أولا: حكمة الله تعالى أعظم من أن يُحاط بها، ومن أعظمها وأجلِّها تربية هذا الإنسان على العبودية، وكفارة ذنوبه وسيئاته بهذه الابتلاءات، ورفعة درجته إن تصفَّى عن الذنوب والسيئات، ومعرفة أن جميع الكون مملوك والمالك هو الله، فيُسأل المملوك المكوَّن ولا يُسأل المالكُ المكوِّن سبحانه، قال جل جلاله: ((لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون)).
فليس له شريك في الخلق ولا في الإيجاد، فكيف يريد إنسانٌ أو غيره أن يشاركه في التقدير وما يريد أن يفعل بالعباد، فإن لم تُفِد الابتلاءات الإنسانَ معنى لجوئه إلى الرب ورجوعه إليه وانطراحه عليه فهو الذي لم يُفِد فيه التأديب ولا التهذيب.