إذا غضبتَ تذكَّرْ غضبَ الله، وأنه لا طاقةَ لك بِهِ تسكُنُ خوفاً من غضبه، ثم انظرْ إلى باعِثِ هذا الغضب، إن كان لأيِّ غرضٍ للنفس فسكِّن غضبَكَ فإنَّهُ ما مِن جرعةٌ أحبُّ إلى اللهِ تعالى من غيظٍ كظمَهُ الإنسانُ لأجلِ الله، ومن كظَمَ غيظَهُ من أجلِ الله دعاهُ اللهُ حتى يخيِّرَهُ من أيِّ حُلَلِ الجنةِ شاءَ يومَ القيامةِ جزاءَ ما كظمَ غيظَهُ من أجلِ الله تبارك وتعالى، قال تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) عندَكَ استثارةُ معاني من العلم، وهي الخوفُ من غضبِ الله تبارَكَ وتعالى، وخوف غاية هذا الغضبِ ومصيرِه، وعندك أعمالٌ تعملُها مباشرةً بالجوارِحِ وذلك: إن كنتَ قائماً أن تجلس، فتتدبَّر الأمر، وإن كنت جالساً أن تضطجع، وإن كانَ قريبٌ منكَ الماءُ أن تذهبَ فتتوضأَ أو تغتسل، فقد أُرْشِدْتَ إلى ذلك من سنةِ نبيِّك محمدٍ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، كذلكَ تستعيذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، فإنه الدافعُ لثائرةِ الغضب، فالجأْ إلى الاستعاذَةِ وقل ما تيسر لك مما علَّمَك صلى الله عليه وآله وسلم من التعويذات (اللهم أذهبْ غيظَ قلبي وأَجِرْنِي من مضلاتِ الفِتَن) هذا من الدعوات التي علَّمَها صلى الله عليه وآله وسلم لسيدتِنَا عائشة، وقال لها وقد غضبتْ يوماً:( أقد جاءك شيطانك؟ قالت: يا رسول الله! أو معي شيطان؟ قال "نعم" قلت: ومع كل إنسان؟ قال "نعم" قلت: ومعك يا رسول الله! ؟ قال "نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم ).