أقيمت بدار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية يوم الأحد 29 ذو الحجة 1434هـ فعاليات متعددة بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة عشرة لافتتاحه، بحضور لكبار العلماء والدعاة ، ومشاركة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، وجموع غفيرة من محبي العلم الشريف امتلأت بهم ساحات دار المصطفى.
وقد حضر هذا الاحتفال تعظيما للعلم وأهله وفود من كل من: دول الخليج العربي، ومصر ، وسوريا، والسودان، والمغرب، والهند، وإندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورة، وأستراليا، وبريطانيا، وألمانيا، وتونس، وموريتانيا، والباكستان، وأمريكا، وكينيا، وجنوب أفريقيا.
وعقد المجلس المبارك بهذه المناسبة بعد صلاة الظهر، وافتتح بقراءة القرآن الكريم، ثم الاستماع إلى فصول من السيرة النبوية الشريفة.
ثم ألقيت عدة كلمات في هذه الاحتفالية افتتحها العلامة الحبيب علي المشهور بن محمد بن حفيظ مدير الدار، ورئيس مجلس الإفتاء بتريم، رحب في مستهلها بالحاضرين، في مجمع من اقوى روابطه الاجتماع على كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) وحث على التمسك بحقائق لا إله إلا الله، والعمل بمقتضاها ، مؤكدا على جمع القلوب، وتحقيق المحبة والتراحم بين المؤمنين، منبها على حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.
ثم ألقى الداعية الإسلامي الحبيب محمد بن عبد الرحمن السقاف كلمة طيبة، منطلقا من قول الله عز وجل ( ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون ) مذكرا بنور الرسالة الذي تحتاجه الأمة، وبقاؤه محفوظا بحفظ الله عز وجل ولو كره المشركون، داعيا لضرورة التمسك بالهدي النبوي وفق الفهم الصحيح بالسند المتصل للنبي صلى الله عليه وسلم بعيدا عن تحكيم الأهواء.
ثم كانت الكلمة للعلامة السيد العلامة إبراهيم خليل البخاري، مدير جامعة معدن الثقافة الإسلامية في ولاية كيرالا بالهند، تحدث عن دور أهل اليمن في نشر الإسلام والدعوة إلى الله في الهند، وأحوال المسلمين في الهند، ونشاطهم في التعليم والدعوة إلى الله تبارك وتعالى.
ثم كانت الكلمة للشيخ محمد ياسر قضماني خادم العلم الشريف في بلاد الشام -عجل الله بالفرج لأهلها- دعا إلى حسن اختتام العام بما يرضي الله، منبها على أهمية حسن الخاتمة، بحسن الاستقامة والامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه.. سائلا المولى الكريم أن يجعل العام المقبل عام خير وفرج وصلاح لأحوال المسلمين.
ثم كانت الكلمة للسلطة المحلية بحضرموت ألقاها العميد سالم بن سعيد المنهالي وكيل محافظة لحضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء، أعرب عن سعادته بوجود هذا الصرح العلمي الذي يقصده الطلاب من كل مكان في المحافظة، وقدم الشكر لإدارة الدار على حسن اهتمامهم بطلبة العلم، داعيا الطلاب لبذل المزيد من الجهد في التحصيل العلمي.
ثم تحدث العلامة الحبيب عمر بن حفيظ عميد دار المصطفى عن عظمة الشريعة، وسمو مبادئها الكريمة بحياة البشرية، وحث على حسن التطبيق لها والتحقق بما تدعونا إليه، بعيدا عن الافراط والتفريط، وأثر ذلك في نشر الإسلام، وتحقيق السلامة والأمان والطمأنينة، محذرا من التعدي على حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، متعجبا من استرخاص الدم المسلم باسم الإسلام، مؤكدا أن الإسلام بريء من هذه الأفكار المتطرفة.
وأشار الداعية الإسلامي علي زين العابدين الجفري في كلمته بهذه المناسبة إلى أهمية الصدق مع الله لكل من يشتغل بالتعليم والدعوة إلى الله ، وفي سائر أعمال الخير والفضيلة، واتخذ من الحبيب محمد بن سالم بن حفيظ مثلا يحتذى به في همته وصدقه وإخلاصه في خدمة الشريعة، وبقاء آثار ذلك بل وتزايده حتى بعد اختطافه بهمة أبنائه في مواصلة مشوار أبيهم في خدمة المنهج بحسن تطبيقه وتعليمه والدعوة إليه على هدى وبصيرة، وأكبر شاهد على ذلك هذا الصرح العلمي الكبير.
وكانت الجموع الغفيرة قد انطلقت إلى الدار في موكب الطيالة والزف بالأناشيد الطيبة التي تتضمن الذكر والدعاء والتضرع إلى الله، ورفع الأعلام التي تدعو إلى تمجيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته وأهل بيته في موكب مهيب امتلأت به الشوارع القريبة من الدار.
وبهذه المناسبة المتزامنة مع ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، واستقبالا للعام الجديد أقامت فرقة المسرة لإحياء الحفلات الدينية على مدى ليلتين متواصلين مهرجان الهجرة الإنشادي، قدمت فيه العديد من الأناشيد ، والفقرات المتنوعة ، ومشاهد تمثيلية معبرة هادفة، وقد نالت فقرات الحفل استحسان الحاضرين.