لا شك أن الأمر راجعٌ إلى وعيٍ وصدقِ عزيمة؛ أما الوعي فمُتعلِّق بوعي المسؤولية وإدراكها، ثم وعيُ العلم الذي يُطرح للولدِ نفسِه، ثم وعيُ الأسلوب والكيفية التي يطرحها على الولد.
وأما صدق العزيمة فهو الاهتمام البالغ المقرون بالرحمة الصادقة، وكذلك المقترن بالمحبة والعاطفة، وكذلك تعديد الوسائل والأسباب، مِن مثل إعطاء الولد حقَّه من العاطفة والرحمة والمجالسة، وطَرحِ الأمر عليه أيضاً بإقناع وحُسنِ بيان، واختيار الجلساء له والمَجالس التي يجلسها، وعَرض البرامج الطيبة التي تنمِّي فيه الإيمان والتعلق بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكَشفِ الحقيقة على ما يستعد له عقلُه ويستوعبه مِن ربطِ كلِّ ما يمكن أن يُستدعى لأن يكون قدوةً له بالآخرة وبالمصير الأكبر وبالنهاية العظمى.