أن يدخل في كل شيء مما ذكره مما يشتغل به باسم الله، ولا يكون ذلك إلا بأن يحرِّر النيات الصالحة لكل ما يباشره ويقوم به، وأن يكون في أثناء قيامه به على التزامٍ بأحكام الله وشريعته، مؤدياً لحقِّ من حواليه، أمانةً وحُسنَ معاملة، ونصحاً وإرشاداً لمن يقبل ذلك، وغضًّا للطَّرف عن المَساوي وعمَّا حرَّم الله، وإعراضاً عن المعانِد والمُكابر الذي لا يريد استقبالَ الحق؛ فإذا استجمعَ وكرَّر على نفسه استحضارَ النية الصالحة وملاحظةَ هذه الآداب وما تعلق بها فهو إذاً قائم في ذاك العمل باسم الله، وحينئذٍ يتحول هذا العمل الذي يقوم به إلى ميدانِ مجاهدةٍ وارتقاءٍ بالنسبة له، ومع كل ما ذكرنا فعلامةُ الصدق فيه أن يكون أيضاً باحثاً عن وقتٍ يكون شغلُه فيه خالصاً بموروثٍ نبويٍّ مبارك من عملٍ صالحٍ أو درسٍ مثل هذا، أمَّدنا الله وإياكم بكمال التوفيق.