قال الله تعالى ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) وقال تعالى ( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون ) تعظيم القرآن من تعظيم شعائر الله تبارك وتعالى، وتعظيم المصحف علامة الإيمان وعلامة تقوى القلب، فيجب علينا في التعامل مع المصحف أن نستعمل الآداب التي دُعينا إليها، وأن نربِّي على ذلك أبناءنا وبناتنا، فلا ينبغي أن يوضع المصحف على الأرض مباشرة، فإن من وضعه لو قصد الاستهزاء لكان ذلك ردة وكفرا وخروجا من الإسلام والعياذ بالله تعالى، لكن مع عدم قصد الاستهزاء يكون في ذلك معنىً من إساءة الأدب مع كتاب الله تبارك وتعالى.
فينبغي ويتأكد أن يكون بجانب الذي يحتاج إلى وضع المصحف رحلاً له أو شيئا مرتفعاً أو مميزاً له عن الأرض يضعه عليه، وكذلك على هذا المصلي الذي يريد سجود التلاوة أو غيرها أن يكون مستعداً فإما أن يضع المصحف على شيء مرتفع يعدُّه لوضع المصحف عليه أو يضعه بين يده وجنبه فيقبض عليه معظِّماً له فذلك أيضاً مما يجوز.
فيجب أن نتعامل مع المصحف تعامل التعظيم ومن الخطأ الكبير أن يوضع المصحف قريباً من الأرض مثلاً ثم تمد الرجل إليه وكأنْ لا أمامه كتاب الله وكأنه لا يحمل إعظاماً وإكباراً لذلك الكتاب، فينبغي أن لا يمد رجله إلى جهة المصحف فيها قريب من موضع القدم، وينبغي أن يضعه في المكان اللائق به بل يسن عند تناول المصحف أن يُقام له تعظيماً، وقالوا ينبغي للمسلم أن يتناول المصحف من قيام تعظيماً لهذا المصحف، وقد كان سيدنا عكرمة بن أبي جهل إذا تناول المصحف أخذه فوضعه على رأسه وقبَّله وقال كلام ربي كلام ربي كلام ربي حتى يُغشى عليه من تعظيمه لهذا الكتاب العظيم.
فيجب في كيفية تناول المصحف وفتح أوراقه أن نكون على غاية من التعظيم، ولأجل هذا فإنه مما يجب الابتعاد عنه أن بعض الذين يريدون تقليب أوراق المصحف يصعب عليه فتح الورقة فيضع يده في فمه فيخرج شيئاً من الريق فيضعه على ورقة المصحف وفي ذلك استحقار لهذا المصحف، فينبغي اجتناب ذلك والبعد عنه.
وهكذا جميع هيئات تناولنا للمصحف وكيفية قراءتنا فيه يجب أن تكون على الوجه الأتم ومن الخطأ أن يضع المصحف على الأرض ثم يقرأ عليه وهو قاعد أو وهو مضطجع بل إذا أراد المضطجع الذي يشق عليه أن يجلس أن يقرأ فليضع المصحف على صدره معظماً مكرماً على هيئة تليق بتعظيم كتاب الله عز وجل. وهكذا يجب أن نتعلم تعظيم المصحف تناولاً وأخذاً ووضعاً وقراءةً.. وفقنا الله لتعظيم شعائره.