محاضرة مكتوبة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في دار المصطفى، ضمن سلسلة إرشادات السلوك، ليلة الجمعة 26 ذو الحجة 1439هـ بعنوان: حال الأمة وأسرار قراءة المصطفى باسم ربِّهِ الأكرم.
بسم الله الرحمن الرحيم
يا خيرَ الغافرينَ اغفر لنا ولهم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمنات والمسلمينَ والمسلمات..
يا خيرَ الغافرينَ يا أكرمَ الغافرينَ اغفر لنا ولهم وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات..
يا أكرمَ الأكرمينَ، يا أولَ الأولينَ، يا آخِرَ الآخرينَ، يا ذا القوةِ المتين يا راحمَ المساكين يا أرحمَ الراحمينَ اغفر لنا ولهم ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.
فإنَّك اللهُ العظيمُ الخالقُ الإلهُ الكريمُ الذي إذا غفرتَ أكرمتَ ومَنَحتَ وبدَّلتَ السيئاتِ إلى حسناتٍ، وانبسطت موائدُ كَرَمِكَ بما لا يوصف وما لا يُكَيَّف بكُلِّ المعاني مِن جميعِ الجهاتِ. فسُبحَانكَ ما أكرمَك، وسُبحانَكَ ما أرحمَك، وسُبحانَكَ ما أعظمَك، وسُبحَانَك أكرمتَنا بمحمدٍ حبيبِكَ وصَفِيَّك الهادي إليكَ والدالِّ عليك ؛ فرأينا بُسَطَاً بُسِطَت ما بُسِطَت قبلَ بعثتِهِ ولا بُسِطَت قبلَ أن تُكْرِمَنا بوجودِهِ فيما بيننا، فقد صدقتَ يا منَّان وأنت تَمُنُّ علينا في القرآن ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).
وإذا امْتَازَ مَن امْتَازَ وفازَ، مَن فازَ مِن خِيَارِ هذه الأمة ممَّن لحقيقةِ الخيرِ حازَ؛ فإنَّ جميعَ ما وَعَوهُ وفَهِمُوه؛ مِن سِرِّ: (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ)، وجميع ما تَرَقُّوا فيه مِن الصفاءِ والنَّقاءِ والتزكيةِ التي أَورَثَت القُرْبَ والشُّهود؛ مِن آثار: (وَيُزَكِّيهِمْ)، وجميع ما أدرَكُوهُ من حقائقِ العلمِ وفازوا به بعد العلومِ الواسعة بالعلمِ الَّلدُنِّي الذي تُعَلِّمُه مَن شِئتَ مِن عِبادِكَ داخلٌ تحتَ دائرةِ : (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ). ثم قلتَ في الآيةِ الأخرى: (وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ).
استَجبنا واجتمَعنا على ذِكرِكَ مُتَّبِعِينَ مُقْتَدِينَ مُنْتَهِجِينَ نَهْجَ خُلَاصَةٍ مِن الذين وَعَوا عنكَ وتَزَكُّوا بتزكيةِ صَفوتِكَ وعلَّمتَهم مِن عِلْمِكَ ما شئتَ؛ فوسَّعتَ نصيبَهم مِن العلمِ المقرُونِ بالعملِ والخشيةِ والإنابةِ والإخلاصِ لوجهِكَ والصِّدقِ معكَ، فلك الحمدُ يا غفَّارُ يا منَّانُ يا وهَّابُ يا باعثاً محمداً بالهدى والحق.
ونُشهِدُكَ أنَّ قلوبَنا تعتقدُ أنَّ الخيرَ لكُلِّ إنسانٍ أعطيتَه أو جانٍّ في شرقِ الأرضِ وغربِها في جانب الوعيِ أو جانبِ العلمِ أو جانبِ التزكيةِ فإنما هو ما صَدَرَ مِن حضرتِكَ بواسطةِ صفوتِكَ وخِيرَتِكَ ومَن امْتَدَّت إليهم حِبَالُ هذا الافضالِ والنَّوالِ مِن حضرتِكَ يا ذا الإكرامِ والجلال، لا إله إلا أنت.
