01-2016
26

محاضرة مكتوبة بعنوان: حاجة البشرية إلى منهج الربوبية والنبوة للخلاص من أسواء مختلف المناهج في الحياة

 محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في الاحتفال السنوي بذكرى المولد النبوي الشريف في دار المصطفى ظهر الإثنين 24 ربيع أول 1437هـ يعنوان: حاجة البشرية الى منهج الربوبية والنبوة للخلاص من أسواء مختلف المناهج في الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مُكرم الأمة بإبرازِ نورِ حبيبه المصطفى، وقد جعل في ذلك النورِ كلَّ العافية والشفاء، مِن أنواع أسقام القلوب والأجسام في الدنيا والآخرة في الظاهر والخفاء.. فسبحان عالم السر وأخفى .. انتقى واجتبى سيدنا محمداً واصطفاه وجعله سيدَ أهل الاصطفاء، فعظُمت درجةُ أهل الاتباع والاقتفاء، وكانت لهم محبة الله وحسبُهم ذلك وكفى، هم السعداء هنا وهناك بمحبة ملك الأملاك، والناس على ظهر الأرض أي شيء يحققون، وإلى أي شيء يصلون.. على اختلاف تنوُّعهم أجل وأعظم وأكرم مِن أن يحب الواحدَ منهم ربُّ العرش العظيم، خالق الخلق الحي القيوم الذي بيده الأمر كله وإليه يرجع الامر كله، لا وعزة ربي وربكم ما تحصّل العباد على أعظم من هذا، ولا أفضل من هذا ولا أكرم من هذا، فأكبر شيء تحصِّله وتحقِّقه في حياتك أن تكون محبوباً للحي القيوم المحيي المميت الواحد الأحد الفرد المقيت جل جلاله وتعالى في علاه.

فاذا أحبك الله فلا أستطيع أنا ومَن في الأرض ومن في السماء أن يصفُوا ما سيعمل لك وما سيعطيك وما سيحبُوك وما سيكرمك، لأجل هذا قال سبحانه في حديثه القدسي ( أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر )

 وقال جل جلاله في كتابه عن حال هؤلاء الذين تمسكوا بموجب المحبة فنالوا من ربهم المحبة ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) لا تعلم نفس، كل نفس في الأرض وفي السماء لا تحيط بما أخفى الله لهم.

وذكر الحق لنا ميزانَ الحقيقة، وبسط بساطَ الحق والواضح ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ )

فمن استوى عنده مؤمن ومنافق فقد ضادَّ القرآن، وقد خالف الإيمان، وقد نازعَ حقيقةَ التوحيد إذا ظن استواء مسلم مع كافر، يقرِّبها للأذهان هذه التي تحتاج أن تتغذى بنور لا إله إلا الله ونور هذا الوحي والرسالة المحمدية، إذا خطر في بالك أن مسلماً أُكرِم بنور الإسلام أُكرِم بنور لا إله الا الله، في قلبه الايمان وهو ضعيف، ضعيف الإدراك ضعيف الحركة ضعيف الأثر في الحياة، فقير، أحسن منه مفكر ومهندس أو مخترع أو رئيس كافر.. فقد ناقضت القرآن، والله لا يستوون، إذا قلت أنه مثله فقد ناقضت القرآن، فكيف اذا ظننت بخاطرك أن ذاك أحسن..

(   وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مشرك)

( وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ)

لا اعتبار بعجبكم فإنه قائم على مظاهر وعلى أسس لا قاعدة لها ولا أصل لها، فلا اعتبار بعجبكم هذا بالمظاهر الأخرى، في ميزان الحق تعالى المؤمن أعظم، المؤمن أفضل، فالحمد لله على نعمة الإسلام، اللهم زدنا إسلاما، كما أنعمت علينا بالإسلام، وزدنا إيمانا كما أنعمت علينا بالإيمان، وزدنا من العافية وبارك لنا في العمر، وارزقنا الاستجابة لدعوة هذا النبي المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام.

