بسم الله الرحمن الرحيم
ألقى العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية، سلسلة دروس مكثفة في الجامع الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية، بدءً من مساء الاثنين 3 رجب 1434هـ الموافق 13 مايو 2013م وحتى مساء السبت 8 رجب الموافق 18 مايو من مختصر كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي. وقد شهدت إقبالا مكثفا من طلاب العلم الشريف من مصر ومن الدارسين بها من مختلف أقطار العالم.
ست ليال شهدت ثلاثين درسا من دروس التزكية للنفس وإحسان المعاملة مع الله عز وجل، وضبط النفس ورياضتها، والترقي بها لتكون النفس المطمئنة الراضية المرضية، والحديث خاصية قلب الإنسان، وسيادته على بقية الأعضاء، ووجوب الحذر من تسلط الشيطان عليه، وتفاصيل مداخل الشيطان على القلب. والعمل على سدها جميعا.
إضافة إلى التأكيد على فضيلة حسن الخلق، وقبول الأخلاق للتغيير نحو الأفضل، وطرق تهذيب الأخلاق والتخلص من الصفات المذمومة التي يكرهها الله عز وجل، والطريق الذي يعرف به الإنسان عيوب نفسه
وموضوع مهم جدا وهو الطريق في رياضة الصبيان ووجه تأديبهم.
ثم كانت خاتمة المجالس في الحديث عن كسر شهوة البطن، ووجوب الاقتصار على الطعام الحلال وفضائل الجوع وفوائده، وطريق الرياضة في كسر شهوة البطن والاقتصار على الحلال.
تلاه الحديث عن شهوة الفرج التي يسقط بسببها الكثيرون، وبيان لماذا سلطها الله على الإنسان، وماذا عليه تجاه هذه الشهوة حتى لا يقع بسببها فيما يسخط الله عز وجل، ويلتزم بمنهج تقوى الله عز وجل ويتحقق به في جميع أحواله.
|
|
وستعرض هذه الدروس على قناة الإرث النبوي في شهر رمضان المبارك إن شاء الله تعالى.
لقاء فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر:
وظهر الأحد 9 رجب استقبل الإمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة العلامة الدكتور أحمد الطيب الحبيب عمر بن حفيظ في مكتبه في مشيخة الأزهر، وقدم له جزيل الشكر على هذه الزيارة وقيامه بهذه الدروس، كما تطرقا للحديث عن الصلة بين أهل العلم عموما، وعلماء مصر واليمن خصوصا، إضافة إلى الحديث عن الأزهر الشريف ومكانته العلمية الكبيرة الرائدة في خدمة العلم والدعوة إلى الله في أصقاع العالم، واحتضانه للعلماء وطلبة العلم من مختلف الأقطار. وأهمية التواصل بين أهل العلم وما يترتب عليه من ثمار طيبة خصوصا أمام مختلف التحديات التي يواجهها المسلمون، والحملات المتعددة للتشويه بدين الإسلام، والوقوف أمام دعوات الانحراف التي يواجهها الشباب المسلم على مستوى العقيدة والفكر والأخلاق.
لقاء فضيلة مفتي الديار المصرية:
كما استقبل الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية العلامة الحبيب عمر بن حفيظ، الذي استبشر كثيرا بهذه الزيارة، وقدم للحبيب عمر شرحا مفصلا لمجالات العمل في دار الإفتاء، الذي يتضمن عدة أقسام منها: تلقي الأسئلة شفويا في الدار أو عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني، إضافة إلى عقد دورات لتأهيل عدد من المفتين من عدد من الأقطار.
وسعي الدار إلى إفادة الجميع بالنظرة الشرعية الصحيحة لمختلف القضايا بصورة منهجية شرعية بعيدا عن مظاهر التشدد والغلو.
وكانت الإشارة إلى نشاط مدرسة حضرموت في خدمة العلم الشريف، وطرق تلقي العلم ونشره وقدوم الطلاب من مختلف الأقطار وانتشار النفع بهم في أقطار كثيرة.
