ليست النصيحة من عقوق الوالدين، ولكن خروج أسلوب النصيحة عن الأدب هو الذي يكون عقوقاً، بأن تكون النصيحة بنوع من التعالي أو كلمات فيها إساءة وإذلال وتجريح مشاعر أو حركة نرفزة تؤثر، فهذا هو العقوق. أما إلقاء النصيحة على وجهها فليس من العقوق في شيء.
وخيرٌ منه أن تطلب من ينصحه غيرك ليكن ذلك أقرب إلى القبول وأبعد لك عن القرب من العقوق.
وعلى كل الأحوال فإن صبرك على إساءته في كلامه وعلى تحامله عليك أو إيذائه لك، كلُّ ذلك من أسباب الرفعة لك وأسباب القربة إلى ربِّك وأسباب تحصيل الخير لك ودفع الشر عنك، فمهما قدرت على ذلك فلتقم به ما استطعت. ولتعلم أن ذلك اختبار لك من الله إن نجحت فيه أعطاك فوق ما تتمناه وفوق ما تريده من خيرات الدنيا والآخرة.
ومع ذلك كله فليس يلزمك أن تسكت عن نصحه ولا أن تستعين بأحدٍ ينصحه ويكلمه ويخاطبه؛ ليكون رفيقاً لأولاده ويكون معيناً لهم على بره.
ومن خير ما تتعامل به في هذه الحالة كثرة دعائك لله تعالى في إصلاح والديك وقيامهم بخير ما يربّون به الأولاد ((وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً)).