05-2005
09

كلمة شهر ربيع الثاني لعام 1426هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلَّم على عبده المصطفى الأمين، سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين.
إلى إخواننا في الله وأحبتنا في الحق جل في علاه..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقد ودَّعتِ الأمة شهرَ ذكرى ميلادِ نبيها المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وإن كان مِن شيءٍ نتذاكر فيه لهذا الشهر بعد مرور شهر ربيع الأول فيمكن أن نلفتَ الأنظارَ إلى مسألة الأعمار التي هي عبارة عن الوقت المُتاح للإنسان في هذه الحياة القصيرة ليكسبَ فيه ويكتَسب، وكل نفسٍ لها ما كسبَت وعليها ما اكتسبَت. ومما يحتاج المؤمنون أن يجعلوا له نصيباً من اهتمامهم هو مسألةُ الوقت وضبطُه واغتنامه.. وبما أننا على مشارف الإجازات المدرسية الصيفية لعامة المدارس فإنا نهيبُ بأهل الملة أن يحافظوا على برمجةِ وقت الإجازة لصغارِهم وكبارهم، واغتنامه فيما عسى أن يعود بالنفع العظيم لهم ولأهل ملَّتهم، فينبغي أن يرتِّب كلٌّ منهم لأيام الإجازة برنامجاً حسناً يقضي به الوقتَ بين اتصالٍ بكتاب الله تدبُّراً وحفظاً واطلاعاً على المعاني مِن كُتبِ التفسير وسنة المصطفى  وسيرته اطلاعاً بالتشوُّق والتعظيم والمحبة، والتفقُّه في دينِ الله تبارك وتعالى، وإعطاء النفس نصيبَها من التزكية.
 ومما يعينُ على ذلك وجودُ الدورات الإيمانية المنعقدة لتعليم الأحكام الشرعية ولتزكية النفس، وانتشارها في كثيرٍ من جهات المسلمين، كما يمكن أن تعيِّن الأسرة أو الفرد كتاباً معيَّناً من كتبِ أهل الفكرِ القويم وأهل التزكية الكريمة ليكونَ مرتعَ تأمُّلِهم، يُكملونه من أوله إلى آخره في مثل هذه الفرصة.. إلى غير ذلك مما يهدي الله تعالى له المتوجِّهَ بصدق ليحفظ به وقتَه ويغتنم به عمرَه.

دقاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ لهإن الحياةَ دقائقٌ  وثواني واعمر بأوراد العبادة عمرك الـفاني وساعاتِ الزمانِ  المزمـعِ وفقنا الله لاغتنام العمر، ورزقنا سبحانه وتعالى حسنَ النظر فيما يرضيه عنا في السر والجهر، ورزقنا التعاون على مرضاته وبالله التوفيق.