الطريق الأمثل للوصول إلى العلم النافع الرادع للنفس هو: إقبال صادق، بتذلل، وحسن إصغاء، واجتماع قلبٍ على ما يُلقى من كلام الله وكلام رسوله المصطفى محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله؛ إذا وجدت من يلقيه. وهو صاحب قلب يلقي ذلك العلم من قلبه، ويلقي ذلك العلم من فؤاده. والاتصال بسند العلم إلى النبي محمد مع حسن الأدب هو الطريق التي عرفناها في التابعين وتابعي التابعين وتابعي تابعي التابعين من خيار الأمة إلى عصرنا هذا، وإلى وقتنا هذا. فإن العلم لا يتفق مع هوى ولا مع تكبر، ولا تتحصل حقيقة العلم بالقيل والقال ولا بتصوُّر المسائل، ولكن بالإخلاص للكبير المتعال، وأخذِ الأمر بالتعظيم وبالمحبة وبالشوق إلى القرب من الله تعالى، مع الاتصال بهذا السند إلى المصطفى محمد؛ هو الطريق التي يحصل بها العلم النافع الذي يردع النفس ويأخذ بها إلى العلو .