مجالس الموالد كغيرها من جميع المجالس؛ إن كان ما يجري فيها من الأعمال صالح وخير، كقراءة القران، والذكر للرحمن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام للإكرام ومن أجل الله تعالى، وحمد الله تعالى، والثناء على رسوله صلى الله عليه وسلم، ودعاء الحق سبحانه، والتذكير والتعليم، وأمثال ذلك مما دعت إليه الشريعة ورغبت فيه؛ فهي مطلوبة ومندوبة شرعاً، يحوز فاعلها إذا أخلص لله الثواب من الله.
وإن كان ما يجري فيها مباحاً، ككلام مباح، وطعام وشراب بغير نية إكرام ولا قصد وجه الله تعالى؛ فهي مباحة. وإن كان ما يجري فيها معصية، كغيبة أو نميمة، أو اختلاط النساء بالرجال الأجانب، أو كذب، أوترك صلاة، أو لعن أو سب لمسلم، وأمثالها من المحرمات؛ فهو حرام لا يجوز فعله.
وأما الدعاء لأي مخلوق كان؛ فإن كان نداءً لا يقترن به اعتقاد ألوهية في المنادى، ولا استقلال في الأمر بدون إذن الله تعالى؛ فذلك الدعاء هو المشار إليه بقول الله تعالى: ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) لا شيء فيه ولا إنكار عليه. وإن اقترن باعتقاد شيء مما ذكر؛ فذلك كما هو معلوم خروج عن حقيقة الإيمان بالله وحده لا شريك له.