغترة في العالم!؟ ذا يقول لك أنا أدخلت السينما الفلانية، وذا يقول أنا زرت الدولة الأوربية الفلانية، ويجيك واحد من المكسيك من آخر أمريكا ويصلك ويقول وصلت إلى تريم، نعمة من الله علي ،، ما هذا؟ هذا نور محمد، هذا نور الإيمان، الأحاسيس الأخرى مُشابَة، أشيبت بالران والأدران والأهواء وكلام الساقطين، لكن هذا الإحساس من أين جاء؟ من الإيمان الخالص، فحمد اللهَ وفرح أنه جاء إلى تريم، لماذا..؟؟ من شان كنوز شأنُها في القيامة الفائز بها يفوز، من شأن صلات بالرحمن، من شان مواريث للصفوة، للنقوة، مواريث محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، عبر هذا السند الذي مر عليكم.. وكم مَن لا يدرك هذا المعنى ممن يسكن تريم وغيرها، ولكن الله تعالى يختص برحمته من يشاء.
بقيت القلوب التي نفرح أنها جاءت المدينة، جاءت مكة، دخلت بيت المقدس، زارت مثل هذا البلد، زارت الصالحين في شامهم أو يمنهم أو مصر أوكذا ،، من حيثية الدين والإيمان، وأما البقية يفتخر بأنه حضر مباراة، حضر لعب، حضر مصارعة ،، وبعدين .. ما الخبل الذي في إحساسك هذا، في شعورك، لما شعورك مختل، ما له ميزان يقوم عليه، فالله يحيي فينا الخيرات والبركات.
سمعتم وشاهدتم أشياء لو أحد حدثكم قبل سنوات ما تصدقون، نحن بدأنا هذا المولد كان عندي صفين يصلون معي هنا، وإن يحضر بعض طلبة الثانوية يجلسون هناك.. قلنا لهم افتحوا لهم السراج دعوهم يطالعون في ذاك المكان، وما كنا نظن أنه بيجي هذا الجمع ولا بيجتمعون، والذي شفتم قليل لما يُقبل من فضل الله تبارك وتعالى، لكن من أي باب؟ لا باب حزبيات ولا باب حكومات ولا باب مؤسسات ولا باب شركات ،، باب المصطفى ،، صلى الله عليه وسلم.
علِمنا ربي فتح لنا هذا الباب، وخيراته تصل، ورحمته تنزل من هذا الباب، وكما أعزَّ به الأعراب من قبل وقالوا الله ابتعثنا ،، يُعزَّنا به، كما أعزهم به كذلك، من باب واحد ندخل إلى مولانا جل جلاله وتعالى في علاه، الذي اسمه مكتوب على قوائم العرش يا أيها الأحباب، على قوائم العرش، على قوائم العرش مكتوب اسم محمد.. وجنب اسم من؟ جنب اسم رب العرش.. لا إله إلا الله محمد رسول الله..
قال سيدنا آدم: علمت أنك لم تُضِف إلى اسمك إلا اسم أحب الخلق إليك، قال: صدقت هو من ولدك ولو سألتني به في أهل السماوات والأرض لشفَّعتهم فيه، وقد غفرت للوالد بالولد، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ولذا، صحّ عن سيدنا مالك بن أنس إمام دار الهجرة أنه لما قال له أبو جعفر المنصور لما زاروا النبي وسلموا عليه قال: يا مالك يا إمام أأستقبل القبر وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو؟ قال: ولِم تولِّ وجهَك عنه، وهو وسيلتُك ووسيلةُ أبيك آدم من قبل، وسيلتُك عند الله هو هذا. يوم القيامة ما تجي الكعبة تقول أنا لها، محمد يقول أنا لها، والكعبة وخيرها وسرها وبركتها تحته منطوية، منطوية فيه، هو صاحب المقام المحمود صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
ومن هذا الباب ندخل إن شاء الله ولا يحرم الله منا صغيراً ولا كبيراً يا رب، حتى مَن في باطنه ظلمة أزِحها يا مُزيح الظلم، يا مزيل البلاء، يا دافع الأسواء، يا مصفِّي القلوب يا الله، ممن حضر وممن يسمع وممن اتصل وممن والى في شرق الأرض وغربها انتخب قلوبنا لمحبتك ولمعرفتك وللصدق معك وللوفاء بعهدك آمين يا الله ،، يا وهاب يا وهاب، شرِّفنا بكشف الحجاب، عن سمير حضرة قاب، وأدخِلنا عليك من هذا الباب.. يا وهاب يا الله..
