02-2006
14

وقائع رحلة الحبيب عمر إلى جمهورية إندونيسيا عام 1426هـ

       توجه العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ إلى جمهورية إندونيسيا في شرق آسيا ليلة الخميس 8محرم 1426هـ الموافق 17فبراير 2005م تأدية للواجب في الاهتمام بالدعوة الغراء ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وإحياء هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقد كان وصوله بعناية الله وحفظه ورعايته مطار جاكرتا عصر يوم الخميس 8محرم.

العاصمة جاكرتا Jakarta

       ليلة وصوله ضمه مجلس مبارك مع مجموعة من مستقبليه في بيت السيد محسن بن عيدروس الحامد، تحدث فيه عن منزلة الإتباع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقوة المحبة له مؤكدا أن نجاحنا في حياتنا وانطلاقاتنا إنما يكون بحسب قوة الإتباع للنبي محمد، واختتم كلمته بدعوات مباركة. ثم ألقى السيد محسن بن عيدروس الحامد كلمة رحَّب فيها بقدوم الحبيب عمر، وتمنى أن تكون لزيارته آثارا مباركة في صلاح أحوال البلدة وأهلها.   

       وظهر يوم الجمعه9 محرم الموافق 18فبراير 2005م ألقى الحبيب عمر حفظه الله خطبة الجمعة في جامع الحاوي في إحدى ضواحي العاصمة جاكرتا، وكانت بعنوان ( سراية أسرار الالحبيب يلقي خطبة الجمعة في جامع الحاويهجرة في إيثار الحق وهجر ما نهى عنه ) (استمع إلى الخطبة)  استعرض فيها جملةً من أحداث الهجرة، وما لقيه رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من شدائد وما تحمَّله من تعب، وأشار إلى مظاهر عناية الله به، ووجَّه الحاضرين لفَهم معاني دروس الهجرة والاستفادة منها، وقال إن الله قادر على أن يرفع نبيَّه من مكة إلى المدينة في طَرفة عين بلا تعب ولا مشقة، ولكنه يعلمنا كيف نجاهد ونتحمل التعب في سبيل الله وكيف نؤثره تعالى على ما سواه، وكيف نهجر سيئ الأخلاق ومحبوبات النفس مما لا يرضي الله من المعاصي والذنوب؛ فتتمكن محبة الله ورسوله في قلوبنا، فإن دخول محبة غير الله ورسوله على القلوب أوقع المسلمين في تبعية للكفار وتنازع فيما بينهم وأوقعهم في التأخر عن أداء فرائض الله عز وجل .

       ثم قصد حفظه الله مكتب فرع دار المصطفى بجاكرتا، واطلع على ما يقوم به المكتب من نشاطات متنوعة في خدمة الشريعة المطهرة، ومن أهمها متابعة ما يقوم به الطلاب من دور في المعاهد والمدارس الإسلامية وعقد مجالس التعليم والتذكير، كما اطلع على أوجه تعاون المكتب مع جهات مختلفة في أندونيسيا لاسيما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. 

       ثم قام بزيارات متعددة لعدد من العلماء والصالحين وشملت بعض المعاهد الدينية ومجالس التعليم بجاكرتا وهناك ألقى كلمة طيبة تناول فيها الحديث عن مجالس التعليم وآثارها في صلاح المجتمعات. 

       وبعد صلاة العشاء توجه حفظه الله لحضور جلسة المصطفى وهي مجلس أسبوعي أسسه أحد المتخرجين من دار المصطفى وهو الأستاذ أحمد بن نوفل بن جندان وتعقد الجلسة في مسجد الأعظم وهو من أكبر مساجد جاكرتا يحضرها الآلاف من الناس – وافتُتح المجلس بكلمة تعريف بالمجلس وترحيب بالحاضرين ألقاها السيد أحمد بن جندان، وتوالى إلقاء الكلمات من قبل مجموعة من الدعاة، واختتمت بكلمة قيمة بعنوان ( نعمة الاجتماع في المساجد والتواصي بالحق والصبر ).