ونُشهِدُكَ أننَّا نَشْهَدُ ونُوقِنُ ونَعتَقِدُ أنَّ كُلَّ ما انقطعَ عن هذا الخيرِ مِن فكرٍ ووُجْهَةٍ في الحياةِ وحركةٍ وسكونٍ حتى ضادَّتهُ وخالفتَهُ فهو الشَرُّ الذي أصابَ العِبَاد، وهو السوءُ الذي نزلَ بالبلادِ، وهو المصائبُ التي تُورِثُ الضُرَّ في الحياةِ وسوءَ المصيرِ وبئسَ المِهَاد. والعياذُ بِكَ مِن كُلِّ شر، والعياذ بك مِن كُلِّ ضُر، وأنت القائل في ندائك:{ يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ فاستهدوني أهدِكم} ، (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
آمين، آمين، آمين، يا رب العالمين ويا أكرم الأكرمين.
فإننا اجتمعنا نطلبُ هُدَاك..
رَبِّ إنَّ الهدى هُدَاك وآياتُكَ ** نُورٌ تَهْدِي بِهَا مَن تَشَاءُ
وأنت القائل: (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). آمنَّا بِكَ، فَيَا مُقَلِّب القلوب اِهْدِ كلَّ قلبٍ في مَحْضَرِنَا أو يسمعنا ؛ هدايةً مستمرةً متكاثرةً متزايدةً دائمةً أبديةً سرمديةً، يا الله يا الله .. تدخل في دوائر(وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ) إليه .. إليه .. إليه. يا سَعَدُ مَن هُدِيَ إليه جلَّ جلاله..
عَبدٌ هُدِيَ إلى الرحمنِ الرحيمِ ما شأنُه ؟ ما برهانُه ؟ ما حاضِرُهُ وما مستقبله ؟ هُدِيَ إلى مَلِكِ الدنيا والآخرة، رَبِّ الدنيا والآخرة، خالقِ الدنيا والآخرة، مَن بيدِه أمرُ الدنيا والآخرة (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا).
نسألُكَ بعظمتِكَ وجلالِكَ وكمالِكَ أن تُدخِلَنا والحاضرين والسامعين في رحمةٍ منك؛ ثم لا تُخرِجنا منها، ثم لا تُخرِجنا منها أبدَ الآبدين، وأن تُهدِينا إليك .. إليك يا ربَّنا، أن تهديَنا إليك. طابَ قلبٌ هُدِيَ إلى الرحمن؛ عاش في الأمانِ والاطمئنانِ والرِّضوانِ والإحسانِ والعطايا الحِسَانِ من غيرِ حُسبَان (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
ولقد شرعتَ على أيدي أنبيائك ورُسلِك ما فيه خيرُ العبادِ والبلادِ على الحقيقةِ، رغماً لقولِ الأفَّاكِ إبليس وجندِه في مختلفِ ما تصوغُ أفكارُهم؛ وينزلُ إلى العباد مِن إفكِهم وزُورِهم وكَذبِهم، وزخرفُ القولِ الذي يُغَيِّرون به الأخلاقَ ويقطعُونَ به الخَلْقَ عن الخلَّاق، ثم لا يكون لهم إلا سوءُ الحاضرِ والسوء في يوم التَّلَاق -والعياذ بالله تبارك وتعالى-. فادفعِ اللهمَّ شرَّهم عنَّا وعن عقولِنا وأفكارِنا، وقلوبِنا وقلوبِ أهلينا وأبنائنا وبناتِنا.
يا مَن يهدي قلبَ مَن شاءَ ممَّن آمنَ به، آمنَّا بك فاهدِ قلوبنا، وقلوبَ أزواجِنا، وقلوبَ أبنائنا وبناتِنا، وقلوبَ طُلَّابِنا وأصحابِنا وإخوانِنا، وقلوبَ الحاضرين في مجالسِنا ومجامِعنا، وقلوبَ السامعين لها، وقلوب مَن في ديارِهم، وقلوبَ مَن في جوارِهم، وقلوبَ مَن في أصلابِهم، يا هادي، يا عالمَ الخافي والبادي.
