يا أيها المؤمن: إن خطابك بهذه الكلمة يثير في باطنك معنى تمتلئُ به الجوانح على قدر ما يحمل فؤادك من حقيقة الإيمان الذي خوطبت به ، إنك بالإيمان تتميز عن كل مَن لم يهتدِ لحقيقةِ وجودِه، ولم يعرف موجده وصانعه الذي خلَقه من العدم، ولم يظفر بالمنهج الذي ارتضاه وشرعه له الخلاق الحكيم القدير ] أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [ [الملك: 14].
وأنت من خلال هذا المنهج تقيم الأسس الصحيحة لتغذية الروح والجسد وإصلاحهما وإسعادهما في الحياتين والدارين، ذلك بأنه المنهج الكامل الأمثل الأقوم الأتم الأقوى لصلاح هذا الإنسان ] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [ [المائدة: 3]. ] وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [ [المائدة: 50].
وأنت بهذا المنهج تعرف قيمةَ الحياة وتحرص على اغتنام أيامها ولياليها وانتهاز فرصها ومواسمها لتكسب السعادة وتتهيأ للحسنى وزيادة ] تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [ [الملك: 1، 2]. ] وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى [ [النجم: 39، 40، 41]. ورسول الله يقول لك (( اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك )) [رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح على شرطهما].
وأنت بهذا الإيمان وأخذِك بمقتضاه لهذا المنهج القويم تحسن التفكير ويأخذ بك الاهتمام كيف تستقبل رمضان ، فإن أحوال المسلمين مختلفة جداً في كيفية استقبال هذا الشهر الكريم ما بين من لا يدرك إلا أنه شهر امتناع في النهار عن الطعام والشراب والجماع ، لا يمتد نظره إلى حِكَمه ولا إلى مقصده ؛ وبين من يصوم ويقوم ببعض مظاهر العبادة عادة ؛ وبين من يعدُّه فرصة لتناول أنواع من الأطعمة وقضاء جلسات سهر في غير طائل ؛ وبين من يعدُّه موسماً للتجارة المادية ؛ وبين من يكثر فيه من الاشتغال بالألعاب والتفرج على أصناف الأفلام ؛ وبين من يتجاوز الحد فيكثر من الذنوب ويختلط في مثل الأسواق بالأجنبيات خصوصاً في العشر الأواخر ، فيتعرض بذلك للحرمان والطرد والمقت والعياذ بالله تعالى ؛ وبين من يهمل فيه أولاده ونساءه فيرتعون في مجالسة أهل الغفلات وأهل قسوة القلوب وسوء الأخلاق ؛ وكل أولئك لم يعرفوا رمضان ولم يدركوا معناه ، وخمدت فيهم داعية الاستجابة للإيمان الذي في قلوبهم لضعفه ونقصه وتغطية نوره وآثاره بظلمات الإيثار للشهوات الزائلات ، والحظوظ والأغراض الفانيات ؛ وما بين مَن أخذَ نصيباً ودرجة من فقه حكمة الله الخلاق في تخصيص رمضان بفرض الصيام ونزول القرآن ، وأنه شهر التطهر عن الأدران ، وتحصيل رضوان ملك الملوك الديان ، وفرصة الحصول على الغفران ، وتقويم وتقوية الصلة بالرحمن ؛ شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ؛ فهو منَّة فخيمه ، وفرصة عظيمه ، وعطيَّة جسيمة ، وميدان فسيح لتصحيح الأخطاء ، وتثبيت الخُطى ، على المنهج الذي ارتضاه جل وعلا ؛ شهر الادكار والذكرى ، والفوز والبشرى ، والتوبة النصوح ، والفتح والمنوح .
وهم على درجات في هذا الفقه والعمل بمقتضى الإيمان في هذا الشهر العظيم المبارك فيستقبلونه بالفرح والسرور ، وبالحذر من موجبات الحرمان ، وبالتشمير في العمل بمقتضى الإيمان .. ونحن نلخص لك أيها المؤمن مهماتك وواجباتك في هذه الثلاثة الجوانب فأحضِر قلبك واستمع وتوجه بالعزم الصادق تظفر وتربح ] فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ [ [الزمر: 17، 18].