يحقُّ للأمة في تذكرها يومَ ميلاده أن تتذكر عجائبَ إرشاده وتوجيهاته وتعليماته وما بلَّغه عن إلهه الحق، فوالله لا يمكن أن يوجد في فكر مفكِّر ولا في مؤتمر مؤتمرين ولا في تخطيط هيئة ولا جماعة ولا حزب شيء أعظم وأجل من بلاغٍ عن رب الخلق عز وجل ائتمن عليه الأفضل الأكمل عبده محمد المصطفى فبلَّغهُ عن الله تبارك وتعالى، فإن مصدر بعثة هذا النبي ربُّ العرش جل جلاله ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) فهو ظاهر على الأديان بفضل الله تبارك وتعالى، مع كثرة ما يُشاع عليه، وعلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وتُنشر الأفكار وتُنشر الكلمات البذيئة، ويُستهزأ بسيدنا عليه الصلاة والسلام، ويُنال من دينه ويُنسب إلى دينه كذا وكذا وكذا، ما نرى على ظهر الأرض ديناً ينتشر مثل هذا الدين، ولا نرى شخصاً يعظُم ذكره بين الخلق كمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

ما هذا؟ ( ليظهره على الدين كله ) لأن فوق المملكة ملك ما يموت، ملك ما ينام، ملك ما أحد يضحك عليه ولا يأخذ الملك منه ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )

فحُقَّ للأمة أن تنفضَ الغبار عنها مما ضُحِك عليها مما خُدعت مما غُشَّت في نواحي حياتها، في مجالات واسعة، غُشَّ الشباب، غُشّ الكبار، غُشّ الصغار، غُش النساء، خُدعوا بما يُعرض عليهم مما يقتضي مخالفةَ منهج الله وسنة مصطفاه إلى موافقة فكر فلان أو فلتان أو سياسة الدولة الفلانية او الأخرى، وأرادوا حتى دين الله تبارك وتعالى يسخِّرونه لأغراضهم ومقاصدهم وسياستهم وهو أكبر، الله أكبر، ودينه أكبر مِن أن يكون غرضاً لذا او لذاك، لو كان جاء الدين من أجل أن يحكم من هو أحق لكان للصحابة شأن مع من تولى من بعد الخلفاء الراشدين، وكان لأئمة أهل البيت شان مع مَن تولى بعد الخلفاء الراشدين، ولكن ما كان هذا هو المقصود ولا الغرض من رسالة محمد عليه الصلاة والسلام، وإنما حُسن الاحتكام والائتمام والانتظام بمنهج الله، وردِّ كل ما خالفه ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )

فلنعلم عظمةَ هذه المنحة وهذه النعمة وهذا الدين، نعمة الاسلام أعلى نعمة حلَّت بساحة، اللهم ارزقنا وعيَها وشكرَها والقيامَ بحقِّها، ومن القيام بحقِّها أن نتداعى لفعل المأمورات وترك المنهيات ونحتشد في ذكرى خير البريات عليه الصلاة والسلام معبِّرين عن الولاء، إنما تُعِبِّدنا مِن قبلِ الله بولائه وولاء الرسول ثم ولاء المؤمنين ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ)

ترى هذه الخطوط العريضة الواضحة ( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) ليبيِّن حقائقَ المؤمنين ومن هم حزب الله على ظهر الأرض، مَن يتولّى الله، ومن يتولَّ الله لا يُغلِّب هواه على أمر الله، لا يغلِّب شهوتَه على أمر الله، لا يغلِّب مصلحتَه على أمر الله، ينصر الله، ينصر الله على نفسه، ينصر الله على شهواته، ينصر الله على أهوائه، ينصر الله على كلِّ ما خالف شرعه سبحانه وتعالى.

