بسم الله الرحمن الرحيم
اختتمت فعاليات وأنشطة دورة الزراعة المستدامة التي نظمها دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية بالتعاون مع معهد بحوث الزراعة المستدامة بأستراليا ممثلا في الخبير الدولي المحاضر جمال الدين (جف لوتن) والتي تواصلت لمدة ثلاثة عشر يوما بحضور 30 مشاركا من الخبراء الزراعيين والمهتمين بالزراعة في وادي حضرموت، مساهمة من الدار في خدمة البيئة وتنمية المجتمع، ظهر الأحد 7 صفر 1433هـ الموافق يناير 2011م.
وقد أعدَّ المشاركون في ختام الدورة بعد تقسيمهم إلى خمس مجموعات مشروع تصميم لمزرعتين من المزارع التي تم النزول إليها، وقدمت كل مجموعة تصميماً بفكرة تختلف عن فكرة المجموعة الأخرى بحيث تم في كل مشروع إسقاط ما تم دراسته وتطبيقه في أرض الواقع.
حضر حفل الاختتام عدد من العلماء والأعيان وممثلين عن السلطة المحلية ومكتب وزارة الزراعة بالوادي، وقد ألقى مدير عام المديرية الأستاذ منصور التميمي كلمة شكر فيها دار المصطفى والدكتور جمال الدين على عقد هذه الدورة، وهنأ المشاركين فيها وشكرهم على التزامهم، وهو ما يدل على اهتمامهم بمجال عملهم ونشاطهم الزراعي خاصة وأن وادي حضرموت هو منطقة خصبة وصالحة لزراعة العديد من المحاصيل الهامة.
كما ألقى المهندس موسى العيدروس كلمة عن المشاركين في الدورة، عبر فيها عن سعادته الغامرة بما اكتسبها من خبرة ومعلومات في المجال الزراعي، إضافة إلى حل لكثير من الإشكالات التي واجهتهم في المجال الزراعي، وأوضح أن المواضيع التي ناقشتها الدورة شملت النظام البيئي بكل مكوناته.
ثم ألقى الحبيب عمر بن حفيظ كلمة شكر فيها الأستاذ جمال الدين على تطوعه بإقامة هذه الدورة بدافع إنساني منبثق الإيمان بالله ورسوله وللمساعدة على خدمة المجتمع وعمارة الأرض واستخدام الأساليب المناسبة لاستخراج خيراتها.
موضحا أن الله سخر للبشر هذا الكون داعيا لهم للتعامل معه بمنهاج المكوِّن سبحانه وتعالى، قائلا إنه من المستحيل أن توجد منفعة صحيحة للبشر تتناقض مع منهج الله الذي كون الكون وسخره للإنسان.
وفي نظرتنا إلى استخلاف الله لنا في الأرض تذوب أمامنا جميع المعوقات التي تعوق عن حسن تماسك البشر في استخدام مائدة الكون بما يعود عليهم بالنفع العاجل وأعظم منه ارتباطه بالنفع الدائم عند لقاء الله.
قال تعالى: { هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها } أي طلب منكم عمارة الأرض، فكل قادر على أن يعمر الأرض فقصر في القيام بالعمارة، فقد قصر في الاستجابة لنداء الخالق الذي خلقه، وأقدره على أن يعمر شيئا في الأرض عمارة صحيحة.
وقدم الشكر للسلطة المحلية لتعاونها، وللمهندسين والمهتمين بالزراعة، وطلب من الجميع مواصلة التعاون والتواصل والتناصح وإقامة مبدأ ( الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ).
(( استمع للكلمة كاملة ))
وبدوره أشاد المدرب جمال الدين بعمل المتدربين في التطبيق على أرض الواقع، مشيرا بأن دروسه التي أعطاها لهم خلال الدورة لم تذهب سدى، مؤكدا أن هذه المجموعة وغيرها من المزارعين والمهتمين بالشأن الزراعي يجب الاهتمام بهم لما سيقدمونه من نتائج تنموية للزراعة في وادي حضرموت بشكل عام.
كما ألقى العلامة الحبيب علي المشهور بن حفيظ مدير الدار ورئيس مجلس الإفتاء بتريم كلمة شكر فيها الجهود المبذولة لإنجاح هذه الدورة، وحث المشاركين على حسن الاستفادة والتطبيق لما درسوه في الواقع.. فالمجتمع يترقب منهم الخير الكثير.
وتخللت فقرات الحفل عدد من الأناشيد المختارة قدمتها فرقة المسرة الإنشادية كما تم تكريم بعض المشاركين في هذه الدورة.
وقدم بعض المشاركين في الدورة مسرحية حول الإضرار بالبيئة باستخدام المواد الكيماوية والتعريف عن طريقها بما أخذ من دروس في الدورة والتي من أهمها أن الأسمدة الطبيعية ممكن أن تصنع بأقل التكاليف إضافة إلى مسالمتها للبيئة والتربة.