02-2005
09

كلمة شهر المحرم لعام 1426هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) اللهم صل وسلم على عبدك المهاجر سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار..
 أما بعد، فقد استقبلَنا معشر الأمة المحمدية عام جديد من أعوام هجرته ، ونحن في استقبال شهر الله المحرم الذي ما من أيامٍ الصيام فيهن إلى الله أحب بعد رمضان من شهر الله المحرم، التي فيها أيام تاسوعاء وعاشوراء في ذكرى نجاة سيدنا موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ..
 نتذكر بحلول هذا الشهر هجرة النبي المصطفى محمد  من مكة إلى المدينة بما انطوت عليه من دلالات وآيات ودروس وعبر وعظات، ونأخذ منها في هذه الكلمة لهذا الشهر ما أُرشِدنا إليه من التعبير عن الهجرة، أو من القيام بمعنى من معاني الهجرة في الانتهاء عن ما نهى الله عنه فيما ورد ( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )..
 ونقول إنه يجب استقبال العام لأهل هذه الملة في حقيقةِ عزمٍ وتصميمٍ عند كل فردٍ منهم في هجرٍ لما نهى الله عنه، ولنأخذ ثلاث وجهات في منهيات لنركز عليها في القيام بالهجرة عند هذه الذكرى العظيمة العطرة :
الأول المنظورات ، والثاني المسموعات ، والثالث ما ينازل القلب من الأفكار والتصورات .. ويترتب على ذلك من العزائم والنيات، آخذين قول الحق تبارك وتعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) .
فمن الواجب المهم المُسهم في إنقاذ الأمة وإصلاح شانها وكشف هذه الغمم النازلة بها نظرُ الفرد منا إلى مسموعاته وأن يطهِّر المسموعات عن سماع ما يخالف الشريعةَ من كل ما نهاه الله عنه، من غيبة أو نميمة أو سبٍّ وانتقاص واحتقار، وكل ما نهى الله عنه أن يُستَمع إليه من مثل الاستماع إلى حديثِ قوم يكرهون استماع حديثهم، ثم النظر فيما يحصل من المنظورات في الديار والبيوت وما نطلق إليه الأعين ونقصد النظر إليه في الشوارع أو الأماكن المختلفة التي نمشي فيها في الأوراق أو الحيطان أو الشاشات والأجهزة، فلا بد من عملٍ جاد في الهجرة مما نهى الله عنه في هذا الجانب وتطهير الديار والمنازل والبيوت من ذاك السم القاتل من منظورات تساعد على الحرام والمنتزعة للحياء من القلوب والقاطعة عن استشعار عظمة الله تبارك وتعالى،  وبهاتين الخطوتين يسهل القيام بالخطوة الثالثة في تطهير القلب عن التصورات الفاسدة والتفكرات فيما يضر الفكر فيه ويدعو إلى الوقوع فيما ما حرمه الباري جل جلاله، نسأل الله التوفيق لحسن القيام بالوفاء بعهده تعالى في علاه..
استقبلنا عام هجري جديد فيا أيها المسلمون المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) وبالله التوفيق.