هذا السِّماطُ الذي مُدَّ مِن حضرةِ الكَرمِ لخَيرِ الخلقِ فتجدَّدَ انبِسَاطُهُ وظهورُه مِن وقتٍ إلى وقتٍ وزمنٍ إلى زمنٍ حتى بُسِطَ لكم في هذا الزمانِ المتأخِّرِ فضلا؛ ليُلحِقَ اللهُ كم مِمَّن تأخرَ بمَن تقدَّم، وليُكرِمَ مَن أكرم، وليُنعِم على مَن أنعم. سبحانَ العليِّ الأكرم. أنت يا ربِّ الذي خاطبتَ حبيبَك الأعظمَ وقلتَ له في ما أولِ ما أنزلتَ عليه: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) فقرأ ؛ وكرمُكَ سَيَّالٌ عليه وعلى مَن استمع إلى قراءتِهِ، إلى مجلسِنا هذا، إلى ساعتِنا هذه، وإلى ما بعدها. حبيبُك قرأ، وأنتَ أكرمتَ قلت: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ). وإذا فاضَ كرمُكَ على قلبٍ هُدِيَ ذلك القلبُ، فاستخرجَ وسَمِعَ وأدركَ قراءتَه التي قرأ (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ).
وقد قرأ باسمِك، فلكَ الحمد. ولمَّا قرأ باسمِك -وكلُّ شيءٍ قائمٌ باسمِك مَحُوطٌ بعِلمِك- خَصَّصْتَ بعد ذلك بعد أن عمَّمْتَ جميعَ الخلق؛ هذا النوع مِن الخلقِ، وهو الإنسان. لك الحمدُ يا رحمن، ليَسري مِن خُصوصِ كرمِكَ ما يَتمَيَّزُ به عن بقيةِ الأكوان.
وقلت لخاتمِ الرسالة: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ). وربطتَنا بربوبيَّتك في قراءتهِ الأولى وقراءتهِ الثانية، ثم في أسرارِ هذه القراءةِ وسماعِ القلوبِ التي تسمعُها -إذا هديتها -،
فإذا هَدَى قلبَك وسَمِعَ معنىً من هذه التلاوةِ والقراءةِ المحمديةِ بالأمرِ الرباني أدركتَ سِرَّ (لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ)، و: (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ). وأدركتَ سِرَّ: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا..) ونِعْمَ المُنَادِي؛ أكرَم مُنادي إلى الربِّ العظيم (.. سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا). ربَطتَنا بِرُبوبيَّتِك لِتُرَبِّيَنا ؛ ثم أضفتَ تلك الربوبيةَ لهذا الصفوةِ ولهذا القدوة ولهذا الأُسوَة ولهذا المُرَبِّي ولهذا المُزَكِّي ليَفيضَ علينا مِن سرِّ عنايتِك به ما يجبرُ ضعفَنا وعجزَنا ونقصَنا.
قلت له: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) وأنتَ وعِزَّتِكَ ربُّه وربُّ كل شيء؛ لكنك خصَصْتَنَا بهذا ؛ اخترت الصَّفوَة. وربوبيتُك له ميَّزَتهُ عن كُلِّ مُرَبَّى وعن كُلِّ مَربُوب ؛ فكانَ سيَّدَ كُلِّ مربوب وأنت الرَّبُّ وحدك. ربوبيتك له جعلته أولَ كائن وأولَ مخلوق، ربوبيتك له جعلته أولَ شافع وأولَ مشفَّع. وأنت ربُّ كُلَّ شيء لكنك ربُّ هذا بالمعنى الأجلّ والأعظم؛ ربُّ محمد.
وهو الذي كان يُشِيرُ إلى أسرارِ الربوبية وتعلُّقاتِها بالمَربوبينَ المختلفةِ في ذلك التعلُّق ومَرتبتِها فيقولُ :{ ربَّ جبريل وميكائيل وربُّ محمد } .. يقوله هو صلى الله عليه وسلم . وربنا رب كل شيء..
