لا يجوز للمسلم أن يترك العملَ خوفًا من الرياء، فهذه دسيسةٌ من الشيطانِ.. كثيرٌ من الناسِ يسمع بخطرِ الرياءِ وعقابهِ في القيامةِ فيقول: أنا إن حضرتُ المجلِسَ الفلاني أو قمتُ أصلي في الليل، أو تصدقتُ على فلان.. لا يكون قصدي إلا الرياء فالأفضل أن أتركه!! نقول له: ليس الأمر كذلك، وقد أخطأتَ.. افعل هذا الخير وجاهد نفسَك، واعلم أن المقصود من إيرادِ الرياءِ عليكَ من قبلِ الشيطانِ أن يُحبِطَ الثوابَ فتكون قد سهَّلت الطريق للعدوِّ، وتركتَ الفعلَ من أصلِه، ورأيت أن من الأفضل أن لا تفعل الخير..
والحاصل أنك إذا فعلتَ الخيرَ يجتهد ليدخلَ عليك بوساوسه رجاء أن يحبط عملك، لكن إذا وفَّرتَ التعبَ عليه وتركتَ العملَ من أصلِهِ تكون قد أحسنتَ إليه، فليس دواءُ الرياءِ أن تتركَ العملَ الصالح، اعمل العملَ الصالح، ولكن حاسِب نفسَك، واكرهْ ما خطرَ عليك من خواطرِ الرياء، والجأْ إلى ربِّك سبحانَهُ وتعالى وسيخلِّصكَ منه، ومهما كرهتَهُ فهو يدفعُهُ عنكَ جل جلالهُ وتعالى في علاه.