السؤال دليل أنهُ قد حصل له معنى من الندم والحسرة. وذلك أن ما حمله على أن يسأل ويريد خلاص نفسه من الحال الذي هو فيه إلا وعنده إحساسٌ وشعورٌ بخطر استمراره على هذه الحالة وتماديه في المخالفةِ أو المعصية من دون أن يَرْضَى ضميرُه بصدْقِ افتقارٍ وانكسار وخشية وندامةٍ وأسف على ما كان منه .
ولا شك أن الأسف والندامة مراتب ودرجات ، وأنه كلما عظم تحسُّر الإنسان على ما فات أو قارف من المخالفات، كان أوفى له في النصيب من رحمة الله تعالى وكان سبباً لمغفرة الله له.
الذي يُرشَدُ إليه: أن يَلْزَمَ التأمُّلَ لما وَرَدَ من فضائل التوبة ووجوبِها وخطر المعصية والعقاب عليها. وأن يَلزمَ بابَ الله تعالى بِتَكَلُّفِ الانكسار والتذلل ثم لا يدري إذا دام على ذلك إلا وفتح الله له مِنْ فضله وإحسانه ما يملأُ ضميره إنابةً وخشيةً ومحبةً وخجلاً مما كان فيه و حياءً من ربه جل جلاله وتعالى في عُلاه . ومن دق باب كريمٍ فَتَحْ .