ربّ كل شيء، ولكن: هذا المعنى الذي يُعَلِّمُنا إيَّاه في سورتيّ المعوذتين؛ قال سبحانه في الأولى منهما: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) كل الكائنات والمخلوقات. ولمَّا أرادَ تحصيناً خاصَّاً مِن شَرِّ إبليس وجنده ذكرَ من جملةِ الخلق صنفاً واحداً (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ) وهو ربُّ النَّاس وغير الناس، وملك الناس وغير النَّاس وإله الناس؛ لأنَّ في الناس محمداً ، (بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ). لمَّا جاءتِ الاستعاذةُ من الشرورِ عامة قال: (بِرَبِّ الْفَلَقِ)، ولمَّا أراد حِصْنَاً حَصِينَاً مِن شَرِّ إبليس الذي مَن تخلَّص منه وصلَ إلى فوق قال: (مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ). وجاء سيدُ الناس يقول { ربَّ جبرائيل وميكائيل وربَّ محمدٍ أجِرني مِن النار} صلى الله وسلم عليه وعلى آله.
وهكذا علَّمَ مَن علَّم، وقال: { اللهم ربَّ محمدٍ وآل محمد صلِّ على محمد وآلِ محمد، وأجِرني من مُضِلَّاتِ الفتن}، هكذا علَّمَ السيدةَ عائشةَ عليها رضوان الله تبارك وتعالى.
وتكرَّمَ الرحمن لنا لأسرارِ ربوبيته لهذا الأصفى، (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) خلقَ كلَّ شيء وخصَّص (خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ) قراءة ثانية: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) أي إذا فاضَ كرمُه مِن سِرِّ ربوبيتِه لك غَطَّى نقصَ كُلِّ مَن انتَمَى إليك بكمالِكَ، وغَطَّى عيبَ كُلَّ مَن انتمى إليه بطُهْرِكَ ونَقَائكَ. صلى الله على المُنْتَقى الذي يُنقِّي اللهُ به مَن شاء. (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
وعلى هذا البِسَاطِ جمعكمُ الرحمنُ الذي شَرَعَ لنا على يدِ هذا المصطفى موسمَ الحجَّ العظيم الكريم، وما أكرمَه وما أعظمَه. وما زالت قلوبُ المؤمنين الصادقين تَرِدُ وتَفِد مِن هنا وهناك ؛ أهلُ الأرواح وأهلُ الأجساد يفدونَ
عَشِيَّة وافَى الوَفْدُ مِن كُلِّ وِجْهَةٍ ** وَفَجٍّ وَهُمْ مَا بينَ دَاعٍ وذَاكِرِ
وَرَاجٍ وبَاكٍ مِن مَخَاَفةِ ربِّهِ ** بفائضِ دمعٍ كالسَّحَابِ المَواطِرِ
❊❊❊❊
وَفِي عَرَفَاتٍ كُلِّ ذنبٍ مُكَفَّرٌ ** ومُغْتَفِرِ مِنَّا بِرَحْمَةِ غَافِرِ
وَقَفْنَا بِهَا والحمدُ للَهِ رَبِّنَا وشُكْرَاً له إنَّ المَزِيدَ لشَاكِرِ
عَشِيَّة وافَى الوَفْدُ مِن كُلِّ وِجْهَةٍ وَفَجٍّ وَهُمْ مَا بينَ دَاعٍ وذَاكِرِ
وَرَاجٍ وبَاكٍ مِن مخافةِ ربِّهِ بفائضِ دمعٍ كالسَّحَابِ المَواطِرِ
وفي الوفدِ كم عَبْدٌ مُنِيبٌ لربِّهِ ** وكَم خاشِعٍ كَم خاضِعٍ مُتَصَاغِرِ
وذي دعوةٍ مَسمُوعَةٍ مُسَتَجابةٍ ** من الأولياءِ أهلِ الهُدَى والسَّرَائرِ
