ما واجب المسلم تجاه شهر ربيع الأول؟

نشر في 13/04/2006 10:47:00 ص
35

اختار الله أن يجعل ميلاد نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الأول، وهذا وحده يكفي في أن يدرك المؤمن أن عليه في هذا الشهر أن يستبعث معاني إيمانه وإجلاله، ويراجع حسابه فيما بينه وبين رسول الله من علاقة، وأن يعبر عن فرحه بولادة نبيه عليه الصلاة والسلام وبروزه إلى عالم الدنيا، فأول الصلة به في هذا العالم صلة ولادته الشريفة فهي بداية عمرٍ أقسم الله به في القرآن في قوله ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) وعَمره من حين أن زفرت به أمه ووضعته أمه عليه الصلاة والسلام، فهو عمرٌ مبارك مقسم به معظم من تعظيم الله تبارك وتعالى.

 فعلى المؤمن أن يتذكر بروز هذا المصطفى عليه الصلاة والسلام في مثل هذا الشهر ويستبعث من نفسه قوة العلاقة بهذا المصطفى إيماناً وتصديقاً ومحبةً واتباعاً ، ويعبر عن ذلك بكل ما شُرِع من أنواع التعبيرات من الاجتماع على الذكر وجمع أهل البيت على قراءة السيرة وعلى قراءة المولد النبوي الشريف وإطعام الطعام مهما قدر عليه إلى غير ذلك من الوسائل التي يعبر بها عن اتباع المصطفى وعن فرحه بالمصطفى محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله. كما أن ما جاء في السنة من إنشاد الأشعار في مدح المصطفى قربةً إلى الله تبارك وتعالى، وعمل بها خيار الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يومنا هذا ، وكلهم تقربوا إلى الله بمدح سيدنا رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الذي مدحَه الله تبارك وتعالى وأثنى عليه، فعُلم بكل ذلك أنه يجب على المؤمن في كل يوم اثنين عامة ثم في شهر ربيع الأول خاصة أن يكون حسنَ التذكر لنعمة الله عليه ببروز المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام، فيراجع نفسه وحسابه فيما بينه وبين المصطفى محمد من محبة، ومن إيمان وتصديق، ومن اتباع، ومن رغبةٍ في اللقاء ورغبة في المرافقة في الدار الأخرى، فيكثر الصلاة والسلام عليه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله، وينظر إلى من في بيته وفي أسرته فيربطهم بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم محبة وتعظيما وشوقا، شوقا إلى اللقاء وشوقا إلى المرافقة، ويقرأ لهم المولد النبوي الشريف وسط البيت ويتفقد ما كان مخالفاً لمنهاج رسول الله في بيته فينزِّه بيتَه عنه ويبعده عن بيته، ويرتب أن لا تكون من الأشرطة إلا ما يَصلح عرضُه على رسول الله، ومن المجلات كذلك، ومن الكتب كذلك، ومن الاستعمال للقنوات كذلك، فينزه البيت عن كل ما لا يليق.

كما أنه ينزهه عن القطيعة وينزهه عن السباب وعن الشتم وعن الغيبة والنميمة وعن الحسد وعن الحقد .. والحق تبارك وتعالى يؤيد الصادق معه والمقبل عليه، فالشهر شهر يحمل الذكرى العظيمة يقول فيها سيدنا العباس بن عبد المطلب وهو يخاطب النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كما جاءنا في رواية الحاكم والطبراني وغيره يقول:

وأنت لما ولدت أشرقت الـ

أرض وضاءت بنورك الأفق

فنحن في ذلك الضياء وذلك الـ

نور سبل الرشاد نخترق