شهدت مدينة تريم فعاليات المهرجان المحبة والنصرة الإنشادي الخامس في الفترة من يوم الاثنين 11 ربيع أول حتى 16 ربيع أول 1430هـ ابتهاجا بذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، الذي ينظمه منتدى حي في قلوبنا بتريم وتحت رعاية الفريق الركن عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية وبإشراف الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة.
وبدأت الفعاليات بمسيرة المحبة والنصرة الحاشدة التي ارتفعت فيها الأصوات بذكر الله ورسوله، والدعاء والتوجه إلى الله في صلاح أحوال المسلمين في المشارق والمغارب، وحمل المشاركون فيها رايات وشعارات تحمل المحبة والنصرة والولاء لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد انطلقت المسيرة من جبانة تريم، مرورا بشارع التواهي الذي يقع في قلب مدينة تريم وصولا إلى ساحة المحبة والنصرة شرقي مسجد المحضار الشهير.
ثم أقيم حفل الافتتاح في ساحة المحبة والنصرة التي اكتظت بالحاضرين، وألقى فيه الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ محاضرة قيمة تحدث في مستهلها عن عظمة منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ربه، ووجوب تعظيمه في قلب كلِّ من آمن به، والتمسك بمنهجه ورسالته التي تحمل الخير لكل العالم. وأكد على الاهتمام بتعريف البشر بهذا الرسول وهديه ومنهجه الشريف.
ومنها تطرق للحديث عن حادثة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رافقها من آيات باهرةٍ في الكون، وشرف هذه الليلة وقدرِها عند الله، واهتمام الكتب السماوية السابقة بالحديث عنها وذكرِ أخبارها، وذكر حفظه الله ما تناقله الرهبان من حديثٍ ليلة مولده صلى الله عليه وسلم.
وبارك في كلمته هذا الحفل والاجتماع محبة ونصرةً لرسول الله، وذكر اهتمام المسلمين بإلقاء الشعر في مدحه والثناء عليه من زمنه صلى الله عليه وسلم، وتواصل انبعاث القلوب في مدحه والتعبير عن نصرته وولائه في الشعر والنثر في المسلمين على ممر العصور إلى يومنا هذا.
ثم وجه رسائل مهمة للحاضرين أكد فيها على ما يلي:
- يجب أن تتيقظ مشاعرنا على حالة من الإيمان تدفعنا إلى إظهار حقائق هذا النور الساطع لجميع الخلق بما نحمل في جوانحنا من حقيقة محبةٍ وتعظيمٍ لله ورسوله حتى نصل إلى رتبة أن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما.
- حاجة الأمة الملحة إلى جمع القلوب والتأليف بينها لنبذِ النزاعات التي أتعبت الأمة وأوصلتها إلى لقم سائغة لأيادي كثيرة من أهل الشر والفساد في الأرض، وأضاعت عليها فرصها الكبيرة وقيامها بواجب الهداية والإرشاد على ظهر الأرض.
- الحث على الاهتمام بترسيخ أخوة الإيمان التي أُهدرت كرامتها ببيعها بأبخس الأثمان، حيث ارتضت طوائف من المسلمين أن يستحلوا أموال الآخرين أو أعراضهم أو دماءهم، أو أن يجعلوا أسس تعاملهم معهم الكذب أو الغش أو الدجل أو الخيانة أو المكر وغيرها من الصفات التي جاء النبي لتطهير الأمة منها. وحذر من العصبية واتباع الأهواء، ونتائجها الوخيمة.
- أهمية التفقه في الدين وطلب العلوم النافعة خصوصا الأمور الأساسية في الدين التي يحتاجها كل مسلم لتصحيح عبادته، وتفرغ المتخصصين في الاطلاع والاتساع في مختلف الفنون ليكون سرجاً للأمة ومرجعية يحتاج إليهم كل فرد في المجتمع.
- الحرص على التخلق بالأخلاق الحسنة، وإحسان التعامل فيما بيننا البين وبيننا وبين العالم بأسره. لنؤدي الأمانة في إظهار هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
واختتم حديثه بالإشادة بدور أهل تريم ممن تعلقت قلوبهم بالله ورسوله واهتدوا بهديه وتخلقوا بأخلاقه فظهر بهم نور الهدى في مختلف البقاع ونشروا الإسلام بلا قتال ولا نزاع، وأحسنُوا التعايش مع مختلف الطوائف ومختلف الأديان واللادينيين حكاما وشعوبا، حيث عايشوهم معايشةً أبرزت جمال هدي النبي محمد في التعامل فانتشر بهم دين الله في الأرض. ( استمع للكلمة كاملة )
كما ألقيت في الحفل كلمتان الأولى للأستاذ محمد بن أحمد الكاف مدير المهرجان، والثانية للأستاذ أحمد جنيد الجنيد وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء.
ثم قدَّمت فرقة المسرة ومجموعة النخبة الإنشادية أوبريت المهرجان بعنوان: بالحب ناديتك. والذي نال إعجاب الحاضرين.
ثم تواصلت فعاليات المهرجان بمشاركة نخبة من أبرز نجوم الإنشاد في اليمن والعالم العربي والإسلامي قدموا خلالها الكثير من الأناشيد التي تحيي روح الولاء لله ورسوله وتحيي في القلوب محبة الله ورسوله.
واختتمت فعاليات المهرجان مساء يوم الجمعة 16 ربيع أول الموافق 13 مارس 2009م بحضور الدكتور أبوبكر المفلحي وزير الثقافة الذي افتتح الأمسية بكلمة طيبة أعرب فيها عن سروره بزيارة مدينة تريم وقدم الشكر والتقدير لجميع من شارك في إنجاح فعاليات المهرجان.
ثم توالت مشاركات المنشدين في إحياء الأمسية الختامية، وكان مسك ختامها لوحة إنشادية جماعية شارك في تقديمها جميع المنشدين، وختمها الحبيب عمر بن حفيظ بدعوة توجيهية، راجيا من المولى عز وجل أن يتقبل الأعمال والبعث مع من اجتمع الكل لأجله وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
على هامش أيام المهرجان استضاف الحبيب عمر جميع المنشدين والوفود المشاركة، وكانت له بهم لقاءات متعددة، قدموا أمامه العديد من الأناشيد الطيبة. واستمعوا منه إلى توجيهات هامة تساهم في الرقي بمستوى إنشادهم لنفع الناس وإيصال الخير إليهم، وكيف يترقى الفرد منهم بتذكير الناس بالله ورسوله. أثر التغني بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم على النفوس حتى من الكفار، وذكر نماذج من إسلام الكثيرين لما سمعوا النشيد الطيب.
وأوضح أن الإنشاد سد مداخل كثيرة للشر عن الأمة، حيث يوصل الكلام الطيب بألحان طيبة، وبالإخلاص والنية الصالحة يثمر ثمارا طيبة، وأوصاهم بالإخلاص وقصد وجه الله الكريم، والتخلق بالأخلاق الفاضلة ليكونوا قدوةً لغيرهم في الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحثهم على مد جسور التعاون فيما بينهم لينتشر بهم خير كثير في الأمة إن شاء الله تعالى.