وكلهم وقفُوا، وإلى واحدٍ توجَّهوا، وببيتِه طافُوا، وعلى قَدَمِ حبيبِهِ صلى الله عليه وسلم سارُوا، واقتدوا به، ووَرَدُوا إلى رحابِهِ الطاهرةِ. وكان ما كان منهم في إشارتِهم إلى الكعبةِ المشرفة :
وطَلْسَمُ سِرّ الذَّاتِ رَمْزٌ بِهِ اِهْتَدَى ** إليها رِجَالُ الحَقِّ مِن كُلِّ نَاظِرِ
ومِن هَا هُنَا جَذْبُ القلوبِ –التي هداها الله - وميلُهَا ** ومِنهُ مطارُ الرُّوح مِن كُلِّ طَائرِ
❊❊
فَيَا كَعْبَةَ الحُسْنِ البديعِ الذي غَدَا ** بها كُلُّ صَبٍّ والِهَ القلبِ حائرِ
ويا مَرْكَزَ الأسرارِ والنورِ والبهاءِ ** ولُطْفِ جمالٍ راقٍ في كُلِّ نَاظِرِ
تَحِنُّ إليكِ المؤمنونَ قلوبُهم ** وأرواحهم مِن وَارِد مثل صَادِرِ
❊❊
ويا مكةَ الغرَّاء يا بهجةَ الدُّنَا ** ويَا مَفْخَرَاً مُسْتَوْعِبَاً للمَفَاخِرِ
وقالوا فيها بلسانِ الصدقِ والتمكينِ والجلوسِ على البِساطِ الواسِعِ الثمين:
نَعْرِفُ الْبَطْحَاء وَتَعْرِفُنَا ** وَالصَّفَا وَالْبَيْتُ يَاْلَفُنَا
وَلَناَ الْمَعْلَى وَخَيْفُ مِنَى ** فَاعْلَمَنْ ذَا وَكُنْ وَكُنِ
وَلَناَ خَيِرُ الأَنَام أَبُ ...
صلوات الله وسلامه عليه.
وكانت تلك الوِجْهَةُ التي تدفعُ عَنَّا ظُلُمَاتِ وُجهات قلوبِ كثيرٍ من أهل الإسلام يقولون "لا إله إلا الله" وقَصُرت قلوبُهم عن التوجُّهِ إلى الله، ورجَت غيرَه، وطَمِعَت في غيرِه، والتَجأت إلى غيرهِ، ولاذت بغيرِه، وعَظَّمت غيرَه، وخافت مِن غيرِه ؛ ظُلُمَات هذه القلوب في الأمة التي هي أسبابُ الشر، لولا وُجهات هذه القلوب التي صدَقت وتوجَّهَت للواحدِ الأحدِ لَعَمَّتنَا ظلمةُ هذه القلوب لكثرتِها فينا، لكثرتِها في ما بيننا. قلوب إلى غير الله توجَّهت! وغيرَ الله رَجَت ! وغيرَ الله خافت، وغيرَ الله عَظَّمَت، وفي غيرِ الله رَغِبَت، وظَنَّت أنَّ شيئا مِن الأمر لغيره ! وما لغيره شيء.
فَلَيْسَ لِمَخْلُوقٍ مِن الأمرِ هَا هُنَا ** ولا ثَمَّ شيءٌ فاَعْتَمِد قولَ صَادِقِ
هُوَ الله لا رَبٌّ سِوَاهُ وكلُّهم **عبيد وتحتَ الحُكْمِ مِن غيرِ فارِقِ
نَعَم بعضهم مِمَّن يُحِبُّ ويَرْتَضِي ** لطاعتِهِ والبعضُ عاصٍ ومارِقِ
بتوفيقِهِ صارَ المطيعُ يُطِيعُهُ ** وخالَفَ بالخُذْلَانِ كُلُّ مُفَارِقِ
فَسَلْ ربَّكَ التَّوفِيقَ ...
يا مُوَفِّق وَفِّقنَا واجعلنا والحاضرين والسامعين من الصادقين المخلصين الموفَّقين سالمينَ مِن فتنةِ الالتفات إلى ما سواك، والتعلُّقِ بمَن عَداك، اهدِ قلوبنا يا مقلِّبَ القلوب.
يا مَن قلت (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) اجعل مِن جوائز الحجِّ هدايةَ هذه القلوبِ إليك، ( وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا).
وهكذا مِن نفحات الحج يُفتَحُ كم مِن بابٍ مُرْتَجٍ، ويَنْزِلُ الصيِّبُ ويَثِجُّ مِن حضرةِ اللهِ تبارك وتعالى مِن سحابِ الجود والكرمِ كم مِن ثجٍّ بعد ثج. لله الحمد، لله المنة.
