طاعة الشيطان هي الاستجابة لخواطره في أي معصية كانت صغرت أو كبرت، بل قد يدعو إلى ما ظاهره خير يكون له من ورائه غرض في الشر، إذن فليست كل طاعة للشيطان بشرك وإنما طاعته في الإشراك بالله شرك ، وطاعته كذلك القائمة على أساس الإنكار لشريعة الله شرك ، وأما ما عدا ذلك فعامة المعاصي تكون من طاعة الشيطان وليست من الشرك ، أما ما سألت عنه من أنه يؤمِّن الخائفين وغيرهم فإن القرآن يحكي لنا أنه يعِد أصحابه ويمنِّيهم ، ومن جملة أعماله أنه يؤمِّن مِن مكرِ الله تعالى أي ينتزع الخوف من الله تبارك وتعالى ليعرِّض الإنسانَ بذلك للهلاك والدمار، فأمثال هذه الأشياء التي جعلها الله تبارك وتعالى تجري مجرى السببية وأما استقلالا فليس للشيطان ولا لغيره لا من الملائكة ولا من الإنس ولا من الجن ولا غيرهم من المخلوقات استقلالٌ في شيء يقدمونه أو يؤخرونه أو يفعلونه دون إذن الله تعالى في علاه فأقم الأمور على الميزان الصحيح ينجلي لك الأمر فتصح نسبة الأشياء إلى أسبابها ولا يصح اعتقاد الاستقلالية لشيء من الكائنات في أي شيء قط وبالله التوفيق .