الحدود التي يجب أن تكون بين الرجال والنساء في التعامل مع التعارف والتصادق والتشارك في الأعمال حدود ما أمر الحق تبارك وتعالى به من غض البصر، وقد جاء في الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه لوى رأس الفضل بن العباس حين كانت تسأله أيام الحج امرأة من خثعم حتى أنهت سؤالها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانصرفت، وذلك لما لاحظ أنها تنظر إلى الفضل والفضل ينظر إليها فلوى النبي صلى الله عليه وسلم رأس الفضل عن وجه المرأة حتى انتهت من سؤالها وانصرفت ، فإذا كان هذا في مجتمع الصحابة ففي مجتمعاتنا أولى أن يُحذر من النظرات وأن تًُراقب الأنفس في الالتفاتات فهذا الضابط الأول فيما يتعلق بالنظر .
ثم الضابط الثاني: وهو البعد عن حد الخضوع بالقول وهو الرقَّة فيه واللين بالصوت فيه .. قال تعالى : ( ولا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) فيجب أن يكون الكلام على جدِّية بعيدًا عن المزاح وعن الليونة في المقال بل يكون عاديا متَّزنا جادًّا ، فهذا الضابط الثاني من القرآن الكريم .
والضابط الثالث: أن لا تكون خلوة لما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك وقال : لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ، ولذلك جاء في الأثر: لا يخلون رجل بامرأة ولو كان يعلمها القرآن ، ولو كانت مريم بنت عمران .
الضابط الرابع : الابتعاد عن الزينة وإظهارها لما حرم الله ذلك في القرآن، قال تعالى ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ). فيكون الضابط الخامس : الستر لكل ما أوجب الله ستره عليها، وبقي الخلاف في مسألة الوجه والكفين إذا لم تقترن بذلك زينة ولا تميُّزٌ في الجمال يلفت النظر ولا خوف نظر العيون الخائنة.. وفي هذا كتيب حسن للدكتور محمد سعيد بن ملا رمضان البوطي عنوانه: إلى كل فتاة تؤمن بالله ، فيمكن الاطلاع عليه ونشره بين أوساط النساء خاصة .