بِرُّ الآباء بالأبناء وبرُّ الأبناء بالآباء كلُّه واقِع. بل البارّ الذي يتسع برُّه ويكون بارّاً بالأب ، بالأم ، بالأجداد والجدّات ، بارّاً بالإخوان وبارّاً بالأخوات ، بارّاً بالزوجات ، باراً بالبنين ، باراً بالبنات ، باراً بالأرحام . يتسع له مجال البرّ على قدر صدقه وعلى قدر همته وحُسن عبادته واجتهاده مع الله تبارك وتعالى.
قال صلى الله عليه وسلم: " رحم الله والداً أعان ولده على برِّه " . فينبغي الرفق وينبغي اللين وينبغي استعمال الوسائل للاقناع ولتقريب النفوس حتى يساعد الوالدُ ولدَه على أن يكون باراً ولا يوقعه في مصيبةِ العقوق التي توصلُه إلى ما توصلُه إليه من أنواعٍ من المفاسد وأنواع من الآفات. فعليه بمراعاة ذلك.
وعليه أن يحرص على أبنائه وبناته أن يستقيموا ، وأن يكون عوناً لهم على ذلك، ولا يكونوا بمطالبته بحقوقه وغلظته وشدة أسلوبه سبباً لعقوقهم وبُعدِهم وطردهم ، والعياذُ بالله تبارك وتعالى .