اعلم أن لفظ (هو) ضمير يعود على مذكورٍ قبله وهذا المذكور إما أن يكون مصرَّحاً به باللفظ، وإما أن يكون منوياً للمتكلم معلوماً لديه، فإذا علمت ذلك فإنه ليس فيما يحمله اللفظ (هو) إلا العود على المذكور لفظاً أو المذكور بالمعنى والقلب، والذاكرون بهذا اللفظ يستحضرون الحق تبارك وتعالى بجميع أسمائه وصفاته فيقولون هو هو يشيرون إلى أن الأمر كله منه وراجع إليه فهو ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) وهو القادر على كل شيء وهو.. وهو.. وهو..، فإذا ذكروا لفظة (هو) نووا به ذلك الاسم الضمير المشير إلى المستحضَر بقلوبهم وهو رب العباد جل جلاله وتعالى في علاه، وذلك كما تعلمه أمر متعلق باستحضار القلب واستغراق القلب باستحضار عظمة الرب جل جلاله وتعالى في علاه فهو معنى من جمعية الباطن على الحق تبارك وتعالى فيُشار إليه باسم الضمير (هو) من داخل الضمير الحاضر معه تبارك وتعالى.