افتتاح مجالس السيرة النبوية
بدخول هلال شهر ربيع الأول تتذكر الأمة المحمدية ذكرى ميلاد نبيها المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وتنتشر مظاهر الفرح بولادته والتعبير عن شكر الله عز وجل بعقدِ مجالس الذكر ومجالس الصلاة والسلام عليه وذكر شمائله الطيبة وأخلاقه الحميدة وتذكير الأمة بسيرته وأحواله عليه أفضل الصلاة والسلام وإحياء معاني الشوق إليه والمحبة الصادقة له وحسن اتباعه والاقتداء به وتحكيم منهجه الشريف.
ولهذا الغرض افتتح الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ مجالس السيرة النبوية في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت في أولى ليالي شهر ربيع أول في مسجد المحضار، في حفل كبير شهده الكثيرون من أبناء ساحل حضرموت الذين امتلأ بهم المسجد واستمعوا إلى العديد من الكلمات والمواعظ من عدد من الدعاة الأفاضل.
ثم تابع الجميع محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ والتي كانت بعنوان: ما يمتاز به أهل الشوق والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
حرَّك فيها همم الحاضرين والمستمعين لحسن الاستجابة لدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووصف ما تحمل من مشاق في سبيل إيصال نور الدعوة إلينا، وحث على تقوية الصلة بالله ورسوله والدخول في دوائر الفضل الرباني، وحذر من الانقطاع بالتعلق بالشهوات وذميم الصفات، ثم حدد حفظه الله ما يمتاز به الصادقين في محبة الله ورسوله عمن سواهم في وجهاتهم وآدابهم واهتماماتهم وأخلاقهم.
وفي اليوم التالي تواصلت الاحتفالات في مسجد العيدروس حيث احتشدت الجموع المباركة، لتستمع إلى شمائل المصطفى وأخباره الكريمة، وألقيت العديد من المحاضرات لعدد من الدعاة ثم كانت محاضرة الحبيب عمر بعنوان: آثار تعلقات القلوب وتوجهاتها. افتتح حديثه مبيِّنا طريق النجاة باتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو السبيل إلى مرضاة الله، واشتكى من بعض مظاهر إعراض الناس عن سبيل الرسول، منبها على أهمية أداء الفرائض والحضور مع الله فيها. وحث على تعلق القلوب بالله وذكر أن كرامة العبد بأن يحيا وقبله متصلٌ بالله، حريص على طاعة الله، متعلق بطلب المنزلة عند الله حتى لا يكون شيء عنده أعز من الله ورسوله، وذكر آثار ذلك في سعادته في الدنيا والآخرة. واستشهد بحادثة الجذع الذي كان يخطب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما حصل له من حنين لما فارقه رسول الله وخطب على المنبر. وحثَّ على الاعتبار بهذه الحادثة في حسن التعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم.
خطبة الجمعة في المكلا
وفي يوم الجمعة 2 ربيع الأول الموافق 27 /2/2009م توجه الحبيب عمر إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت. حيث ألقى خطبة الجمعة في مسجد عمر بالمكلا بعنوان: مزايا الأمة نور وجمع القلوب.
أشار فيها إلى وجود مزايا أوجدها الله في الكون، وعلى المؤمن أن يكون محط اهتمامه بما يدله على الله منها، ومنها النور المذكور في القرآن، الذي يحاول الكفار إطفاءه ( والله متم نوره ولو كره الكافرون ) ثم خاطب كل مؤمن بأن يكون له نصيب من هذا النور يستنير به فكره وعقله ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) واكتساب النور بوسائل منها: كثرة الذكر والمواظبة على الطاعة وصفاء القلب ومودة المسلمين والحرص على جمع قلوبهم، وحذر من التحريش بين المؤمنين وذكر أن الكفار لم يحققوا مقاصدهم فينا بأنفسهم إلا بواسطة أياد من بيننا، وأكد أن قواهم الحقيقية لا أساطيلهم ولا صناعاتهم، ولكنها القلوب المريضة من بيننا. التي بها يدخلون على أمور ديننا ودنيانا وبها يحرشون فيما بيننا. ودعا لطهارة القلوب من هذه العلل والأمراض.
