10-2007
04

كلمة شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

     الحمد لله الملك القدير القوي المتين، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، أرسل إلينا عبده المصطفى المجتبى الأمين، محمداً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.

     أما بعد: فإننا في هذا الشهر الكريم المبارك نوجِّه خطابنا لإخواننا من أهل هذه الملة نلفت أنظارَهم إلى أساسٍ من الأسس في التربية والحفاظ على وجهةِ الأمة وصلتِها بمنهج مولاها تبارك وتعالى وهديِ نبيه صلى الله عليه وآله وسلم واستقامتها على الشريعة التي ارتضاها الله تبارك وتعالى لها في هذه الحياة أمام دواعٍ تدعو تأخذ وتجرف الناسَ إلى أصنافٍ من الانحرافات، نوجه النداء والخطاب إلى شأن الأزمَّة التي يُقاد بها الأبناء والبنات صغارًا وكبارًا من أبناء المسلمين وبناتهم وأحفادهم وأسباطهم ذكورا وإناثا، ونحب أن تتوجه العناية إلى تقويم الزِّمام الذي يقود وجهات الأولاد فينا والأحفاد ذكورًا وإناثًا والمؤثرات التي تؤثر عليهم في اختياراتهم للألفاظ وللأفعال وللوِجهات وللمقاصد، وإننا بذلك نقيم حصونًا أمام ما تُستهدَف به قلوبُ الأمة ووجهات الأمة وأعمال الأمة وأقوال الأمة - أي منهجها واتجاهها - أمام الدواعي والعوامل والمؤثرات الكثيرات الكثيرات، يجب أن لا يُغفل المؤمن دورَه في خضم هذه التأثيرات وهذه الدواعي في هذه الحياة المتنوعات، لا يُغفل دوره في التربية، في التقويم، في المحافظة، في الحراسة للأمانة أمام الأبناء والبنات فإن الكثير مما وقع في المسلمين وأثَّر في سَيرهم ومسارهم وأثَّر في بُعدهم عن قيمهم وأخلاقهم وفي ظهور نماذج من الانحراف والانجراف وراء الشرور بما تحوَّل إلى جنود مع دعوة الفساد ودعوة الشر في الأمة ناتج كل ذلك عن إهمال الأبناء والبنات وعن السماح لأن تُقاد أزمَّتُهم من قادةٍ لا خلاقَ لهم عند الحق تبارك وتعالى، ولا خلاق لهم في الآخرة .

     فنحب أن نوجِّه العناية ونحن في هذا الشهر الكريم شهر التقوى والتربية والتزكية وأن نلتفت إلى هذا الواجب والدور الكبير العظيم في حسن النظر في تسليم أزمَّة هؤلاء الأطفال بالرأفة والرحمة والشفقة والحرص وبذل الجهد للإقناع والتبيين بحيث يؤدي كل ذلك إلى أن تُسلَّم أزمَّتُهم في فكرهم ووجهاتهم إلى وحيِ الله ومنهج الله وهدى الله الذي بعث به مصطفاه، فيسمون ويدخلون في الواقع ويعيشون فيه عيشةَ المؤثِّرين بأسسٍ كبرى قوية علوية، لا المتأثرين بما يُلقى عليهم، المنصهرين في التيارات التي تجرفهم إلى أنواع من الانحطاط والخروج عن القيم والمثل وعن السمو والعلو.

     اللهم ابعث فينا العزائم والهمم لنقوم بهذا الدور والواجب فتصلح منا الأفراد والأسر فنكفى شرور ما نُدعى إليه على أيدي من فجر ومن كفر، ونحظى بحقيقةٍ من نُصرتك في أنفسنا وأهلينا فتنصرنا كما وعدت وأنت خير الناصرين .. وصلى الله على المصطفى محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.                                   ((رابط الاستماع))