فاستقبل هذا الشهر الأغر:-
1- فرحاً مسروراً .
2- حذِراً من أسباب الحرمان والطرد .
3- مشمراً مسارعاً إلى العمل بمقتضى الإيمان .
1- فأما فرحك وسرورك فبفضل الله ورحمته: قال تعالى ] قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [ [يونس: 58]. وسرِّح نظرك في مظاهر فضل الله ورحمته في هذا الشهر الكريم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين )) [رواه البخاري ومسلم]. ومعنى صفدت : شدّت بالأصفاد وهي الأغلال والسلاسل .
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) [رواه البخاري ومسلم].
وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر من حُرِمها فقد حُرم الخير كله ولا يُحرم خيرها إلا محروم )) [رواه ابن ماجة بإسناد حسن].
وعن سلمان رضي الله عنه قال خطبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر يوم من شعبان فقال (( يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة ، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه )) [رواه ابن خزيمة في صحيحه].
2- وأما الحذر من أسباب الحرمان فبأن تنزِّه ساحتك عن:-
أ - قول الزور والعمل به .
ب- وعن الرفث ، والفسوق ، والجهل على الناس
ج - وعن الفطر على الحرام ، وتناول الشبهات والمحرمات .
د - وعن التقصير في الصيام ، وعن الكذب ، والغيبة .
هـ - وعن قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وتناول الخمر والمخدرات، والشحناء على المسلمين.
فإن تلك هي أسباب الحرمان من خير رمضان وبركته ، والمغفرة فيه، والعتق من النار، فاصدق في بذل جهدك أن تتخلص منها ، وتتنزَّه عنها .. وهل شُرع الصيام إلا لتحصيل حقيقة التقوى ، وإليك الخطاب من الرحمن بوصف الإيمان الذي يغرس في باطنك المعنى السامي ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ [البقرة: 183]. وتأمل قوله ] لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [.
أ- فأما قول الزور والعمل به: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) [رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة].
ومعنى قول الزور: كل قول نافى الحق والصدق من كلامٍ، وحلفٍ بيمين كاذبة، وشهادة زور، وغير ذلك من كل كلامٍ نافى الحق والصدق .فلؤرر
ومعنى العمل به: العمل على مقتضى ذلك القول الزور أو العمل الزور، وهو كل عمل نافى الحق والهدى ، فاضبط أيها المؤمن الصائم أقوالك وأفعالك في صومك لتصل إلى حقيقة الصوم.
ب- وأما الرفث: وهو الفحش في الكلام والنطق بكل ما يستقبح ذكره ويستحيي منه أهل الطباع السليمة ، فقد قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( الصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب )) وفي رواية (( ولا يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤٌ صائم مرتين )) [رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة].
والصخب: الخصام والمجادلة بلا طائل: أي فلا يصيح ولا يخاصم .
ومعنى لا يجهل: أي لا يفعل شيئا من أفعال الجاهلية كالسفه والسخرية .
والفسوق: هو عمل الفسق وهو الإثم والمحرمات ، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( الصيام جنةٌ ما لم يخرقها )) [رواه النسائي بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي].
ورواه الطبراني في الأوسط وزاد قيل وبمَ يخرقها قال: (( بكذبٍ أو غيبة )).
ج- ومن المهم المتأكد على المؤمن الصائم أن يتحرى في الإفطار على الحلال ، وأن يجتهد في التورع في فطره ، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا )) [رواه مسلم].
ومن صام عن الحلال ثم أفطر على الحرام فقد تعرض لأن يُرد صيامه عليه ، فتحَرَّ في فطرك أيها المؤمن ، وقد قال بعض سلف الأمة : إذا صمت فانظر على ما ذا تفطر وعند من تفطر .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( الحلال بيّنٌ والحرام بيّنٌ وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه ومَن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحِمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حِمى ألا وإن حمى الله محارمه )) [رواه البخاري ومسلم].
د- وأما التهاون بشيء من الصيام المفروض: فأمر خطير شديد العاقبة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه )) [رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي].
