01-2010
25

أخبار زيارة الحبيب عمر إلى هولندا

                                     بسم الله الرحمن الرحيم

كانت المحطة الثالثة لزيارة الحبيب عمر بن حفيظ لأوربا هي المملكة الهولندية، حيث وصل حفظه الله للأراضي الهولندية ظهر يوم الثلاثاء 4 صفر 1430هـ الموافق 19 يناير 2010م وقد قصد مدينة روتردام جنوب هولندا، وهي من أكبر مدن هولندا ومن أكبر موانئ العالم، وتوجد فيها جامعة روتردام الإسلامية التي تأسست سنة 1997م من قبل مواطنين هولندين مسلمين، ويهدف إنشاء الجامعة إلى معالجة قضايا المسلمين الذين يعيشون في أوروبا ويبذلون جهودا حثيثة للانخراط في مجتمعاتها وذلك من خلال البحوث الأكاديمية والمتابعات العلمية المستمرة، كما تسعى الجامعة باهتمام بالغ لكي تكون قدوة طيبة يحتذى بها من قبل الأقليات والثقافات الأخرى، ومثالاً للتعايش السلمي والاحترام المتبادل.ولم تحصر جامعة روتردام الإسلامية اختصاصاتها في مجال العلوم الإسلامية فقط، بل حرصت على افتتاح كليات أخرى على جانب كبير من التخصص لتدريس اللغات والحضارات والفنون الإسلامية، وتضم الجامعة حاليا ثلاث كليات وثلاثة معاهد متنوعة هي كلية الدراسات الإسلامية وكلية اللغات والحضارات وكلية الفنون الإسلامية والمعهد الإسلامي، ومعهد البحوث، ومعهد القراءات، وتعتبر أول جامعة إسلامية في أوربا معترف بها رسميا.

الحبيب في مكتب إدارة الجامعةوقد اجتمع الحبيب برئيس الجامعة وإدارة  الجامعة وبعد الترحيب تم التعارف وتبادل الهدايا والكتب، ثم قام بجولة في مرافق الجامعة وأقسامها وتلقى شرحا مفصلا عن نشاط الجامعة، وما تقوم به من دور في خدمة العلم الشريف بأسلوب متطور.

ثم التقى الحبيب عمر مجموعة من المهاجرين الإندونيسيين المقيمين في هولندا من فترات طويلة، وذلك لأن إندونيسيا كانت مستعمرة هولندية، وقد استقطبت الكثير من المهاجرين الإندونيسيين إليها، وبعضهم من أصول حضرمية ومن آل البيت النبوي وكانت سعادتهم لا توصف بلقاء الحبيب.

محاضرة السيرة النبوية وآفاقها في حياة المسلم في بلاد الغرب:

الحبيب يلقي محاضرته في الجامعةاحتضنت الجامعة الإسلامية بروتردام هذه المحاضرة للحبيب عمر والتي حضر لها جهمور كبير، في قاعة أردبيل، وفي تمام الساعة السابعة بدأت المحاضرة بترحيب من رئيس الجامعة البروفيسور د. أحمد أق كوندوز الذي ذكر أهمية المعرفة بالسيرة النبوية، وحث على التمسك بالسنة المطهرة، والأخلاق النبوية الفاضلة.

ثم قدم للحبيب فضيلة الشيخ جلال بن علي الجهاني مدرس الفقه وأصوله بالجامعة .  

ثم أخذ الحبيب عمر حفظه الله يتحدث عن السيرة النبوية وآفاقها في حياة المسلم في بلاد الغرب، مبتدئا بالحديث عن وصف الصحابة وسعادتهم بصحبة الحبيب وخطابه لهم، وأثرهم فيمن بعدهم.

ثم بيَّن أن إدارك أهمية الخطاب النبوي بمعرفة منزلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن لا عز ولا سعادة للأمة إلا بالاهتداء بهديه الشريف.