 ومن يتولّى هذا الرسول لا يقدِّم عليه في الخلق أحداً، لا في المحبة ولا في التعظيم ولا في الطاعة والامتثال، ما أحد قبل محمد، ولا أب ولا أم ولا حاكم ولا معلم ولا مفكر ولا مسلم ولا كافر ولا صغير ولا كبير.. الطاعة بعد الله لمحمد ( من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله )

( حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ )

نصب هذه الخطوط وقال ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) والايمان غيب، قال يكفيك إذا واحد نطق بلا إله إلا الله ولم يضادها بأمرٍ واضح فيه معك بيّنة من الله تعالى فهو من المؤمنين الذين تواليهم، تُعظِّم أمرَ الله فيهم بالولاء حتى تدخل في أخوَّتهم ( إنما المؤمنون أخوة ) من الذي قال؟ الله الذي قال..

 والذي قال لك: المؤمنين الفلانيين في المسألة الفلانية ضالين مضلين واجب نبغضهم.. من قال هذا !؟

الله قال إخوة، وذاك قال متباغضين ومتقاتلين، نصدق من؟ ونستجيب لدعوة من؟

يا منتسبين في العالم لمحبة أهل البيت الطاهر: والله ليس الناصبي ولا المبغض لأهل البيت من أحب أبا بكر الصديق ولا من أحب عمر بن الخطاب، فقد كان يحبهم علي، وقد كان يحبهم الحسن بن علي، وقد كان يحبهم الحسين بن علي، وقد كان يحبهم علي زين العابدين،.. كان يحبهم رسول الله، وكان يحبهم الله، ونشر الله لنا التمجيد في كتابه عنهم، وعن أولئك السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وأمرنا باتباعهم ( رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه )

ويا منتسبين الى محبة الصحابة والسنة: لا والله، ليست السنة في تنقيص قدر أهل البيت، ولا في ذكر فضائل علي بن أبي طالب، ولا في ذكر فاطمة الزهراء، لا يكون سُنّيا مَن لم يحب فاطمة لا والله، ولا يكون من أهل السنة من لم يحب الحسن والحسين، ولا من أهل الجنة، لا من أهل السنة ولا من أهل الجنة من لم يحب الحسن والحسين لا والله، فتمجيدهم في الآيات نزل، تمجيدهم في القرآن نقرؤه، تمجيدهم في السنة، جئتم لنا بمذاهب تأمرونا نبغض بعضنا البعض، ونخرج عن ولاء بعضنا البعض، ونحارب مَن مجَّدهم ربُّنا في كتابه، ونضرب بعضهم ببعض، ما هذا!؟ اتركوا هذا الفكر لكم ولا تنسبوه للدين، ولا تدخلوا سياساتكم علينا، نحن نشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله، نريد ان نطيع الله ورسوله، لا نريد أحد يتنمَّر ويتعفرت علينا بسياسته ولا بمذهبه ولا بمنهجه، نريد مسلمين لله، مؤمنين بالله ( إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

فلا يضحك عليكم ضاحك يحوِّلكم إلى عناصر تضرون المسلمين في داخلهم، تضرون المسلمين في علاقتهم بربهم، في علاقتهم بنبيهم، في علاقتهم بالصحابة، في علاقتهم بأهل البيت الطاهر..

يدَّعي السِّنة ويثقل عليه المدح لأهل البيت، أستغفر الله.

يدعي محبةَ أهل البيت ويثقل عليه المدح للصحابة، أستغفر الله..

ربي مدحهم كلهم وسط الكتاب العزيز، يقول عن الصحابة ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )

ما الخبر عن هؤلاء يا رب قل لي ؟ الناس تكلموا من هنا وهنا، وواحد يقول تاريخ وواحد يقول سند، وواحد يقول عندي، وما تقول يا رب ؟ قال ( رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )

يكفيك أو ما يكفيك خبر باريك جل جلاله ( رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) أنت دوِّر لك رضا، يمكن مسخوط عليك، يمكن جبارُ السماء والأرض غاضب عليك ، لا تتكلم على هؤلاء، دوِّر لك رضا، هؤلاء قد نشر الله الرضا عنهم في الكتاب..

