نستشعر في ذلك منَّةَ الله علينا ونعمتَه وتيسيره السبيل لِمَا عَلِم مِن ضَعفنا، فإن في سُنَّته إذا عَلِم الضعف أجرى اللطف، ثم نحن فيما يسَّر لنا وهيَّأ لنا على مراتب ودرجات، فنختلف في التلهُّف والرغبة والشوق والاستقبال بقوةِ عزم ومحبة أو أن يكون دون ذلك، ثم تمنِّي أن لو استغنى عن أشغاله وأعماله وهاجر مِن أبعد البلدان إلى لقاء الصالحين ومجالستهم، ورسوخ ذلك في قلبه وعدم رسوخ ذلك في قلبٍ آخر؛ والمرجو لمن استشعر المنَّةَ وقام بالهمة وأدَّى وسعَه في ذلك أن يجعل الله له في هذا الزمان مثل ما جعل في الأزمنة الماضية للصادقين من الذين جابوا الآفاق وتعبوا كل تلك الأتعاب، بحسب الفضل الإلهي المُقترن بصدق هذا الإنسان مع ربه.