يكون من الطيب أن تكمل حصتك، ثم بعد انتهائها تتفق مع جماعة من الطلاب لتصلوا جماعة، وإن خرج معكم المدرس والمدير وأهل المدرسة فذلك أجمل وأفضل. فإن فضيلة أول الوقت مختلَف فيها، والوارد في السنة أن تكون صلاته صلى الله عليه وآله وسلم غالباً في النصف الأول من أوقات الصلوات، وقد يؤخر شيئًا من الصلوات عن أول وقتها كما جاء في الإبراد بالظهر. إذن فالمنشغل أيضاً بعمل يتجاوز وقتَ الصلاة ينبغي له أن يرتب، مثله في ذلك مثل الطلاب في المدارس. والحمد لله فعامة المدارس حواليها مساجد أو وسطها مصليات يقدر الناس أن يصلوا فيها، فيمكن بعد انتهاء الحصة أو الدوام أن يخرجوا إلى ذلك المكان، على أنه قد يصادف في بعض أيام السنة أن يكون وقت الصلاة في وقت الاستراحة. وعلى أي حال فلن يخرج وقت الصلاة وأنت في هذه الحصة، فوقت الصلاة متسع، فإذا أتممت الحصة فاجتماعكم جميعاً يكون أزكى من أن تقدِّمها أنت فرادى، أو أن تخلَّ بواجبك مع سعة الوقت الذي آتاك الله إياه. فإن وصل الحد إلى إخراج الفريضة عن وقتها -وهذا لا يحصل غالباً في المدارس الموجودة في العالم الإسلامي- فيجب القيام للصلاة. فلأجل ذلك ينبغي أن تجمع بين تعظيم مهمتك في العلم أو في أي عمل آخر وبين ترتيب أن تكون الصلاة في جماعة، وكلما استوعبت فيها عدداً أكبر كان أفضل، فإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وصلاته مع الثلاثة أزكى وهكذا ..