وإذا قرأنا ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ )، دخل الصحابة ودخلوا أوائل أهل البيت هم من السابقين الأولين من المهاجرين كسيدنا علي بن أبي طالب وبنات المصطفى هم السابقون الأولون، هم سادة المهاجرين، ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ ) مِن الأنصار أهل بيعة العقبة ومن لحِق بأولئك السابقين، من قبل أن يأتي وقتُ صلحُ الحديبية فهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار عليهم رضوان الله..

 وهذا يتولى مدح أهل البيت الطاهر. بل يفرض علينا مودتهم في الكتاب العزيز ويخبرنا أنه يريد أن يطهِّرهم ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) 

(  قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )

دعونا مع آيات الله واحد يقول ترفَّضت وواحد بقال تنصَّبِت، سيدنا الشافعي تعب في بعض الأفكار القائمة على غير أساس، قال إذا ذكرنا أبا بكر وفضله قالوا لنا أنت ناصري، وإذا ذكرنا عليا وفضله قالوا أنت ناصبي..

 فما زلت ذا رفض ونصب كليهما ** بحبيهما حتى أوسَّد في الرملِ

قال أحبهم إلى أن أدخل قبري، هذه السنة، هذه السنة، هذا منهج السنة

سيدنا أبو بكر الصديق يروي عنه الإمام البخاري يقول ( ارقبوا محمداً في آل بيته )، فهل أبوبكر شيعي، أستغفر الله..

عرف أبو بكر قدر أهل البيت ، فهل هو شيعي!! اقرأها في البخاري، ارقبوا محمداً في آل بيته، هل في كلمة أعظم من هذه تمجِّد أهل البيت؟

قال: إذا توفي محمد وانتقل إلى الدار الآخرة والرفيق الأعلى ارقبوه في آل البيت، ما هذا الكلام من أبي بكر، هل هو شيعي?! هو إمامنا في السنة، وعلي بن أبي طالب إمامنا في السنة، ورَّث من بعده أولاده الحسن والحسين، وبعده ورّثوا أولادهم الإمام علي زين العابدين محمد الباقر لما رأوا هذا اللَّغط والغلط والتذرع بالدين لأغراض الدنيا والسياسة، قال أنا بريء ممن برئ من أبي بكر وعمر.

يقول سيدنا جعفر الصادق: ولدَني أبو بكر الصديق مرتين، من جهة جداته للأم ينتسب مرتين لأبي بكر الصديق، فأمه وأم أمه ترجعان لأبي بكر الصديق فهو جد آل البيت الطاهر.

كلهم عصبة ارتفعت لهم الرتبة بسيد الأحبة، فمن نال من أحد منهم فقد نال من المصطفى، هؤلاء أصحابه، وهؤلاء آل بيته، شرفهم منه، من شرفه عليه الصلاة والسلام، وليست السنة إلا كمال التعظيم لله ورسوله والصحابة والتابعين.

وهو الذي مضت عليه مدرسة حضرموت المباركة، ما عرفت غلو ولا عرفت إفراط ولا تفريط ولا تمجيد، ولا ربطوا الأمور بالسياسة ولا بالحكم ولا بالمظاهر وقالوا دين بيننا وبين الله، نرفع الشعارات في كل خطبة من خطب الجمعة عندنا في الوادي ما كانت تخلو عن التَّرضي عن الصحابة وآل البيت عموماً وعن الأربعة خصوصاً، والاربعة مظهر الإثنين، مظهر الصحابة ومظهر أهل البيت، هم الاربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي عليهم رضوان الله.

ويترضّون عن الحسن والحسين في عامة خطب أهل البيت، عندنا أهل السنة رتّبوا أمورهم، يجتمعون في صلاة التراويح في رمضان يقولون أبو بكر الصديق ترضَّوا عنه، عمر بن الخطاب  ترضَّوا عنه عثمان بن عفان ترضَّوا عنه، علي بن أبي طالب ترضَّوا عنه

والمعنى، اُثبتوا على طريق الإستقامة، الإعتدال، لا لعب ولا زيغ ولا سياسة ولا ذا فعل وذا ترك، كلهم نحبهم وكلهم نعظمهم، كما آمنا بجميع المرسلين ( لا نفرق بين أحد من رسله ) فلا نفرق بين أحد من أصحاب النبي، ولا نفرق بين أصحاب النبي وآل النبي، ولا نفرق بين المؤمنين بل نجمع، ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) فعندنا ولاء للمؤمنين عامة وخاصتهم خاصة.