والمعنى: إن المتجرئ على الفطر في رمضان بغير حق لا يكافئ تجرؤه ذلك أن يصوم الدهر كله ، فعلى المؤمن أن يحذر من ذلك، وعلى من أفطر بغير عذر أن يتوب ويتدارك الأمر ويقضي يوماً بدل اليوم، وقال صلى الله عليه وآله وسلم في رؤيا رآها (( ثم انطُلق بي فإذا أنا بأقوامٍ معلَّقين بعراقيبهم ، مُشقَّقة أشداقُهم ، تسيل أشداقُهم دماً ، قلت من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلَّةِ صومهم )) [رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما].
ومعنى قبل تحلةِ صومهم: يفطرون قبل وقت الإفطار، فاحذر من التهاون والتهور يا أيها الصائم وليكن فطرك بعد تيقُّن الغروب فإن سنةَ تعجيل الفطر مربوطةٌ بتيقُّن غروب الشمس .
هـ- وأما قطيعة الرحم وعقوق الوالدين وتناول الخمر والمخدرات المتعرض فاعلها للعنة الله تبارك وتعالى فهي والشحناء على المسلمين أربعة أوصاف جاء في الحديث الشريف أن أصحابها يُحرمون المغفرة في رمضان وغيره، وأن الله يغفر في آخر ليلة من رمضان للمسلمين إلا لقاطع الرحم وعاق الوالدين وشارب الخمر والمشاحن الذي في قلبه شحناء على المسلمين.. فطهِّر ساحتك يا أيها المؤمن في هذا الشهر الكريم تفُز بخير ربك وتظفر بنور الشهر وسرِّه وبركته ومقصوده .
3- وأما التشمير والمسارعة إلى العمل بمقتضى الإيمان: فإن شهر رمضان ميدان الربح وفرصة التزود وكسب المثوبات والدرجات العلا، قال رسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) [رواه البخاري ومسلم]. وفي رواية (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه )) [رواه النسائي]. وفي رواية له قال (( إن الله فرض عليكم صيام رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه )) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) [رواه البخاري ومسلم والنسائي]. وقال زاد قتيبة ابن سعيد (( وما تأخر )).
فقيام رمضان من أعظم الأعمال التي ينبغي أن يغتنمها المؤمن في الشهر الكريم، فليعمر ليالي رمضان بأنواع العبادات وليحافظ على الجماعات في الفرائض، وتفطير الصائمين عمل له عظيم الثواب قال صلى الله عليه وآله وسلم (( من فطَّّر فيه -يعني رمضان- صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء )) [رواه ابن خزيمة في صحيحه].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم (( من فطََّّر صائماً على طعام وشراب من حلال صلَّت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبريل ليلة القدر )) [رواه الطبراني].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( أُعطِيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبيٌّ قبلي : أما واحدة: فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عزّ وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا ، وأما الثانية : فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك ، وأما الثالثة : فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة ، وأما الرابعة : فإن الله عزّ وجل يأمر جنته فيقول استعدي وتزيني لعبادي أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي ، وأما الخامسة : فإنه إذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعا )) فقال رجل أهي ليلة القدر فقال (( لا ، ألم ترَ إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وُفُّّوا أجورهم )) [رواه البيهقي بإسنادٍ لا بأس به].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم (( استكثروا فيه - يعني رمضان - من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة ألا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ حتى يدخل الجنة )) [رواه ابن خزيمة في صحيحه].
ولقد كان نبيك صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره ويجتهد في العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيرها من رمضان ، فاقتد بنبيك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واحذر عادة أقوام يجتهدون أول الشهر ثم يكسلون ويفترون آخره وربما رجعوا إلى التقصير والسيئات، فإنما الأعمال بخواتيمها..
اللهم وفقنا لاغتنام رمضان والقيام بأعمال البر فيه من تلاوةٍ للقرآن بالتدبر ومن صلةٍ للأرحام وإحسانٍ إلى الجيران ومن إحسان برٍّ للوالدين، ومن كثرة ذكرٍ لك وصلاة على نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن الصدقة والبذل في سبيلك ، اللهم وفق واجعل هذا الشهر من أبرك الشهور علينا وعلى أمة نبيك أجمعين وافتح فيه للمسلمين أبواب الفرج والصلاح والفلاح وادفع عنهم البلايا ظاهراً وباطنا برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على المصطفى محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.