وأكد على ضرورة معرفة الميزان في التأثر بتجارب المفكرين الغربيين وغيرهم وأرائهم في الوصول إلى النتائج الصادقة وعدم إنزالها أكثر من منزلة ما ورد في الشرع، وأنه لا قيمة لها إذا تعارضت مع النصوص الشريفة، محذرا من الانبهار بشيء من النظريات التي تخالف النصوص الشرعية.

وأشار إلى معاني اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه عليهم، ولذلك فقد أسس لهم منهاجا ربانيا صالحا لكل زمان وكل مكان، وحث من يعيش في بلاد الغرب على الحرص على اتباعه ونشر نور هديه صلى الله عليه وسلم، وتوحيد الصفوف في مواجهة كل ما يسيء إلى الإسلام أو يشوه صورة الإسلام.

وأكد على أن قوة المسلمين في وحدتهم ونبذ الخلافات فيما بينهم، وقال إن أرضية وحدة المسلمين هي النصوص قطعية الدلالة قطعية الثبوت، ولا يُخل هذا بالتمسك بالأمور الواضحِة الجلية والتمسك بمنهج أهل السنة وهم السواد الأعظم من المسلمين.  

الحبيب عمر يعقد مجلس علم في بيت الشريف مظهر ويطمئن على صحتهثم توجه الحبيب عمر إلى مدينة أوشتن وسط هولندا حيث زار الشريف مظهر النضيري، وهو من أصول علوية حضرمية، عاش في اليمن فترة صحب فيها العلامة الحبيب محمد بن عبد الله الهدار، وساهم معه في بناء الأربطة العلمية خصوصا في بلد الصومال، ثم استقر في أوربا، يعقد الكثير من المجالس، وفي الآونة الأخيرة زار حضرموت وطاب له المقام بدار المصطفى، ثم عانى من مرض وعاد إلى بلده ليواصل التأهيل بعد أن تلقى العلاج، فقصد الحبيب هذه المدينة وهو للاطمئنان على صحة الشريف مظهر، وبعد السلام والتحية والسؤال عن الصحة عقد الحبيب مجلس علم في بيته قرأت فيه العديد من الكتب العلمية.

 التوجه إلى مدينة ليدن

بعد اختتام زيارة جامعة ليدنوهي مدينة علمية ثقافية تعد أقدم وأكبر مركز للدراسات الاستشراقية في بلاد الغرب، وعقب وصوله قام الحبيب بزيارة مدرسة الرسالة الإسلامية وهي مدرسة حكومية رسمية تدرس المنهج الرسمي المقرر من الدولة وتضاف إلى مناهجها دراسة العلوم الإسلامية والقرآن الكريم، وتهتم بالتعليم من المراحل الابتدائية، وقد تأسست قبل ثماني عشرة سنة للمحافظة على أولاد المسلمين ولئلا يضطروا للدراسة في المدارس المسيحية، والجديد ذكره أنه توجد ٤٥ مدرسة للمسلمين في هولندا، وتغطي الحكومة جميع تكاليف المدارس.

وقد التقى الحبيب عمر بمدير المدرسة وعدد من هيئة التدريس الذي أعربوا عن خالص شكرهم وتقديرهم لاهتمامه بزيارتهم، واعتبروها حافزا قويا لهم لمواصلة نشاطهم على أحسن وجه لتؤدي المدرسة دورها في المحافظة على النشء المسلم وتربيته التربية الإسلامية الصحيحة.

ثم زار الحبيب عمر مكتبة جامعة ليدن العريقة في الاستشراف، وزار قسم المخطوطات الذي يحتوي على أهم المخطوطات العربية والإسلامية.

 وفي ختام زيارته لهولندا اجتمع الحبيب عمر مع أساتذة جامعة روتردام الإسلامية ثم التقى بإدارة الجامعة الذين شكروه على الزيارة الكريمة التي لها محل عظيم في قلوبهم، وطلبوا زيارة أخرى يتم فيها إعداد برنامج متكامل وشامل يكون له عظيم الأثر والفائدة للمسلمين في هولندا وتوضيح صورة الإسلام لغيرهم.

وكان هذا اللقاء هو مسك ختام الزيارة، ليتوجه بعده إلى جمهورية ألمانية الإتحادية.