فلنعرف الواجبَ علينا في القيام بهذا الأمر، وأن نعتزَّ بدين الله تبارك وتعالى، وإذا لخَّصنا مدرسة حضرموت وما فيها من خير أو ترتب عليها نشر الاسلام في كثير من بقاع الأرض إلى حدود نصف العالم الإسلامي بقاعاً ومساحة وعدداً، دخلوا إلى دين الله على أيدي أهل هذه المدرسة، مع ذلك نقول هي وتاريخها كله، أي ما كان يذكر من فضائل هو حقيقة اتباعهم للمصطفى وخضوعهم لمنهج الحق وأهل الهدى وتعظيمهم للصحابة وآل البيت معاً، ما يعرفون هذا التفريق، وكل ما خرج عن هذا ما به فخر، ما صحِب هذا مما قام عليه من هندسة معمارية، هندسة أيضاً زراعية، هندسة أيضا حرفية في كثير من الحرف، ابتكروا فيها وأبدعوا فيها تابع لهذا وليست هي محل عزِّهم، وليست هي محل شرفهم، فهذا يقوم به مَن بَر، لكنهم صبغوا حرفهم هذه ومهنهم بصبغة، بصبغة من الإيمان من اليقين من المحبة، فارتفعت رتبتُها، وارتفعت مكانتها وهُدوا إلى الإتقان والإحسان فيها، فكان ما ابتكروه ورتبوه أصح للجسد وأحسن أيضا للروح وللقلب من المبتكرات التي جاءتنا عند الحضارة الحديثة، الحضارة الحديثة كل ما ابتكرت لنا شيء يقعدوا كم سنة يروجون دعاية للمبتكَر هذا وبعد شوية يظهرون هذا فيه أخطاء، هذا فيه أضرار، هذا فيه سرطان، وهذا وهذا .. وشبعوا دعايات وفلوس من أول، والحين اغتنوا عن هذا وظهروا بعض الشيء وقالوا كذا وكذا، لكن ابتكارات هؤلاء في لباسهم في زراعاتهم في صناعاتهم وحرفهم ما يجي فيها شيء يجيب سرطان ولا يضر الانسان ولا يوقع الإنسان في شيء من هذه المشاكل ومن هذه الآفات، لكن أين من يعرف قدر الدين ويعرف قدر الاتصال برب العالمين جل جلاله ولا فخر لنا إلا به، ما كان من أعراف عند قبائل حضرموت تبع هذه المدرسة، ما كان موافقاً للشريعة هو الممدوح والمشكور وبه تمَّ فضلُهم وخيره، ما عدا ذلك ما له وزن..  

بل ما خالف من أي صنف من أصناف المجتمع، ما خالف الشريعة هو محل العار ومحل النقيصة ومحل العيب، كائناً ممن كان، يجي من صغير، يجي من كبير، يجي من مشهور، ويجي من مستور، يجي من ظاهر يجي من خامل، كل ما كان مخالف للشرع محله العيب، محله العار ونتائجه سيئة،

ولذا نقول يا شباب الأمة عامة، يا شباب هذه المدرسة خاصة .. من يغويكم ويغريكم بالمحرمات من الفواحش أو المناظر الخبيثة أو المخدرات لا ينصحكم ولا يفيدكم ولا ينفعكم، ولم يخلقكم ولم يرزقكم ولن يكونَ مصيركم إليه فاحذروه، وقد حذّركم الرب من هذه الأشياء، فلن تجلب لكم خيراً، ولن تجلب لكم رفعة ولا عزة  ولا حياة طيبة في الدنيا أبدا.

