هذا صراع داخلي صحيح: ((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء * والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسعٌ عليم )), والآن اختاري واحد من الاثنين بسرعة, لا تتأخري ولا لحظة واحدة: ((والله خير وأبقى))، هذاك يدعو: ((إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)), ((والله يدعو إلى دار السلام)), سبحانه عز وجل, وهذا يدعو لنكون من أصحاب السعير.. فمن تجيبين؟
وما جاء هذا الصراع في باطنك إلا وعندك من الإيمان ما لعل الله به ينجيك وينقذك, فإنه من لا إيمان له لم تتصارع دعوات الدنيا والشيطان في باطنه, بل هو منحدرٌ معها انحدار الماء إلى السفل, ولكن بما بقي عندك من الإيمان قام الصراع فقوِّي جند الرحمن, الذي يدعوك إلى دار السلام, و يهديك إلى الصراط المستقيم, وارفضي خواطر ( الذي يعدكم الفقر, ويأمركم بالفحشاء), وقولي: ((الله خير)), ولا تتبعي خطوات الشيطان، قال: ((فإنه لكم عدوٌ مبين)).
فأجيبي داعي الله, ولبِّي مناديه, واستحضري الآن أنك عما قريبٍ سائرة: إمّا إلى مرافقة الزهراء, والكبرى, وآسية, ومريم, وعائشة, وأمهات المؤمنين.. وإما إلى مرافقة الساقطات الهابطات الكافرات، مع مَن تريدين؟ وقريباً الوقت يأتي، اليوم نتكلم ونتحدث عن هذه الأشياء, وتمر بنا سنوات معدودة والكل بعد ذلك يرجع منا إلى ذلك المصير, وعما قريبٍ يكون الباقون في الحياة الدنيا دوننا وغيرنا ممن سوانا, ولا يطول أيضاً بهم المدد, وما جئنا إلا والدنيا في آخر أمدها, ((وإنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً))، أحسني الإجابة لداعي فوق: ((أجيبوا داعي الله و من لا يجب داعي الله فليس بمعجزٍ في الأرض و ليس له من دون الله من أولياء)).
ثبت الله القلب, وأخذ باليد, ورددي: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك, وأكثري من اسم ربك: الله الله, تجدي أن الإمداد ليصرع العدو الخبيث الذي يحملك على الالتفات إلى الدنيا وزخارفها, ويحق نصر الله بذكر الله: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم)), فأكثري من: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك, ومن اسم ربك سبحانه وتعالى: ((واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا)), و ما اسم ربك؟ الله ... الله ... الله ... الله ... الله فإن ذلك يهزم جند الشيطان, صرفه الله عنا, وعن جميع المؤمنين.