12-2008
31

الاحتفال بالذكرى الثانية عشرة لافتتاح دار المصطفى بتريم

الاحتفال بالذكرى الثانية عشرة

لافتتاح دار المصطفى بتريم

     شهد دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية عصر يوم السبت التاسع والعشرين من ذي الحجة 1429هـ الموافق 27 ديسمبر 2008م الاحتفال بالذكرى الثانية عشرة لافتتاحه، في حضور جموع كبيرة من الراغبين في الخير امتلأت بهم ساحات الدار، يتقدمهم عدد من علماء وأعيان حضرموت، وقيادة السلطة المحلية في المحافظة.

     وقد ألقى العلامة جانب من الحضورالحبيب علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ - مدير الدار، ورئيس مجلس الإفتاء الشرعي بتريم - كلمةً في بداية الحفل رحب في مستهلها بالحاضرين، وشكرهم على سعيهم في الحضور من عدة مناطق للمشاركة في الاحتفال بذكرى افتتاح الدار، واستعرض نبذة من منجزات الدار وما حققه من خدمة في مجالات نشر العلم الشريف، ونصرة الشريعة الغراء على وفق منهاج أهل السنة والجماعة. وحث على طلب العلم الشريف الذي يزداد به صاحبه خشيةً وقرباً من الله تبارك وتعالى.

     ثم ألقى الحبيب عبد الله بن محمد بن شهاب كلمة طيبة وجه الشكر في مستهلها لإدارة الدار وما يقومون به من نشاطات متعددة لخدمة العلم الشريف، وأشاد بالحبيب محمد بن سالم بن حفيظ وجهوده المتواصلة في خدمة الدعوة الغراء وتضحيته بنفسه وماله في سبيل الله واهتمامه بطلبة العلم وتشجيعهم وحثهم على الدعوة إلى الله ومواصلة طلب العلوم النافعة ابتغاء رضوان الله تبارك وتعالى. وذكَّر الحاضرين بواجب التوبة والرجوع إلى الله والاستقامة على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

     ثم ألقى الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ عميد الالحبيب عمر وهو يلقي كلمتهدار كلمة دعا فيها إلى حسن توديع العام واستقبال العام المقبل بالتوبة وتنقية القلب والمحافظة على أوامر الله وتعظيم شعائر الله تعالى، وهي أسباب الفرج والقرب من الله وصلاح القلوب وأسباب سعادة المآل.. وهو المنهج الذي دعا إليه سيد المرسلين صاحب الهجرة صلى الله عليه وآله وصحبه سلم.

     ثم ذكر المقاساة والمعاناة الشديدة التي واجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة، وقوله عليه الصلاة والسلام: لقد أُوذيتُ في الله وما يُؤذى أحد، ولقد أُخِفت في الله وما يخاف أحد. وهو أحب الخلق إلى الخالق، وحث على أخذ العبرة منه صلى الله عليه وسلم فلا بد أن تمر بالإنسان مراحل مختلفة، ويجب عليه أن يحوز الرضا من الحق سبحانه وتعالى فيسعد سعادة الأبد.

     ثم تطرق إلى ما تعرضت له البلاد من الشدائد أيام الحكم الشمولي لجنوب اليمن، واستهداف العلماء وأهل النفع بأصناف الأذى.. فمنهم من حُبس، ومنهم من اختُطف، ومنهم من سُحب أمام أعين الناس، ومنهم من قتل.. وذكر منهم الحبيب محمد بن سالم بن حفيظ الذي اختطف في مثل هذا التاريخ قبل 37 سنة، واستعرض ما جرى لسيدنا الحسين بن علي من شدائد صبر عليها حتى استشهد.

     وذكر بحُرقةٍ وألم ما يصيب إخواننا في غزة من ضربات وهجمات شرسة استشهد فيها العشرات، وسقط المئات من الجرحى.. وتساءل ما الذي يوجب هذا؟ وإلى متى يظل المسلمون بهذا الحال، وقد جربوا عدة أمور، وارتموا على قوى مختلفة.. ودعا للرجوع إلى الله وهدي نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومراجعة النفس لإقامة أمر الله عز وجل في البيوت والمجتمعات المسلمة.   

     واشتكى من أحوال سيئة في بيوت المسلمين ثم قال: نبكي على أحوال إخواننا، ونفتح مجالاً لبرامج الكفار في بيوتنا!! ودعا إلى قرع باب الكريم بصدق، وترك الإصرار على المعاصي والذنوب التي هي موجبات الضرب، وقال: إن صواريخهم لا تقدر على قوم أحسنوا صلتهم بالحي القيوم، ولكن لضعف صلتنا بالله سلطهم الله علينا. { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسكُمْ } (( استمع للكلمة كاملة ))

     ثم تواصلت منظر خارجي لدار المصطفىالفعاليات بعد صلاة المغرب بإلقاء عدد من الكلمات الطيبة لمجموعة من المشائخ والدعاة من اليمن وخارجه، وتواصلت بعد العشاء بإحياء حفل إنشادي في ساحة الدار شاركت عدد من فرق الإنشاد الدينية، قدموا فيه فقرات متعددة وأناشيد طيبة نالت استحسان الحاضرين.

     هذا وقد افتتح دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية يوم الثلاثاء 29 ذو الحجة 1417هـ الموافق 6 مايو 1997م ، وقد قدم للدراسة فيه الكثير من طلبة العلم الشريف من مختلف أنحاء العالم، وافتتح المتخرجون منه مراكز للتدريس والدعوة إلى الله في عدد من الدول.

     ويسعى دار المصطفى إلى غرسِ الإرث النبوي في ذواتٍ تنشره على الأسس التالية:

     1. تعليم العلوم الشرعية بالسند المتصل على وجه التحقيق والطريقة الموروثة مع الأخذ بالوسائل والأساليب الحديثة النافعة والربط بالواقع لتيسير التطبيق.

     2. تزكية النفوس بإخلاص القصد وتطهير القلب وتهذيب الأخلاق.

     3. تنمية القدرة والهمة في حسن البيان وإيصال الخير إلى أوسع نطاق ممكن.