ومن ظن أنه بانتهاك حرمة أحد أو بسطوة بالقوة أن يأخذ حق أحد أنه يرتاح به فهو واهم خائن غادر ظالم نادم خاسر، بيقين بلا ريب ولا شك، قال صلى الله عليه وسلم ( مَن ظلم قيد شبر من أرض طُوِّقه يوم القيامة من سبع أراضين ) خذ النتيجة واسمع، هناك، بس خذ شبر اليوم فيها  وصلِّح ما فيه وابنِ فيه وأسكن فيه، الهَم معك والفم معك والمدر معك، والتعب معك والديون فوق رأسك والمشاكل من حواليك، هذا في الدنيا .. خذ الحساب في الآخرة

كان عندنا العوام بالمدرسة ينطقون بأمثلة بينهم حكم من الحكم كأنها كلام الخواص يقولون ( التُّقى فيه البقاء ) ، الذي يقوم على التقوى هو الذي يدوم ويستمر وغيره ينتهي، ومهما أعجبك الآن ومالَت نفسُك إليه نتيجته صعبة، بعد شوية شوف النتيجة  ( التُّقى فيه البقاء )

هذا هو ما دلَّ عليه القرآن، هذا ما دلت عليه السنة، هذا ما انتهى اليه الأكابر عليهم رضوان الله فكانوا يقولون هكذا في أمثلتهم في علاقتهم بالله.

 نسمع عوام كانوا يقولون : ألف لام لام ها والكلام كلامها

ألف لام لام ها.. الله.. الكلام كلامه والأمر أمره

فلا تتطاول عليه، فالأمر يرجع إليه ..

 هذا كلام عوام، هم أهل ذوق، عوام أهل ذوق إيمان، أهل ذوق قرب من الرحمن جل جلاله، المدرسة هذبتهم، المدرسة علمتهم.

 في أيام السطوة التي جاءت عندنا من الشيوعية وأخذ أموال الناس، نعرف ناس عليهم رحمة الله أكثرهم قد ماتوا، صدقوا مع الله وتورعوا، الأراضي التي تحت أيديهم ما كان يعاملون الله به قبل مجيء التسلُّط هذا عملوه في أيام التسلط حتى ارتفع التسلط، أعطوا للناس حقوقها، ولا ظلموا أحد في حبة وإن كان مسجد وإن كان مالك للأرض.. نِعمَ العوام هؤلاء، لهم رايات الفضل يوم القيامة، لهم رايات الصدق يوم القيامة لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه والإيمان في قلوبهم جعلهم يراقبون الله والظروف من حواليهم تقول خذ، إلهف ولا تبالي ، ما رضوا، ما رضوا بذلك.

 هؤلاء الذين تربوا على موائد الإيمان، عرفنا منهم فلان وفلان وفلان، ومع ذلك عامي بهذه الصورة، بعضهم ما يعرف يقرأ ولا يكتب وما فاته قيام الليل، يا خير عامي ذا، حزب القرآن ما يتركه بعد المغرب كل ليلة، وبعضهم بعد المغرب وآخر الليل، وبعضهم من الأميين حفظ القرآن، لا يقرأ ولا يكتب لكن حفظ القرآن..

هذه مدرسة تخريج أهل السعادة وأهل الحسنى وزيادة، ونِعم ما خلّفت ونِعم ما كان، ولكن ما خالف ذلك، يجب أن ندركه.

وما يُغوى به شبابنا من انقطاعهم عن كبارنا وبعدهم عن مشاورتهم، من طرح عليكم ليس بناصح لكم ولا مفيد ولا نافع، هذا الانقطاع يسبب كثيرا من النزاع والقطيعة والتباعد والضعف،( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )

