08-2010
16

شهر رمضان 1431هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على المجتبى المصطفى الأمين سيدِنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد، فإلى إخوانِنا وأحبابنا في الله , من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مكان :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

   وقد تأخر إرسال الكلمات الشهرية إليكم في الشهرين الماضيين وهانحن في الشهر الثالث شهر رمضان الكريم المبارك , نقول : أيها الأحباب في الله تبارك وتعالى إنه مع مرور الزمان فالتذكيرات الربانية الكثيرة لنا في أحوالنا وأوضاعنا وما نعايشه في هذا العالم , إننا أيضاً أمام توالي بعض أحداثٍ كونيةٍ ربانيةٍ حصلت منها كوارث كثيرة على أمة الإسلام في كثيرٍ من شتى بقاع الأرض , فهو تذكيرٌ من الرحمن الرحيم والحي القيوم العظيم سبحانه وتعالى لأن نحسن مراجعة أحوالنا فيما بيننا وبينه , فإن ظهور ذلك وحصول معانٍ من العذاب الأدنى وهو شدائد الدنيا دون العذاب الأكبر والعياذ بالله تعالى وهو عذاب اللآخرة , أن الحكمة منه وجود المراجعة ومعاودة المحاسبة , قال تعالى ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) , وقال سبحانه وتعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ..


فهاهي تتوالى الكوارث في أنحاء كثيرة ومن آخرها ما كان في باكستان , إلى جانب أقطارٍ كثيرةٍ من أقطار المسلمين تعرضت لكوارث كثيرة , كلها مذكراتٌ من الله تبارك تعالى تحتّم علينا أن ننظر في أحوالنا وشؤوننا بيننا وبين مولانا جل جلاله , وأن نحسن الرغب إليه , والتذلل بين يديه سبحانه وتعالى , ودعاءه والإبتهال إليه , وأن نتفقد الألفة بيننا والمحبة والأخوة , وأن نحسن مواصلة أرحامنا , وأن نتفقد بصدقٍ وحرصٍ أحوال الفقراء والضعفاء فينا لنواسيهم بما نستطيعه .


   إن هذه الأعمال التي ذكرناها فيها استرضاءٌ للرب جل جلاله وتعالى في علاه , إلى جانب تعظيم فرائضه والبعد عن المحرمات والمعاصي , والتي من أظهرها في واقع الأمة التفرج على الصور المحرمة , التفرج عليها عبر الوسائل المختلفة في البيوت وخارجها , فيجب أن نراجع حساباتنا في ذلك وفي نسياننا لذوي الفقر والمسكنة والحاجة وفي قطيعة الأرحام بيننا , وكذلك في التنازع الموجب للفشل , فلنتذكر بما ذكرنا الله تبارك وتعالى من هذه الحوادث الكثيرة , ونرجوا أن تكون عاقبتها إنابةً ورجعةً إلى الله سبحانه وتعالى , وتعظيماً لشريعته وإقامةً لأمره بما به يحول الأحوال إلى أحسنها .


ألا ونحن في هذا الشهر الكريم يجب أن نتعرض لأن يحوّل الله الحال إلى أحسن الأحوال بواسطة ما أشرنا إليه من تلك الأعمال وانتهاض القلوب في أدبها مع الله سبحانه وتعالى وقيامها بأمره كما ينبغي .


وبالله التوفيق وعليه التكلان وهو الرحيم الرحمن وهو المستعان ...اللهم بارك لنا في شهر رمضان واجعلنا من أهل الإحسان , وارفع لنا عندك المنزلة وأثبتنا في ديوان حبيبك المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم , ومتابعة ما أنزلت عليه وأوحيت إليه وبلّغ عنك ظاهراً وباطناً , والحمد لله رب العالمين .