اختُتمت بدار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية فعاليات وأنشطة الدورة التعليمية التربوية الثانية والعشرين، التي بدأت فعالياتها يوم السبت 4 شوال 1437هـ الموافق 9 يوليو 2016م، وتواصلت فعالياتها لمدة أربعين يوما.
وقد شارك في الدورة طلاب من مختلف محافظات اليمن، إضافة لمن تيسر له الحضور من الخارج، عاشوا خلالها في بيئة الإيمان والعلم والتربية، وتنوعت برامج الدورة وتعددت، ما بين حفظ للقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، ودروس في فقه الشريعة المطهرة والعقيدة والسيرة النبوية وحياة أمهات المؤمنين، مع الاهتمام بالتعود على تطبيق الآداب والأخلاق والنبوية وقيام الليل وغيرها من الفضائل والآداب التي يحث عليها الشرع الشريف. إضافة إلى محاضرات في الدعوة إلى الله، والتعامل مع الواقع للتأثير الإيجابي فيه، وغرس القيم والفضائل، ونبذ التطرف والأخلاق السيئة التي تشوه صورة الإسلام.
حفل الختام:
تداعى الآلاف لحضور حفل الاختتام من مختلف المناطق، يتقدمهم العلماء والأعيان والمهتمون بالعلم الشريف، واستُهلت فقراته بقراءة القرآن الكريم، ثم قدم الطلاب نماذج لما درسوه في الدورة، بعدها كانت كلمة الترحيب لمدير الدار ورئيس مجلس الإفتاء بتريم العلامة الحبيب علي المشهور بن محمد بن حفيظ، واستهل كلمته بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: كن عالما أو متعلّما أو مسـتمعا أو محبّا، ولا تكن الخامس فتهلك.. وبارك للطلاب حضورهم هذه الدورة، وحثهم على العمل بما تعلموه، فإن العلم مقرون بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل.
مُنوِّها بفضيلة طلب العلم الشريف، ورفعة أهله، وحاجة كل مسلم لتعلُّم ما أوجب الله عليه، فطلب العلم فريضة على كل مسلم. وبالعلم نحوز السعادة والخير في الدنيا والآخرة. محذرا من الأضرار والمخالفات التي تحدث بسبب إهمال العلم وتضييع أحكام الشرع الشريف.
ثم ألقى الحبيب أحمد بن محمد الهدار كلمة قيمة هنأ في مستهلها طلاب الدورة لاغتنامهم هذه الأيام المباركة في تلقي العلم، وبارك لكل من حضر تعظيما للعلم وأهله، وأشاد بدور دار المصطفى ودار الزهراء في خدمة الشرع الشريف ونشر الدعوة الغراء، وحث الطلاب على مواصلة طلب العلم، وبذل الجهد في سبيل ذلك، ونشرما تلقوه وتعلموه في البيت والإخوان والأصدقاء، والمجتمع عامة، بلسان المقال وبلسان الحال بحسن التحلي بالأخلاق الكريمة، ولأن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس.
ثم كانت الكلمة لعميد الدار العلامة الحبيب عمر بن حفيظ الذي أشاد برفع الله لأهل العلم، ووصف العلماء الربانيين، الذين أحسنوا قصد وجه الله الكريم، ولم يلتفتوا إلى ما يقطعهم عن الله تبارك وتعالى، من كل مظاهر الدنيا.
ودعا حفظه الله للتحرر من سلطان الكفر بحسن الاهتمام بما دعانا الله إليه في كتابه العظيم وسنة نبيه الكريم، وتعظيم الشرع والعمل به والحرص على طاعة الله عز وجل.
ونبه إلى ما داهم الأمة من أنواع الفتن في هذا الزمان، مؤكدا بأن المؤمن إذا وعى خطاب ربه عز وجل وخطاب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكيف تعامل السلف مع الأحداث، وعمل بمقتضى الهدي النبوي الشريف فلن يصيبه ضررها.
وحث على النظر الصحيح في أخبار الصحابة، وضرورة نقل أخبارهم متطابقةً مع ما وصفهم الله به في كتابه العزيز، محذرا مما غزا بعض كتب التاريخ من الأكاذيب والأخبار التي لا تصح نسبتها إلى الصحابة، داعيا لحسن النظر في وصف تراحمهم وتناصحهم، وكيف أحسنوا التعامل مع ما حدث في وقتهم من فتن، ودور الفئة الضالة من المنافقين في إشعال الفتنة ونشر الأكاذيب للتفريق بين المؤمنين. محذرا من الكذب في نقل الأخبار وما يترتب عليه من فساد في المجتمع.
وذكر أن أسباب الشكوى اليوم إنما ترجع إلى تقصيرنا في القيام بواجبنا نحو ربنا عز وجل، وانتشار مظاهر الغفلة والمعاصي والفساد بين المسلمين، داعيا لصدق التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
فعاليات :
وقد أحيت فرقة المسرة بالتعاون مع بعض فرق الإنشاد الديني من الساحل والوادي حفلا إنشاديا ومسرحيا بهذه المناسبة، قُدمت خلاله العديد من الفقرات المتنوعة ومسرحية هادفة.
وبهذه المناسبة أيضا شاركت حارة الخليف وعيديد عصر يوم الجمعة بلعبة الرزيح، وهي من التراث الحضرمي، يترنم فيها المشاركون بقصائد الصالحين المتضمنة الذكر والتذكير، والأهازيج الطيبة، التي نالت إحسان وتفاعل الحاضرين.