وذكر النبي قبيلة كانوا من قبل الإسلام وعندهم خصال محمودة بها ينصر الله أصحابه، فكانوا لا يقابلهم أحد في معركة إلا نصرهم الله عليه من قبل الإسلام، وجاؤوا للإسلام وأسلموا  فقال لهم : بم كنتم تغلبون من عاداكم ؟ قالوا يا رسول الله، ما كنا ،، قال بلى، ما كان يقابلكم أحد الا تغلبونه، قالوا يا رسول الله، كنا لا نبدأ أحد بظلم، لا نخدع أحدا ولا نبدأ بظلم واحد هذا واحد، الثاني قالوا أمرُنا لكبارنا، نرجع إلى الكبار وكلمتنا واحدة، فأقرَّهم أن هذا سببُ نصرِهم، كان الله ينصرهم باجتماع كلمتهم وأن لا يبدؤوا أحداً بظلم

وإذا أحد ظلمهم قاموا، أما هم فلا يبدؤون أحدا بظلم، فهكذا كان النصر للمؤمنين.

كان يكتب سيدنا عمر لأمراء الجنود يقول لهم: إنما تُنصرون بطاعتكم لله، ويُهزم عدوُّكم بمعصيتهم لله، فإذا عصيتُم الله صرتُم مثلَهم، فحينئذ ينتصر الأقوى منكم والأحسن عُدة، وأما إذا أنتم مطيعون وهم عاصون فالطائع هو المنصور والطائع هو المؤيَّد من قبل الله جل جلاله وتعالى في علاه، وهكذا يكون نصرنا.

دخلت علينا الدواخل، صار الواحد لا يرجع لكباره حتى أبوه وأمه لا يرجع إليهم، وإذا قرر هو وأصدقاؤه، ترك بالأب وترك الأم، وترك الجد، أي تربية هذه، تربية من، أنت تربيت في بلاد إسلام أو في بلاد كفر!؟ ولو تربيت في بيئة كافرة عندها شيء من الفطرة ما كنت بهذه الحالة، فكيف بالإسلام الذي يقول لك ( أن اشكر لي ولوالدي)

جاء شاب إلى النبي يقول له يا رسول الله جئت للجهاد معك، قال: ألك أبوان؟ قال نعم، وقد تركتهما يبكيان، قال: ارجع إليهما فأضحِكهما كما أبكيتهما، لا تخرج معي في الجهاد اذهب إلى أبيك وأمك، هناك جهادك، أضحكهما كما أبكيتهما، وقال للثاني: ففيهما فجاهد ، اجعل جهادك فيهم ما داموا محتاجين اليك صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

( ان اشكر لي ولوالديك ) إذا ضيعنا هذه الأعراف الصالحة التي تلمُّ شملَ الأسرة، تلمُّ شملَ القبيلة تلمُّ شمل البلدة، تلم شمل الحارات وسط البلدان، إذا ما رجعنا إلى أهل الخير والنور والسر فينا وأهل العقل وأهل الحكمة ضاع أمرنا، لذا كثير من العقّال بحكم الآدمية فقط والإنسانية اليوم في العالم الغربي وغيره يقولون هذه الطريقة المبتكرة التي تسمى ديمقراطية التي تقوم على أساس انتخاب العامة كلام فاضي، وهباء يهلك الناس يهلك الأمم، لا بد من الرجوع إلى ذوي الوعي وذوي الفهم وأن يكون القول قولهم، وتجيب لي مائتين ثلاثمئة ما يعرف كوعه من بوعه ويذكر لي رأي، واحد صاحب علم ورأي صائب أحسن من المائتين هؤلاء.

ولهذا قالوا في سيدنا عمر: كان أهل العلم والتقوى أهل مجلس شورى عمر، صغار وكبار، يختار من هؤلاء القوم ويرجع الأمر إليهم.

اسأل الشركات والمؤسسات إن رجع الأمر إلى عقلائهم وأخيارهم نجحوا وأفلحوا، وإن جعلوه بيد كل مَن هبَّ ودبَّ أوبطريق التصويت كما يقولون من غير تحري ومن غير إدراك للأسس التي تقوم عليها النظرة للمسألة والحكم عليها..

