تحت شعار ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) انطلقت فعاليات احتفالات دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل السلام، ترسيخا لمحبته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في القلوب، ودعوة للتحقق بحسن المتابعة له عليه أفضل الصلاة والسلام، والتأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه الكريمة وبيان منهجه العظيم الذي لا صلاح للعالم إلا به.
قبيل ظهر الإثنين 26 ربيع أول 1435هـ الموافق 27 يناير كان الاجتماع بجوار مسجد مولى عيديد بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، والدعوات الصالحات، ثم انطلق الموكب المبارك للطيالة من ساحة جامع مولى عيديد متجهين إلى دار المصطفى وهم يرفعون رايات الولاء والمحبة والنصرة لله ورسوله، مرددين الأناشيد الدينية والمدائح النبوية متوجهين إلى الله في صلاح أحوال المسلمين في المشارق والمغارب.
|
|
وبعد صلاة الظهر كان الاجتماع المبارك في دار المصطفى لقراءة السيرة النبوية والشمائل المرضية للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم كانت الكلمة الترحيبية لمدير الدار العلامة المفتي الحبيب علي المشهور بن محمد بن حفيظ ، الذي ذكر جملة مما اختص الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وتفضيله على من سواه من المخلوقات.
ونبه لشرف الأمة بنسبتها للحبيب صلى الله عليه وسلم ، مذكرا الجميع بأهمية الالتزام بالتوجيهات النبوية، وما في ذلك من خير وبركة للمسلم في دنياه وآخرته، ودعا في آخر كلمته لصدق التوبة والرجوع إلى الله ، بالاقلاع عن الذنوب والمعاصي والعزم على عدم العود إليها، وتجديد العهد مع الله بحسن المتابعة لحبيبه ومصطفاه وأن ذلك هو أهم أسباب صلاح أحوال المسلمين في كل مكان.
مقتضيات الإيمان برسول الله
أوضح عميد الدار العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في كلمته ما يفرضه علينا الإيمان بالله ورسوله من أقوال وأفعال وأحوال يجب أن تظهر في حياتنا معاشر المؤمنين به ، نكون بها صادقين في إيماننا.
ونبَّه لحدوث غفلة في عقول المسلمين نتج عنها دخول أفكار الكفار إلى منازلهم ومجتمعاتهم ، فرقوا بها بينهم ولعبوا بأخلاقهم وصفاتهم، أما عند يقظة المسلمين فلا مجال لإغواء الشياطين.
وتحدث عن التكريم الكبير للمؤمنين إذا صدقنا في انتمائنا إلى رسول الله وأحسنا المتابعة له بأن نستحق أن نكون خلفاء عن الله عز وجل في هذه الأرض، ويثمر ذلك سعادة الدنيا والآخرة. وبقدر ما نلتزم بحسن المتابعة ننجح ونسعد في الحياة.
ووجه رسالة لكل شرائح المجتمع قائلا: كل من خلصت وصلحت نيته من مسئول وتاجر وصانع وقائم بمهنة ومتعلم أو داعي أو زير أو مدير: من صفت نيته وطهرت طويته وارتبط بالقائد العظيم والتزم بالمنهج فله نجاح بحسب ارتباطه، وما ارتفع من ارتفع إلا بتقيده بمنهج الله تبارك وتعالى.
وذكر من المقتضيات أيضا: صدق المحبة لرسول الله، وحسن الاقتداء والاهتداء والاتباع، والفرح بذكره والإكثار من الصلاة والسلام عليه، ورفض أقوال والأفعال والأفكار المخالفة لمنهجه القويم، والتحقق بالإيمان والعمل الصالح، وتعليق قلوب الأبناء والشباب والشابات بمحبته وتعظيمه لينشأ جيل متمكن في المحبة والتعظيم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. والاهتمام بشأن أمته ومساعدة الضعفاء ونصرة المظلوم والدعاء لهم والتوجه إلى الله في شأنهم.
مشاركات الحارات والمناطق والطلاب:
بعد صلاة العشاء مباشرة احتضنت الساحة الشرقية للدار عرضاً لمشاركات متعددة من حارات تريم ومناطق متعددة من وادي وساحل حضرموت، ومن البيضاء وشبوة والمهرة، وطلاب العلم من دار المصطفى ومعلامة أبي مريم ودار الغرباء ورباط المهاجر ومدرسة مكارم الأخلاق بالريضة، والمدرسة العيدروسية بتاربة، ودار الابتهاج ومعلامة طه بسيئون، ورباط الفتح بحريضة، ورباط المصطفى بالشحر، ورباط النور بالحامي، إضافة إلى الفرق الرياضية. وشارك أصحاب الحرف والمهن المختلفة بمشاركة طيبة تعبر عن فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعددت المشاركات وتنوعت على نواح متعددة: فمنها ما اهتم بالسيرة النبوية ومراحل تبليغ الدعوة ثم الهجرة إلى المدينة وانتشار الإسلام، وإظهار مواقف خالدة لعدد من الصحابة في صبرهم وتحملهم واهتمامهم بهذا الدين.
