ضمن جولته التفقدية لمحافظة حضرموت، قام الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية بزيارة لدار المصطفى بتريم ظهر يوم الجمعة 23 ربيع الأول هـ الموافق 19 مارس 2009م. بعد أن أدى صلاة الجمعة في جامع الروضة بعيديد، واستمع إلى خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ الداعية عمر بن حسين الخطيب المحاضر بدار المصطفى، الذي تحدث عن حوادث من آخر عمر النبي صلى الله عليه وسلم وشوقه إلى لقاء الله ووداعه للأمة بعد أن أكمل الله الدين، ووضح لهم الشرائع، وبلغ الرسالة عن ربه عز وجل، التي خلصت البشرية من اتباع الهوى والشيطان المؤديان إلى الضياع والهلاك، منبِّها الأمة إلى خطورة المفاهيم الخاطئة والمنحرفة والبعيدة عن مبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة. وأكد الخطيب أن تلك المفاهيم الخاطئة التي ينتهجها البعض لا تمت للإسلام وتعاليمه بشيء وإنما تعد من المصائب الفادحة التي ابتليت بها الأمة وأصبحت تؤثر سلبا على حياة المجتمع.
وشدد خطيب الجمعة على أن الدين الإسلامي حرم الاعتداء على النفس الإنسانية أيًّا كانت كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذه, ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد "، وقوله " من قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما وفي رواية أربعين عاما " .
وبعد صلاة الجمعة ألقى الحبيب عمر بن حفيظ كلمة قيمة رحب في مستهلها بزيارة معالي نائب رئيس الجمهورية لمحافظة حضرموت، وأبدى استياءه واستنكاره للحادث الإرهابي الذي تعرض له مجموعة من السياح الكوريين في مدينة شبام التاريخية، وأشار إلى أن هذا الحادث يأتي في سياق التعبئة الخاطئة والفكر المنحرف الذي لا يعي معاني وسماحة الدين الإسلامي الحنيف، مؤكدا أن الدافع الحقيقي لإقدام المجرم على ارتكاب هذا العمل ناتج عن الجهل بأمور الدين وأن الدماء محرم سفكها لأي إنسان على وجه الأرض بدون حق.
ولفت إلى أن هذه المسألة تاريخية منذ القرن الإسلامي الأول وحتى اليوم, وكانت السيوف ترفع في وجه الصحابة دون وجه حق، ولكن بفعل الفهم الخاطئ للإسلام تحدث مثل هذه المصائب نتيجة العقول المعبأة بالاملاءات الخاطئة والأفكار الهدامة التي يرفضها الإسلام الحنيف.
وقال حفظه الله: إن السائح يأتي في ذمة الدولة وفي حماها وذمة المسلم اليمني ضامنة لذلك, ومن يزعم أنه بهذا العمل مجاهد فإنه مخطئ وأن ذلك تعسف على الحقيقة وكذب على الدين الإسلامي.
وأضاف: لابد من التخلص من هذا المفهوم المجافي لكل الشرائع السماوية فدم الإنسان حرام ويعد من الكبائر.. وحث أبناء الشعب اليمني على إزالة هذه المساوئ القاتلة والظالمة ورفع وإزالة الأشرار.. داعيا لليمن بدوام الخير والبركة، وأن يوفق الله قادتنا إلى ما فيه الخير والسداد والتوفيق انه سميع مجيب.
ثم توجه الأخ نائب الرئيس لزيارة دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية تقديرا للدور العلمي البارز الذي يقوم به في نشر العلوم والمعارف الإسلامية على منهج الوسطية والاعتدال بعيداً عن مظاهر الغلو والتطرف، وكان في استقباله العلامة الحبيب عمر بن حفيظ عميد الدار والطلاب وعدد من المدرسين الذين كانوا يرددون القصائد الدينية على وقع الدفوف والألحان الروحية التراثية.
ثم قام بجولة في كافة أقسام الدار، وتلقى من الحبيب عمر شرحا عن سير الدراسة والمنهج المقرر، وما يحظى به الطالب من رعاية علمية وسلوكية يتخرج بها الطالب ليكون له دور بارز في بلده في نفع الناس وإرشادهم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ثم قصد مكتبة الدار العامرة التي تحتوي على الآلاف من أمهات الكتاب والمراجع التي يستفيد طلبة العلم من الرجوع وتزودهم بالكثير من المعارف، واستعرض أقسام المكتبة بدءً بقسم القرآن الكريم ثم السنة النبوية المطهرة إلى غيرها من أصناف العلوم، كما تعرف على مجموعة من الكتب المخطوطة التي أودعها أربابها في مكتبة دار المصطفى للمحافظة عليها، وليستفيد طلاب العلم من الرجوع إليها.
وواصل نائب الرئيس جولته لينتقل إلى سكن الطلاب والمرافق التابعة له، ورأى تجهيزات كل غرفة، ثم زار العيادة الطبية، واطلع على ما تقدمه من خدمات العلاج وتقديم الدواء للطلاب عند الحاجة إليه.
ثم زار قسم الإعلام واطلع على التجهيزات الإعلامية التي تساهم في نشر الدروس والمحاضرات على نطاق واسع ليستفيد الكل منها، وأعجب بما رأى من إبداع وحسن تنسيق. واختتم نائب الرئيس جولته بزيارة لمكتب الجوازات بالدار، وتعرف على من خلاله على جنسيات الطلاب الموجودين التي تفوق 24 جنسية مختلفة، وما يقوم به هذا القسم من التنسيق مع الجهات الحكومية المختصة للحصول على الإقامة للطالب، وتجديدها سنويا وإجراءات متابعة التأشيرات للراغبين في الدراسة وترتيب استقبالهم في المطار وغير ذلك.
بعد ذلك تناول الأخ نائب الرئيس والوفد المرافق له طعام الغداء في دار المصطفى مع فضيلة الحبيب عمر بن حفيظ وهيئة التدريس من أصحاب الفضيلة العلماء ومجموعة من الطلاب الدارسين في الدار. وقدمت فرقة المسرة وصلات إنشادية طيبة.
وقدم نائب الرئيس شكره الجزيل لعميد دار المصطفى على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، وأعرب عن ارتياحه بهذه الزيارة ومعرفته عن قرب لنشاطات وأعمال دار المصطفى، وتمنى لهم المزيد من التوفيق في خدمة الشريعة الإسلامية السمحة.
وقد رافق الأخ نائب الرئيس الأخ سالم الخنبشي محافظ حضرموت، ووكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء أحمد جنيد الجنيد، وعضو مجلس الشورى محمد حسين العيدروس، ونائب رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء علي منصور رشيد، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الأمن اللواء الركن محمد عبدالله القوسي، ووكيل جهاز الأمن القومي العميد احمد درهم ومدير أمن مديريات الوادي والصحراء العميد حميد الخراشي .