       وظهر اليوم التالي السبت 10 محرم1426هـ الموافق 19فبراير 2005م ضمَّه حفظه الله مجلس مبارك في منزل السيد حسين بن علي العطاس بمجموعة من علماء وأعيان جاكرتا، وألقى فيهم كلمة طيبة بيَّن فيها عظمة مواريث النبوة وأهمية نشر التوعية الدينية بين أفراد المجتمع ليقوى اتصالهم بهدي نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتحيا سنته وآدابه وهديه الشريف فيهم. 

       ثم قام حفظه الله بزيارة لمقر الرابطة العلوية في جاكرتا وقد كان في استقباله السيد عمر بن محمد مولى خيله رئيس الرابطة وعدد من العاملين بها، وتابع أعمال الرابطة وما تقوم به من خدمة جليلة في خدمة أنساب الأشراف العلويين وحفظها .

       ومساء هذا اليوم حضر مجلسا مباركا في منزل السيد عمر بن محمد مولى خيلة قُرِئت فيه قصة المولد النبوي والشمائل المحمدية، ثم ألقى حفظه الله محاضرة قيمة بعنوان (مسلك الأخيار وأمانة الأمة ). (استمع إلى المحاضرة) تحدث فيها عن مسلك أخيار الأمة ومجالسهم وطرق تعاملهم مع غيرهم وفق الأدب النبوي العظيم، فما تُسمع منهم غيبة لمسلم ولا سبا وما يوغر الصدر، وإنما تسمع منهم ما يطهرك ويصفيك ويذوِّقك حلاوةَ القرب من الله؛ وبيَّن أن المحبوب عند الله ليس هو من تولى الحكم أو تميز بالمال، فرسول الله عاش في مكة والسلطة بيد غيره ورجع من تحت مكة في السنة السادسة، وحرمها الله الكثير من المقربين من عباده إكراما لهم، وإنما يسأل كل مسلم عن حاله مع ربه وعن أدبه مع خالقه.. وحث على التعلق بالله وترك كل ما يقطع عنه ويُحرم لذةَ المناجاة والقرب منه ، وتطرق لذكر حال الأمة وما داخلَها من شدائد ومنكرات ومعاصي وانتشار للتنصير والعقائد الفاسدة، ودعا إلى الإصلاح وترك التنازع، ونبَّه على مسئولية كل فرد في جمع الأمة بما يقدر من الدعاء والأدب وحسن المعاملة وكفِّ اللسان عن المعايب، ومراعاة أدب الخلاف في مذاهب المسلمين ، واختتم كلمته بالحث على تقديم النصح للعصاة والأخذ بأيديهم لتحقيق التوبة النصوح والقيام بالأمانة في نشر الخير والنور في الأمة ..

التوجه إلى سمارانج Semarang  

       صباح يوم الأحد 11محرم الموافق 20فبراير 2005م توجه حفظه الله إلى منطقة سمارانج، التي تتميز بوجود عدد الحبيب مع الحاج كياي أسراريكبير من المعاهد الإسلامية، وفور وصوله استُقبل الحبيب استقبالاً كبيرًا من قبل عدد من أعيان المنطقة وعلمائها وجموع من المواطنين. وتوجهوا جميعا إلى منطقة دماك Demak حيث حضر مجلس الحاج كياي جانب من الحضور في الجلسةأحمد أسراري  الذي يعقده بمناسبة حول السيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها بحضور جمع كبير من المحبين يصل إلى الخمسين ألف، وقُرئت في المجمع فصول من السيرة النبوية، إضافة على ذكر مناقب للسيدة خديجة أم المؤالحبيب يلقي محاضرة بعنوان ركائز الرفعة الثلاثةمنين، ثم ألقى الحبيب عمر في تلك الجموع الغفيرة محاضرة قيمة بعنوان ( ركائز الرفعة الثلاثة ) (استمع إلى المحاضرة)  واستهل حديثه بذكر مناقب السيدة خديجة وخصوصيتها بتلقِّي السلام من رب العالمين، ومظاهر نصرتها للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر ركائز جانب آخر من الحضورالرفعة الثلاثة التي سعدت بها السيدة خديجة والتي قام عليها أمر أهل الولاية وصلاح الصالحين إلى يوم الدين، وهي:- الأولى: محبة وآداب، الثانية: علم واستقامة، الركيزة الثالثة: بذل وتضحية. ثم أخذ يفصِّل هذه الركائز ويوضحها ركيزة ركيزة وهو يغرسها في نفوس الحاضرين لينتهضوا بدورهم في خدمة الدين.