يا ربِّ تدارَك هذه الأمة، يا ربِّ أغِث هذه الأمة، يا ربَّنا اكشِف عنا كلَّ ظلمة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وفي هذا الوُرُودِ قالوا :
ولمَّا أتينا بالمَنَاسِكِ واَنْفَضَت ** وذلك فَضْلٌ مِن كَرِيمٍ وقَادِرِ
حَثَثْنَا المَطَايَا قاصدينَ زيارةَ الـ ** حبيبِ رسولِ اللَهِ شمسِ الظَّهَائرِ
وَسِرْنَا بِهَا نَطْوِي الفَيَافِي..
" وَسِرْنَا بِهَا نَطْوِي الفَيَافِي " –على أيِّ حال؟ على أيِّ وصف ؟ : "مَحَبَّةً وشَوْقَاً" لأنها قلوبٌ هُدِيَت فلم يكن فيها أحبَّ إليها من الله ورسوله، ولا أعظمَ عندها من الله ورسوله. ومَن كان كذلك كيف لا يشتاق إلى بيتِ ربه، إلى حبيب ربه ؟ إلى منازله، إلى دياره؟
................. مَحَبَّةً ** وَشَوْقَاً إلى تلكَ القِبَابِ الزَّواهِرِ
فَلَمَّا بَلَغْنَا طيبةً ورُبُوعها ** شَمَمْنَا شَذًى يَزْرِي بِعُرْفِ العَنَابِرِ
ورَضِيَ الله عن الأرواحِ الصحيحةِ التي لا زُكامَ بها تشمُّ هذا الشذَّى [شَمَمْنَا شَذَى يُزْرِي بِعُرْفِ العَنَابِرِ]
وَأَقْبَلَتِ الأنوارُ مِن كُلِّ جَانِبِ ** ولَاحَ السَّنَا مِن خَيْرِ كُلِّ المَقَابِرِ
إن كانَ على ظهرِ الدنيا قبور فليس مثل هذا المقبور؛ هذا الرأس، هذا الأساس، هذا السيِّد، هذا المُقَدَّم
مَعَ الفَجْرِ وافَيْنَا المدينةَ ** طَابَ مِن صَبَاحٍ علينا بالسَّعَادةِ سَافِرِ
إلى مسجدِ المختارِ ثُمَّ لرَوْضةٍ ** بِهَا مِن جِنَانِ الخُلْدِ خَير المَصَائرِ
إلى حُجْرَةِ الهادي البَشِيرِ وقبرِهِ ** وثَمَّ تَقِرُّ العينُ مِن كُلِّ زَائرِ
وَقَفْنَا وسَلَّمْنَا على خيرِ مُرْسَلٍ ** وخير نبِيٍّ مَا لَهُ مِن مُنَاظِرِ
فَرَدَّ علينا وهو حَيٌّ وحَاضِرٌ ** فَشُرِّفَ مِن حيٍّ كريمٍ وحاضِرِ
زيـارتُـــه فَـــوْزٌ ونُجْحٌ ومَغْنَمٌ ** لأهلِ القلوبِ المُخْلِصَاتِ الطَّواهِرِ
بِهَا يَحْصُل المطلوب في الدِّينِ والدُّنَا ** ويندَفِعُ المَرْهَربُ مِن كُلِّ ضَائرِ
بِهَا كُلّ خيرٍ عاجِلٍ ومؤجَّل ** يُنَال بفضلِ اللَهِ فَانْهَض وبَادِرِ
وإياكَ والتَّسْويفَ والكَسَل الذي ** به يُبْتَلى كَمْ مِن غَبِيٍّ وخَاسِرِ
فإنَّكَ لا تَجْزِي نبيّك يا فَتَى ** ولو جئت سَعْيَاً على العَيْنِ سَائرِ
فَبُورِكَ مِن قَبْرٍ حَوَى سَيّدَ الوَرَى ** وسَامِي الذّرَى بَحْر البُحُور الزَّوَاخِرِ
❊❊❊❊
نُبُوَّته كانت وآدم طَينَة ** وفيه انتهت غاياتُ تلكَ الدَّوائرِ
هُوَ السَّاس والرأس للأمرِ كُلِّهِ ** بأولهم يُدْعَى لذاكَ وآخِرِ
وتحتَ لواءهُ الرُّسْلُ يَمْشُونَ في غَدٍ ...