قرِّب لهم السبيل، ويسِّر لهم الدخول، وامنُن بالوصول، يا وصول بوجاهة سيدنا الرسول، وانشر الأنوار يا الله
في مختلف أقطار الأرض..
إن شكا صاحب المكسيك أن صورة الإسلام ظهرت من قِبل قوم ما أحسنوا تصوير دين محمد، فلذا لم يدخل الناس كثير في دين الله، ولكن إن شاء الله تصل لهم الصورة على وجهها ويدخلون في دين الله أفواجا، وتظهر الأنوار في المكسيك وجميع أمريكا وأوروبا وشرق الأرض وغربها، وتظهر لا إله إلا الله محمد رسول الله، واجعلنا من خواص أهلها عندك يا الله ..
اِحينا عليها يا حي، أمتنا يا مميت، وابعثنا عليها يا باعث، بحق أهلها إذا جمعتهم في القيامة في دائرة المظلل بالغمامة فلا تُخلِّف منا صغيراً ولا كبيراً ولا ذكراً ولا أنثى كلنا لُفَّنا فيها يا رب، وتحت تلك الراية يا رب، مع الحبيب المقرب، إلى النعيم الأطيب والعيش الأرغد، في مراتب السلام منك، والنظر إلى وجهك الكريم.. آمين يا الله .
وألحّ عليه واطلبه واصدق معه وتذلَّل بين يديه وقل له يا الله، وسعدتَ إذا أجابك، وسعدت إذا قبل منك، وهُنِّئت بالسعادة، إنها الحسنى وزيادة، اِقبلنا يا قابل يا الله يا الله
نعترف بما كان منا من موجب الردّ والطرد يا الله، ولكننا ندمنا على ما كان منا، وتبنا مما كان منا، ونوينا ألا نعود إلى هذه المُخزيات، فيا رب الأرض والسماوات يا عالم الظواهر والخفيات لا تخذل أحدا مِن مجمعنا هذا بعد اليوم إلى شيء تكرهه في وصف أو عمل يا الله. حتى لا يُخزى وجه، ولا يسود في القيامة منا وجه، يا ربنا يا الله، يا ربنا يا غوثاه، يا ربنا يا مرتجاه، يا ربنا يا مَن له أمرُنا كله، آمنا بك وبرسولك فثبتنا على الإيمان وأصلح لنا السر والإعلان، واكشف كروب أهل الإسلام والإيمان واختم لنا بأكمل حسنى وأنت راضٍ عنا.
يا مُنعماً بهذه النعمة أتمَّها، وسُرَّ القلوب يوم نرى الجمعَ ومن أحبَّهم ومن والاهم وأهل ديارهم كلهم تحت الراية المحمدية الأحمدية، في مقاعد الصدق مع المقربين، آمين يا الله آمين يا الله آمين يا الله آمين يا الله
بأسمائك وصفاتك وأحبابك وذاتك العلية أنِلَنا هذا المطلب فإن إليك الرَّغب، إليك نرغب، ولما عندك نرجوا فكن لنا بما أنت أهله يا مَن له الوجوه تعنوا..
والحمد لله رب العالمين.
للاستماع إلى هذه المحاضرة
لمشاهدة هذه المحاضرة