من جهة الجواز يجوز، وهناك مواطن تتطلب فيها إعادة الفاتحة وقد ذكر الشافعية منها خمسة مواطن ولم يذكروا مسألة التدبر في القراءة منها، والمالكية يرون أن إعادة الفاتحة إعادةً لفرض يتعرض به لبطلان الصلاة، لكن غيرهم لا يقول ببطلان الصلاة بإعادة الفاتحة فحينئذٍ نقول أن حضور القلب في الصلاة مهم وهو مقصود عظيم في الصلاة كلها، قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}المؤمنون1، 2.
فمن جهة الجواز يجوز أن يعيد المصلي الفاتحة لأجل التدبر فيها، ولكن الأولى والأفضل أن ينتبه من قبل أن يحتاج إلى الإعادة فيتدبر الفاتحة، ثم السورة ثم بقية الصلاة، فلا حرج عليه في إعادتها مع ما ذكرنا من القول عند المالكية وقد قال الجمهور أنه لا تبطل الصلاة بمثل إعادة الفاتحة. وفي الأمر سعة فمسألة الحرص على الحضور مع الله تبارك وتعالى مهمة ويجب الاعتناء بها واعتبارها اعتباراً خاصا وكذلك أيضاً نقول ينبغي له أن لا يكون على مثل هذا الحال يتكرر به ولكن ينتبه فيحرص على أداء الفاتحة بالحضور لأول مرة.