وعصر الجمعة حضر افتتاح مجالس السيرة النبوية والاحتفال بالمولد النبوي في مدينة المكلا حيث أقيم المجلس المبارك في مسجد الروضة. تحدث فيه السيد الداعية حسين بن محمد مديحج والشيخ محمد بن أحمد البطاطي مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة حضرموت، ثم ألقى الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ محاضرة بعنوان: من مظاهر سعادة الأمة بنبيها، تحدث فيها عن جملة من مظاهر سعادة الأمة بنبيها صلى الله عليه وسلم، ونعمة الهداية بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي به صرنا خير أمة أخرجت للناس، ثم تحدث عن فوائد هذه المجالس وأدلة مشروعيتها من الكتاب والسنة وحاجة الناس لحضورها ودورها في تنمية المحبة التي تثمر حسن الاقتداء والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. ونبه على أهمية الصلاة على النبي وأثرها في الأخلاق، فقال: إذا أكثرتَ الصلاة عليه رسخ نور محبته في قلبك فلم يحب قلبك إلا خلقه، فلذلك تكون من أحسن الناس أخلاقا، ولو كانت أخلاقك سيئة فأكثرت الصلاة على حبيب الخلاق تهذبت أخلاقك، وإذا أكثرت منها فقُبلت لم تمت إلا وأنت أحسن الناس أخلاقا، فيجتمع المعنيان في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة )، وحديث: ( إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ) ولا يمكن أن تكون حسَنَ الأخلاق وأنت تشمئز من الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
بعدها مباشرة إلى قاعة المحاضرات التابعة لجامع البلاد في المكلا حيث ألقى محاضرة للنساء تطرق فيها لعدة توجيهات مهمة للمرحلة المسلمة في المتجتمع المعاصر.
التوجه إلى محافظة المهرة
وهذا وقد توجه الحبيب عمر حفظه الله قبلها إلى مدينة قشن مرورا بمدينة سيحوت، في محافظة المهرة قريبا من الحدود مع سلطنة عمان، ليقدم التعازي في وفاة المغفور له العلامة الشيخ سعيد بن مبارك با عبده صدر صدور علماء المهرة ومفتيها الذي انتقل إلى رحمة الله ضحى يوم الجمعة 25 صفر 1430هـ عن عمر يناهز الخمسة وثمانين عاما بعد عمرٍ مبارك قضاه في طلب العلم والتعليم والدعوة إلى الله وانتفع به خلائق كثيرون، وتتلمذ عليه طلبة العلم الشريف من مختلف الجهات.
وقد حضر الحبيب عمر ختم القرآن على روحه في جامع قشن، الذي احتشد فيه الكثيرون من أبناء المهرة والقادمين من مختلف مناطق ساحل حضرموت، وألقى الحبيب كلمة أكد فيها على أهمية ولاء أهل الإيمان وأهل الصلاح والتقوى، ثم ذكر نبذة من مناقب الشيخ سعيد با عبده رحمه الله وتلقيه للعلم وتعليمه وانتفاع الناس به ومظاهر خدمته للمجتمع.
وبعد المغرب ألقى الحبيب عمر محاضرة في جامع قشن تطرق فيها لذكر فضائل العلماء وحاجة كل مسلم لمعرفة علوم الشريعة المطهرة ووجوب الاهتمام بها وأثرها في سعادة المؤمن في الدنيا والآخرة.
وبعد العشاء اطلع الحبيب عمر على جملة من نشاطات الداعيات في منطقة قشن ثم ألقى فيهن كلمة توجيهية وبارك جهودهن في خدمة الدعوة واهتمامهن بنشر العلم والأخلاق الفاضلة.
المرور على منطقة الريدة الشرقية والحامي
وفي طريق عودته إلى ساحل حضرموت مر على منطقة الريدة الشرقية، وألقى ضحى يوم الثلاثاء 29 صفر 1430هـ محاضرة للنساء تطرق فيها للمجموعة من الفضائل التي يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة، وحاجتها للتحصن من جميع الفتن الطارئة في وقتنا هذا.
ثم توجه إلى منطقة الحامي وحضر اختتام دورة للطالبات نظمتها دار البتول شاركت فيها مجموعة من الأخوات القائمات بالتدريس في مختلف حارات مدينة الحامي وألقى الحبيب عمر كلمة توجيهية ذكر فيها أهمية العلم وفضله وحاجة الناس لتعلم العلوم الشرعية والارتباط بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم ليكون عصمة لهم من أنواع الشرور.
هذا .. وأثناء إقامته في الساحل حرص الحبيب عمر بن حفيظ حفظه الله على لقاء الكثير من أهل العلم والفضل وزيارة المشائخ في بيوتهم توثيقاً لروابط الأخوة الإيمانية، وتعاوناً على خدمة العلم الشريف والدعوة الغراء. كما تفقد الأربطة التعليمية التي يشرف عليها دار المصطفى وتعرف على أحوال المدرسين والطلاب وسير المنهج العلمي.