أُقيم بدار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية ظهر يوم الثلاثاء 29 ذو الحجة 1436ه الموافق 13 أكتوبر 2015م الاحتفال بالذكرى التاسعة عشرة لافتتاحه، في مسيرة تربوية علمية دعوية، اجتمع في رحابه طلاب العلم من اليمن ومختلف قارات العالم، ينهلون من إرث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مع الحرص على العمل به وتطبيقه، والاهتمام بتزكية النفس والدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، لتشكل امتدادا لمدارس العلم الشرعي في اليمن، والتي كانت سببا لانتشار الإسلام في أقطار متعددة.
وفي المجلس المبارك الذي ضم أعدادا من العلماء والدعاة والآلاف من الحاضرين تشجيعا ومحبة للعلم وأهله، تحدث مدير الدار العلامة المفتي الحبيب علي المشهور بن محمد بن حفيظ، ورحب بالحضور الكرام، داعيا الجميع للاعتبار بمرور السنين والأعوام، والسعي للعمل الصالح الذي يرجح به ميزان الحسنات، والاهتمام بما يقرِّب إلى الله سبحانه وتعالى.
وذكر أن افتتاح دار المصطفى يصادف ذكرى اختطاف والده شهيد الدعوة الحبيب محمد بن سالم بن حفيظ ، ليكون الدار ثمرة لنياته الصالحة في خدمة العلم والدعوة إلى الله.
وأكد مدير الدار على أهمية طلب العلم الشرعي والاعتناء بالعمل به والدعوة إلى الله، والتحلي بالأخلاق النبوية الكريمة، فما أعظم حاجة الأمة اليوم إلى هذه الأخلاق في تعاملاتهم وسلوكهم ومختلف أحوالهم، منبها إلى سلوكيات مخالفة انتشرت بين المسلمين محذرا منها كونها لا تليق بالمؤمن بالله ورسوله.
ثم تحدث مؤسس وعميد الدار العلامة الحبيب عمر بن حفيظ ، وقال إن ما نشاهده اليوم من أحداث هو تذكيرٌ من الله لنا ببعض أعمالنا السيئة والمقصود من ذلك أن نرجع إلى الله رجوعا صادقا.. فقد قلَّ إصغاء المسلمين لكتاب الله، ولما بلَّغ حبيب الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،وتعلقت قلوب الخلق بالخلق ونسوا الخالق، وتعلقوا بما يُذاع على ألسنة من كفر ومن فجر ومن طغى ومن كذب.
وأضاف: العجيب أن الناس يتابعون الذي جربوا عليه الكذب مرات كثيرة ،، ويستمعون إلى كلامه، ويتركون كلام ربي أصدق القائلين، وكلام سيدنا محمد أصدق الخلق لهجة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وتعرض لأسباب الشر الواقع بالأمة من وقوع في أنواع المعاصي وترك للصلوات واستخفاف بالواجبات التي فرضها الله عز وجل، وحذر ممن ينشرون الحقد أو الحسد أو الكبر أو الايذاء أو امتلاء الصدور بالكراهية للآخرين، وقال بأن هذه مدرسة إبليسية هدفها ضرب المؤمنين ببعضهم البعض، سائلا الله أن يكفي المسلمين شر هذا التحريش.
وأضاف: أن من صدق مع الله لا يضره هذا ولا يغره هذا، ويعلم أن رب الأرباب المحيط بكل شيء وإليه مرجعه ومآبه أحقُّ أن يُهاب ، وأحق أن يُرجى ، وأحق أن يُخشى ، وأحق أن يعظم أمره جل جلاله.
وحذر حفظه الله من الوقوع في الفتن، والاستشراف لها، مبينا الهدي النبوي في التعامل معها، ونبه إلى حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وما يترتب على استباحتها من ازهاق الأرواح وضياع الأمن.وعندما خرجت خشية الله من القلوب استباح المسلمون دماء بعضهم، فحملوا السلاح بسبب وجود الضغائن بينهم والتطاول على السلطة والتنازع عليها،وتحول الناس إلى شيع وفِرق يعادي بعضهم بعضا، فلا ينبغي للمؤمن أن يكون طرفا في ذلك الصراع، ليلقى الله تعالى بصحائف بيضاء ما فيها خيانة ولا فيها غش ولا مساعدة للكفر وأهل الكفر بأي وجه من الوجوه.
واختتم كلمته بالحث على التوبة والإنابة والرجوع إلى الله، وحسن استقبال العام الجديد بالحرص على الفرائض والقيام بالواجبات وكثرة الذكر والتلاوة والعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وترك المعاصي والمحرمات وما يغضب الله عز وجل.. سائلا الله أن يكون العام عام خير وبركة وصلاح لأحوال المسلمين ودفع الشدائد والبلايا عنهم.
للاستماع إلى الكلمة
لمشاهدة الكلمة
وفي المساء أقيم حفل إنشادي ومسرحي، أحيته فرقة المسرة للإنشاد والتمثيل، مع منشدين من طلاب الدار، قدموا فيه العديد من الأناشيد التي نالت استحسان الجمهور الكبير.. مع مسرحية من الواقع تنبه إلى بعض السلبيات في المجتمع المسلم، وتدعو للتراحم والتكافل والتعاون، وأداء شكر نعم الله عز وجل علينا .. ما لم فتتحول النعمة إلى نقمة.
وقد كان افتتاح دار المصطفى في 29 ذي الحجة 1417هـ، وتخرج منه المئات من طلاب العلم الذين كان لهم دور بارز في نشر العلم وخدمة الدعوة إلى الله في مناطقهم، وفتحوا فروعا للدار في عدد من مناطق اليمن، وإندونيسيا وماليزيا وكينيا وجزر القمر، إضافة إلى عدد من المراكز الإسلامية في بريطانيا وألمانيا وأمريكا وكندا وسنغافورة وأستراليا.