النظر إلى جميع الكائنات يكون في وجه انحباس بها وهو أن تأسرنا فتأخذ منا القصد فنقصدها ونعدها غاية لنا ونفتتن بما فيها، هذه النظرة التي هي حاجبة وهي مردية للإنسان تجعل الكائنات حجاباً كثيفاً غليظاً بينه وبين الله، النظرة الأخرى ينظر الإنسان إلى نفسه وإلى الكائنات أنها المصنوعة المخلوقة ذات الوظيفة التي تدله على عظمة الخالق فيتصرف فيها بقانون الخالق ومنهج الخالق تبارك وتعالى ويزداد بها استدلالاً على عظمة ربه وينفذ فيها وبها شرعه تبارك وتعالى فهذه النظرة لا تحجب الإنسان بل تزيده إيماناً وتمكنه من أداء الواجب في الكون والحياة.