أمَر القرآنُ كُلًّا من الرجالِ المؤمنين والنساءِ المؤمِنات بِغَضٍّ من الأبصار ( قُل للمؤمنينَ يغضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إنَّ الله خبيرٌ بما يصنعون * وقل للمؤمنات يَغضُضْنَ من أبصارِهِنَّ ويَحفَظنَ فُروجَهُنَّ ) سورة النور آية 30 - 31 وبيَّنتِ السُّنة أن ما يتعلَّق بنظر الرجالِ إلى النساءِ أوجبُ في الاحترازِ وآكدُ في الحذرِ منهُ، فأمسَكَ برأسِ الفضلِ بنِ العبَّاسِ ولواهُ عندَ مُلاحظةِ نظرِه إلى الخثعمِيَّة ونَظَرِها إليه.
وأثبتت دراساتُ الطَّبيعةِ البشرِيَّةِ أن تأثُّرَ الرَّجُلِ بالنَّظرِ إلى المرأةِ أقربُ وأسرعُ في تهييجِ شهوتهِ من نظرِ المرأةِ إلى الرَّجُل.
والأمرُ البيِّنُ من خِلالِ النُّصوصِ أن كُلَّ نَظَرٍ صَحِبَهُ تأمُّلٌ للمحاسِنِ بِشهوةٍ فهو حرام سواءً صَدَرَ من الرجل أو المرأة.
وما خَلا عنِ الشهوةِ فإن كانَ لِحاجةٍ كشَهادَةٍ ومعالَجةِ طبيبِ فلا إشكالَ فيه.
وما لم يَكُن لِحاجةٍ فهو مَحَلُّ نَظَرٍ واجتِهادٍ واعتِبارُ ماينتهي ويؤولُ إليه وما يُحمَلُ عليه.
وقد سَتَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلَّمَ السيِّدة عائشةَ وهي تنظر إلى رجال الحَبَشَةِ في مسجِدِهِ الشَّريف، فالخُلاصةُ ما تَمَّتِ الإشارةُ إليه. والله أعلم.