 ولهذا يتكلم علماؤنا عن أهل الحل والعقد، وهم الطائفة الواعية الفاهمة من الناس أرباب العقول والعلم والتقوى هم المرجعية، والحق تعالى يقرر هذا المعنى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) 

( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) وليس تتبع سبيل أي واحد

( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )

يقول سبحانه وتعالى  ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا )

آراؤكم ما تنفعك، كلامهم ما ينفعك، فلا تتبع أمثال هؤلاء، ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )

( إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا  ) إن الله ولي المتقين، هذا بصائر للناس، شوفوا البصيرة، تمشون في حياتكم إيش الانظمة التي تقوم عليها مصالحكم ،( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )

( إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا )  لا تقع النصرة إلا للمتقين، احسب حسابك، إن أغروك سنة أو سنتين أو عشر أو عشرين، العاقبة سيئة عليك ما داموا غير متقين..

( إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ * هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ )

أتبعها بقوله ( أم حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) لا الحياة سواء، ولا الموت سواء.

قال أبو سفيان قبل إسلامه في غزوة بدر، قام يصيح ويقول: الحرب سجال يوم بيوم بدر، هذا اليوم مقابل يوم بدر، جاوبوا الصحابة، قال النبي أجيبوا قولوا: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، أحيانا نُغلب واحيانا تغلبون نعم، لكن العاقبة ما هي سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، ما هم سواء، يقول سبحانه وتعالى ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ )

ويقول سبحانه وتعالى ( لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ )

الله يحيي فينا حقائق الارتباط بهذا النبي والمشي على دربِه ويحفظ على مدرستنا أسسها التي قامت على الاتباع وعلى  الوعي وعلى الفهم وعلى الإدراك طبقة بعد طبقة وإمام بعد إمام وعالم بعد عالم وعارف بعد عارف والعاقبة للمتقين، فالله يجعلنا من المتقين، ويربطنا في هذه الساعة بأتقى المتقين حبيبه الأمين، اللهم اربطنا به ربط لا ينحل، اللهم ادفع به عنا جميع الآفات وعن أمة حبيك في المشارق والمغارب، واربط بين اسرنا ومجتمعاتنا وقبائلنا صغارهم كبارهم على البر والتقوى وما هو أنفع وأحسن وأجمع في الدنيا والآخرة وادفع عنا وعنهم كيد الكائدين وكفر الكافرين وأذى المؤذين من الإنس والجن أجمعين، واجعلنا في حصنك الحصين.

 اللهم فرجك لهذا الأمة وغياثك بمحبتك لنبيك وبما بينك وبينه أغِث أمته في المشارق والمغارب وادفع عنهم هذه الشدائد والمصائب وحوِّل أحوالهم إلى أحسن الأحوال، يا محول الأحوال الجمع اجتمع ملبي لدعوتك معظّم لنبيك ويسألك غياث من عندك ويسألك فرج من عندك ويسألك درك تدرك به أهل لا إله إلا الله، فاحفظ يمننا واحفظ شامنا واحفظ شرقنا وغربنا وارفع عنا البلاء ما علمنا مته وما لم نعلم وما أنت به اعلم وأصلح شؤننا وثبتنا علوى القدم الأقوم وأمتعنا بصلحائنا وعلمائنا وبارك لنا في بقية المجالس البهية الزهية التي نختم بها أيام ذكرى ميلاد خير البرية ومعناها ونورها والتعلق به يدوم معنا ويزيد ان شاء الله في كل شهر وفي كل الدهر حتى تأتي المنية ونحن على محبة الله ومحبة رسوله، وعلى الصدق نحب لقاء الله ويحب الله لقاءنا ويختم لنا أجمعين بالحسنى

يا الله بها يا الله بها يا الله بحسن الخاتمة

لكل صغير وكبير منا وللحاضرين ولمن يسمع ووالدينا ومن في ديارنا اكتب لنا ولهم حسن السابقة وحسن الخاتمة وسعادة الدارين مع السلامة من كل سوء.. والحمد لله رب العالمين.

للاستماع إلى المحاضرة

لمشاهدة المحاضرة