بسم الله الرحمن الرحيم
شهدت قاعة الحبيب عبد القادر بن أحمد السقاف في شِعب المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى بمنطقة الحسيسة فعاليات المؤتمر الدولي بعنوان:
الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي.. مدرسة حضرموت أنموذجاً
نظَّمته أربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية، ودار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية، ومؤسسة طابة للدراسات الإسلامية، ومركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث. وتواصلت فعالياته من يوم الثلاثاء 15 محرم 1432هـ الموافق 21 ديسمبر 2010م وحتى الخميس 17 محرم 1432هـ الموافق 23 ديسمبر 2010م
وشارك فيه نخبة من العلماء والدعاة والباحثين والمفكرين الذين أثروا موضوع المؤتمر بأبحاثهم القيمة، وقد افتُتح فعاليات المؤتمر صباح يوم الثلاثاء بحضور مستشار رئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الإرياني، ووزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي، ومحافظة محافظة حضرموت الأستاذ سالم أحمد الخنبشي، ووكيل المحافظة الأستاذ أحمد جنيد الجنيد، ووكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء عمير مبارك عمير، وتُوِّج الحفل بحضور العلامة الكبير الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ضيف شرف المؤتمر.
وفي الجلسة الافتتاحية أُلقِيت العديد من الكلمات، كان أولها عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر ألقاها رئيس اللجنة الحبيب أبو بكر بن علي المشهور، وتطرق إلى سرد بعضا من مزايا تريم التي أعطتها كل هذا التوهج لتتوج كعاصمة للثقافة الإسلامية متطرقا في حديثه إلى أن العالم يبحث عن الاستقرار والسلام والرحمة والمحبة سواءً كان السلام في المعاني الإسلامية أو المعاني الإنسانية فغايات السلام واحده وان اختلفت الوسائل أو النماذج أو الأمم لكن الرسالة التي نحن بصددها تذكير كافة الجهات إلى أمرين أساسين عليهما يبنى إعادة مفهوم الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي بلا خلاف:
أولهما: معرفة حقائق دعوة التوحيد ومفهوم الأحاديث منها.
والثاني: رسالة السلام بالأمر والمحبة هاتان الدعوتان منذ عصر آدم ويمثل هذا المنهج في مدلول السلام الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي المشروع احد أبناء ادم وهو هابيل ويمثل الوسطية المطلقة والاعتدال الذاتي الموقف الثاني من موقف قابيل الذي اتخذ من العنف والإرهاب والقتل منهجا لهذا العالم. فنحن أمام منهجين بدآ بعصر آدم إلى عصرنا هذا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، هاتان الدعوتان دعوة التوحيد والاتحاد هي أصلا من أصول بناء الشعوب على مراد الله ومن خلالها يبرز حقيقة مدلول المحبة في هذا العالم الإنساني ، الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي هي مسائلة فرعية في هذا المدلول الواعي لمدلول التوحيد للحق سبحانه وتعالى والاتحاد على قواسم مشتركه بين الأمم والشعوب .
ثم ألقى العلامة الحبيب عمر بن حفيظ كلمة عن اللجنة التنظيمية، ذكر فيها فضل الله علينا بإقامة مثل هذه اللقاءات، مشيراً إلى دور مدرسة حضرموت في قوة التأثير على مستوى القرون في شرق الأرض وغربها بقوَّة الوعي والفهم والاتصال بإرشادات الإله الخالق فيما يتعامل به مع أصناف الناس، مؤكداً أن هذا هو مكمنُ القوة في عظمة هذه المدرسة، كما بيَّن بعض صفات المدرسة الواعية والوسطية وما يتعلق بحمل المسئولية، متطرِّقا إلى دور علماء تريم في نشر الإسلام بالكلمة والمعاملة الحسنة حينما عاشروا أصنافا من الشعوب والحكام.
إضافة إلى كلمة للشيخ البوطي وراعي الحفل مستشار الرئيس الدكتور عبد الكريم الإرياني.
محاضرة الحبيب عمر عن الوسطية:
وكانت مشاركة الحبيب عمر في المؤتمر صباح يوم الخميس حيث ألقى محاضرة بعنوان:
الوسطية وسعة معناها في الشريعة المطهرة، أكد فيها على أن منهج الوسطية الشرعية هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما احتواه من علوم ومعارف وتوازن.
كما أوضح حفظه الله أن هناك العديد من المؤثرات التي غيَّرت مسار الوسطية نحو الإفراط والتفريط وأبرزها الغضب والشهوة، ويرى بأنه ما من شيء إلا له طرفان والحل الأمثل له هو الوسط مشيراً بأن الوسطية فقه واسع في شريعة الله الواسعة عن الله الواسع فيما أراد منا أن نقيمه من ميزان في أنواع التعاملات بل والنظرات إلى الأشياء والتصورات حتى يُحكَم زمام الانطلاق منا بزمام رصين.
ويرى الحبيب عمر بأن علينا أن نفهم أن هذه الوسطية اعتدالٌ في المسلك ناتج عن التوجيه الإلهي والمعرفة بحقائق المنهج الذي اختاره الله تبارك وتعالى، فهو إخراج وتطهير وتخليص للإنسان من شوائب الهوى المُردِي من وجهةِ نظره ويرى بأنه من الواجب التمسُّك بالاعتدال والوسطية كما أرشدنا خير البرية صلى الله عليه وسلم وتواصلت صباح هذا اليوم مناقشات البحوث المنعقدة في المؤتمر لعدد من الباحثين المشاركين.
(( شاهد الكلمة ))
(( استمع للكلمة ))