زيارة الشيخ العلامة أحمد طه ريان:
وقام حفظه الله عصر السبت 8 رجب 1434هـ بزيارة العلامة الشيخ الفاضل الدكتور أحمد علي طه ريان المدرس بجامعة الأزهر الشريف، وضمه معه مجلس مبارك تذكَّر فيه الشيخ أيام تواجده في تريم عميدا لكلية الشريعة بجامعة الأحقاف. ودار الحديث عن تاريخ الأزهر الشريف، ودور العلماء في المجتمع والاهتمام بتبصير الشباب وتنويرهم بالأفكار الصحيحة البعيدة عن مظاهر التطرف في الفكر والسلوك.
خطبة الجمعة في جامع السلطان حسن:
وقد ألقى الحبيب عمر خطبة الجمعة في أول جمعة من شهر رجب في مسجد السلطان حسن، وهو من المساجد المصرية العريقة التي تمتلئ بالمصلين، واهتم في الخطبة بضرورة تعظيم الأشهر الحرم والحرص على التوبة والاستغفار والسعي للعمل الصالح المقبول عند الله عند عز وجل. وارتباط ذلك بأساس الإيمان.
وبعد الصلاة ألقى درسا عاما تطرق فيه للحديث عن المذاهب الفقهية الأربعة وحفظها لأسانيد الأمة.
وحمد الله على وجود مظاهر العناية الإلهية في توجه القلوب نحو الدين وتجدد مظاهر الاهتمام بالدين والتمسك بمبادئه العظيمة.
دروس يومية بعد الفجر:
كما حرص حفظه الله على إقامة دروس يومية لطلاب العلم الشريف في كتاب العرف العاطر ، للحبيب عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الذي استوطن مصر وتوفي بها، وله بها الكثير من الآثار الطيبة، واهتم في كتابه هذا بمعالجة موضوع الخواطر وتقسيمها وحالة الإنسان بين خاطر الملك وخاطر الشيطان.
أقيم الدرس في ساحة أم الغلام، وانتقل في بعض الأيام إلى مضيفة الشيخ إسماعيل العدوي ودار الإمام الغزالي.
أمسية مباركة أحياها الإخوة أبو شعر:
ليلة وصوله حفظه الله إلى مصر أقيمت أمسية مباركة بعد أذان العشاء في رحاب سيدنا الحسين أحياها الأخوة أبو شعر بأناشيد طيبة نالت إعجاب الحاضرين، وحضرها من علماء الأزهر الشريف الشيخ جمال فاروق والشيخ عمر الورداني، وفي ختامها ألقى الحبيب عمر محاضرة بعنوان: سر اجتماع المؤمنين على المحبة والتذكير.
زيارة العشيرة المحمدية:
قام حفظه الله مساء الاثنين 3 رجب بزيارة مركز العشيرة المحمدية بالقاهرة التي أسسها الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم، وألقى محاضرة بين العشائين تحدث فيها عن رائد العشيرة وما أكرمه الله به العلم الشريف وسعيه لخدمة الدين وإيصال العبد إلى مولاهم، وحث على المحافظة على ما ورثه فيهم من الأخلاق النبوية، ودعاهم إلى الاهتمام بإرشاد الخلق بالإخلاص والصدق وتقريبهم إلى مولاهم عز وجل.
مولد الشيخ صالح الجعفري:
كما حضر حفظه الله مساء الخميس 5 رجب مجالس حولية العلامة الأزهري الشيخ صالح الجعفري، وألقى محاضرة بعنوان: إشراق الأنوار بإتباع المختار. ذكر فيها لقاءه بالشيخ عبد الغني ابن الشيخ صالح الجعفري وغزارة علم الشيخ صالح وعلو همته ، وأوضح أن رسالة الشيخ صالح تخاطبنا جميعا للوفاء بالعهد الذي بيننا وبين الله عز وجل وحسن الإتباع لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
واختتم حفظه الله زيارته إلى جمهورية مصر العربية مساء الأحد 9 رجب 1434هـ .. نسأل الله أن يبارك في ما فيها من دروس ومجالس وزيارات ويجعلها خالصة لوجهه الكريم، وينفع بها الجميع..
والحمد لله رب العالمين.