ومنها من اهتم ببيان الموروث الثقافي والتراثي للسابقين في البلد وقدموا لوحات من التراث القديم والأزياء القديمة ونمط الحياة.
كما جسّد طلاب جنوب شرق آسيا وسائل وصول الدعاة من حضرموت إليهم وانتشار الإسلام في مناطقهم، وقدموا لوحات فنية من تراثهم الأصيل، ومثلها كانت مشاركات طلاب شرق أفريقيا.
ثم كان المجلس المبارك لختم القرآن العظيم، بعده استمع الحاضرون للسيرة النبوية والشمائل المحمدية، بعدها جاءت كلمة الضيوف من خارج اليمن ألقاها التربوي القدير الدكتور إبراهيم بن مسلم الحارثي، من الأردن، الذي أعرب عن سعادته بما رأى وشاهد من مشاركات متعددة تدل على أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم مغروسة في قلوب الكل صغار وكبارا.
معاني وثمرات التعبير عن الفرح برسول الله في المسار والمصير:
ثم ألقى عميد الدار العلامة الحبيب عمر بن حفيظ كلمته، معبرا عن المعاني القيمة التي يدل عليها هذا المجمع المبارك، وهنأهم على ما أكرمهم الله به من الشغل والإعداد والتحضير ليعبروا عن محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
|
|
واعتبر هذه الحشود رسالة لكل من يسعى في إفساد المسلمين ويحول بين الشباب ومنهج نبيهم، بأننا نعتز بهذا النور المبين، الذي هو قادم لا محالة لإزالة ظلامكم وإفساد مخططاتكم.
واعتبره أيضا رسالة لكل من يسعى للتفريق بين المسلمين لأسباب قبلية أو مناطقية أو مستويات تعليمية أو مهنية أو من حيث السن أو اللغة، بأننا كلنا صغار وكبارا من مختلف القبائل ومختلف المناطق ومختلف المستويات التعليمية والوظيفية نجتمع على حب النبي محمد وتعظيم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ونوه على مشاركة حمل أصحابها مثالا للقبة الخضراء ومعها لافتة مكتوب عليها (بهديك نصلح واقعنا ) وأكد بأن صلاح الواقع والمستقبل القصير في الدنيا والطويل الممتد للبرزخ ومنازل الآخرة لن يصلح إلا بهدي النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ودعا إلى تقوية الصلة برسول الله ، والاصطفاف في صفوف النصرة له عليه الصلاة والسلام، وأوصاهم بوصايا ثلاث:
الوصية الأولى ( قولية ):
( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) سبع مرات صباحاً وسبع مرات مساءً .
الوصية الثانية ( عملية ):
حافظوا على الجماعة في الصلوات الخمس , ولا يصليها أحدكم إلا جماعة .
الوصية الثالثة ( سلوكية) :
أن تستعدوا لرؤيا وجه نبيكم صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على أعينكم من مناظر يبثها أعداؤكم , وهي كثيرة عبر النت والجوالات وغيرها .
الرزيح ومهرجان الربيع النبوي
وقد ابتدأت الفعاليات عصر يوم الأحد بمشاركة متميزة من حارة الخليف وعيديد بتقديم الرزيح، وهو تراث حضرمي قديم، يترنمون فيه بأبيات تتضمن الذكر والتذكير والدعوات الصالحة والمدائح النبوية الكريمة، وتواصل حتى قبيل المغرب.
وبعد العشاء شاركت فرق حارات مدينة تريم في ( مهرجان الربيع النبوي ) وتنافست الحارات بتقديم أفضل ما لديها من أناشيد التراث في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم، حصل على المركز الأول فرقة (التوفيق) بحارة التوفيق ، والمركز الثاني فرقة (الجود) بحارة الروضة ، والمركز الثالث فرقة (الربى) بحارة الخليف ، والمركز الرابع فرقة (النقاء) بحارة عيديد القبلية. كما قدم منتخب فرق الحارات وصلة إنشادية بعنوان (وصية الشباب).