اجعلنا تحت ذاك اللواء، احشُرنا تحت ذاك اللواء، اجمعنا تحت ذاك اللواء، فإنك جمعتَنا تحت لواء محبَّتِك ومحبته وذكرك وذكره والاستنان بسنته؛ فاجمعنا تحت لواء الحمد الذي يحملُه يوم القيامة.
وتحتَ لواء الرُّسْل يَمْشُونَ في غَدٍ ** ونَاهِيكَ مِن جاهٍ عَرِيضٍ وبَاهِرِ
❊❊❊❊
هُوَ القَائمُ السَّجَّادُ في غَسَقِ الدُّجَى ** فَسَل وَرَمَ الأقدامِ عن خَيْرِ صَابِرِ
فلتكن أيها المنتمِي إليه حريصاً على نصيبِك من القيام. أمَّا أن يطلع الفجرُ وأهلُك نيام، وأنت في النِّيام ولا قيام، وإضاعة للجماعة ؛ فلا ينبغي لمن له قلبٌ آمن بهذا النبي ويُحب أن يُحشرَ معه أن يكون هذا حاله، ولا أن يكون هذا وصفه!.
مَن علَّمك هذا ومَن أقرَّك على هذا الحال ؟! النت ؟ خلِّص نفسَك منه.
ما الذي أقرَّك؟ أصدقاء السوء ؟ انقطع عنهم. تهيَّأ للقاء، تهيأ للمرافقة، أحسِن عملَك في الحياة، خُذ هذه الأخلاق.
سمعتَ الأزد ووفدهم على خير المرسلين صلى الله عليه وسلم وشهادته لهم، وأُعطوا تلك الشهادة. فمَن بيجي في القيامة بشهادة أيّ الجامعات في الدنيا .. ومثل ذي الشهادة وين بايمشي ؟! . هل توجد قيمة لشهادات العالم ؟ . لكن شهادة حُكَمَاء علماء مِن فقهم كادوا يكونوا أنبياء تمشي في البرزخ، تمشي في القيامة، يمشون بها فوقَ الصراط، لا تستطيع كلاليبُ النار أن تمسَّ أرجلَ مَن حمَلوا هذه الشهادة، بل تخافُ منهم : " جُزْ يا مؤمن أحرقَني نورك، اذهب أطفأ نورك لهبي". هذه شهادات محمد صلى الله عليه وسلم.
فالله يكرمُنا وإياكم بكريمِ الأخلاق، والعملِ على الاقتداءِ والاهتداءِ إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
وجوائز الحج التي يُقَسِّمُهُا الله على المقبلين والصادقين هنا وهناك، وفَّر الله حظَّنا وحظَّكم منها، وحظوظَ مَن في ديارِنا وأهلينا وأولادنا، وأصحابنا وطلابنا وجيراننا، ومَن والانا في الله، اللهم وفِّر حظَّنا.
يا مُعطي بالكرم لا تبطي، وعامل بالجود يا برُّ يا ودود بزينِ الوجود وأرباب الشهود يا الله.
وقد رأيناك بالجود تسوق بالجودِ قلوبا .. ذا مِن جنوب أفريقيا وذا مِن جنوب أمريكا وذا مِن جنوب آسيا ومن غيرها مِن الجهات ؛ تسوقهم، حتى تربطهم بأسرار ارتباط (يَهْدِ قَلْبَهُ) وأسرار وراثة زين الوجود. لك الحمد، أتمَّ النعمة، يا مُنعم أتمَّ النعمة، يا مُنعم أتم النعمة. نجتمع تحتَ لواءِ الحمد، في دار الخلد، في ساحة النظر إلى وجهك الكريم
فَيَا رَبِّ واجمعنا وأحباباً لنا ** في دارِكَ الفردوس في أَطْيَبِ مَوْضِعِ
واجعل مِن الأرواح المجتمعةِ هناك -مِن غير سابقة عذاب ولا عتاب ولا فتنة ولا حساب- روحَ عبدِك جهاد بن علي بن شيخان ابن الشيخ أبي بكر بن سالم، وعدنان تيسير باحشوان الذين فقدناهم اليوم، اللهم ارفع لهم الدرجات واجمعنا بهم في تلك المراتب الرفيعات، من غير سابقة عذاب ولا عتاب ولا فتنة ولا حساب، واقبل منهم ومِنَّا جميعَ الحسنات وتجاوز عن جميع السيئات، وموتانا وموتى الحاضرين.
اغفر لهم يا خير الغافرين بأوسعِ المغفرة، لا يبيت الليلةَ ميِّتٌ لنا ولأحد من الحاضرين والسامعين في عذابٍ ولا كربٍ، ولا في شدةٍ ولا في تعبٍ، ولا في خزيٍّ ولا في ندامةٍ. يا ربِّ، ومَن كان منهم في نعيمٍ فزِده نعيماً مِن عندِك إلى نعيمِه، وارحَمنا إذا صِرنا إلى ما صاروا إليه قبلَنا، يا أرحم الراحمينَ يا الله.
يا الله .. يا الله.. اقبلِ الحُجَّاجَ والعُمَّارَ والزائرين وفدَك ووفد رسولِك الأمين، واجعل مِن قبولِهم حظَّاً وافراً لنا مِن جوائزِ الجود؛ فإن نبيك لما ذكر المغفرةَ يوم عرفة فقيل له : لمن حضر عرفة؟ قال: {وللمسلمين عامة}، فلك الحمدُ يا كريم، يا رحمن يا رحيم، يا الله.
ونحن وأنتم سُعَداء بقول " يا الله " ؛ فكم اجتهدَ إبليسُ وغيرُه مِن جندِه أن يَصْرِفُوا قلوبَكم عن " يا الله " إلى غيره فأبت رحمةُ الله وتوفيقه إلا أن تتوجهَ قلوبُكم إليه قائلينَ " يا الله"
بتوفيق مَن قُلتُموها ؟ برحمةِ مَن قلتمُوها ؟ بمِنَّةِ مَن قلتمُوها ؟ .. إنه الله
يا ربِّ اجعل قولَها مِن الألسنةِ والقلوب صادقاً مخلصا نتوجَّهُ بِكُلِّيَاتِنَا إليك مرتبطين بِرَكبِ الصادقينَ نقولُ لك : يا الله .. يا الله .. يا الله
ونعتذرُ عن قلوبِ مَن آمن وبرسولك وهو يُنادي بغيرِك، ويلتفت إلى غيرك، خلِّصهم يا رب، أنقِذهم يا رب ، وادفعِ البلاءَ عنهم يا رب، ورُدَّ قلوبَهم إليك. واجعلنا نَهتفُ يا الله، وننادي " يا الله" وندعو " يا الله"
إنَّ ألوفَ الأيادي امتدَّت إلى ما سواك مِن الكائنات والمخلوقات وشَرَّفت قلوبنا امتدت إليك، وهي نائبةٌ عن أهلِ "لا إله إلا الله" فلك الحمدُ ونقول: يا الله
لا يستطيع أن يقولها مَن لم يأذن له (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ)، أَذِنَ لكم، فاحمدوه ونادوه وادعوه : يا الله
قُلها لك ولأهلك، ولأهل دارك، ولأصحابك، ولقرابتِك، ولجماعتِك، ولأهل زمانِك، وللأمة ، وللأحياء وللأموات ؛ نادِ ربَّ الكل إله الكل، ربَّ محمد ، ربَّ محمدٍ الأكرم ، ربَّ محمد الذي خلق (خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ) نسألك به وربوبيتك له : يا الله
يا ربَّ محمد سُرَّ قلبَ محمدٍ بما تعطينا في مجمعِنا ومَن يسمَعُنا، وما تُعطي أمةَ محمد في الدنيا والبرزخ والآخرة يا ربَّ محمد. واهدِ كلَّ قلبٍ منا إليك، وخُذ بنواصينا وأيدينا إليك أخذَ أهل الفضلِ والكرمِ عليك يا الله، برحمتك يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.
وصَلِّ وسلِّم على حبيبِك الأمين سيدِنا محمدٍ وآله وصحبه والأنبياء والمرسلين، وآلهِم وصحبِهم والملائكة المقربين، وجميع عبادِك الصالحين.
وآخر دعوانا : (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
للاستماع إلى المحاضرة