       وبعد حضور ذلك المجمع المبارك عاد الحبيب عمر إلى مدينة سمارانج، وقصد مركزها الإسلامي حيث عُقد اجتماع لعلماء محافظة جاوة الوسطى بحضور عدد كبير من العلماء ومدراء المعاهد الدينية والقائمين الحبيب يلقي محاضرة للعلماء ومدراء المعاهد في المركز الإسلامي بسمارانجبالتدريس فيها، وألقى فيهم كلمة طيبة ذكَّرهم فيها بعظمة مهمَّتهم في واقع الأمة، وأمانة الله في خدمة الشريعة، وأكد أنه يترتب على صلاح التعليم في المعاهد الدينية استقرار وأمن وصلاح للأحوال وألفة بين الناس وإدرار البركات من الله ودفع الشرور، ويترتب على الإهمال فيه تفرق الناس وانتشار الفكر القاصر فيقوم به تنازع وتشتت فيذهب الأمن وتضيع الأمانة بين الأمة ويحصل التجرئ على أمر الله ويكثر البلاء ويتسلطالحبيب في المركز الإسلامي مع جانب من الحضور الأعداء علينا. وأرشدهم إلى سعة الأخلاق وحسن النظر وسعة التعاون والسعي في جمع صفوف المسلمين وذم الفرقة التي جاءت لما فقدنا ذوق الإيمان فتمكَّن العدو من أن يدخل بيننا ليثير بعضنا على بعض، ودعا إلى حل هذه المشكلة بتربية الطلاب على الفرح بنعمة النسبة لأهل السنة ورعاية حق الإسلام لمن يخالفنا وأن الخلاف ليس إلا في مسائل اجتهادية ومن خالفَنا من غير أهل السنة فنراعي حقَّ الإسلام ونوضح لهم الصواب ونكشف شبهاتهم على الوجه المحمود (استمع إلى الكلمة)

التوجه إلى مدينة صولو Solo

       بعد المحاضرة بالمركز الإسلامي وفي تمام الساعة الخامسة والنصف مساء توجه الحبيب إلى مدينة صولو ليصل إليها حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء وكان في استقباله الحبيب في مجلس الحبيب أنيس بصولوالفاضل أنيس بن علوي الحبشي ومجموعة من العلماء وطلبة العلم وجمعهم مجلس طيب تناولوا فيه أخبار طلبة العلم ومظاهر توسيع الاهتمام بتدريسهم ورعايتهم ليؤدوا الدور المطلوب منهم في نشر الخير،إضافة إلى مناقشة جملة من المسائل العلمية وأحوال المسلمين في إندونيسيا خصوصا والعالم بشكل عام.

       وفي اليوم التالي الاثنين 12محرم الموافق 21فبراير صلى الفجر في مسجد الرياض ثم عقد درسا في المسجد حتى الإشراق قرئت عليه فيه مجموعة من الكتب ليقيم فيه السنة الكريمة بإحياء ما بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس في مصلاه. 

       وفي وقت الضحى قام بزيارة معهد دار المصطفى فرع صولو والذي يشرف عليه السيد صالح الجفري أحد الطلاب المتخرجين من دار المصطفى. واستمع إلى كلمة عن نشاط المعهد وما يقوم به من تدريس لطلبة العلم وخروج إلى المناطق للدعوة إلى الله وغيرها، ثم وجه لهم الحبيب مجموعة من النصائح تعينهم على تحقيق مسلكهم في طلب العلم، ونبههم على الحرص على تحقيق رضوان الله بطلبهم للعلم وعزمهم على العمل به وتبليغه للناس، مع كمال التحلي بالخشية والأدب والأخلاق الكريمة.

       ثم قام حفظه الله بوضع حجر الأساس للتوسعة الجديدة للمعهد، وتتكون مجموعة من الفصول الدراسية ومكاتب إدارية وغرف إضافية تساعده على استيعاب عدد الطلاب المتزايد يوما بعد يوم.

       وبعد صلاة العصر غادر الحبيب عمر صولو عبر القطار متجها إلى مدينة سورابايا في منطقة جاوة الشرقية.

الذهاب إلى جزيرة مدورا Madura

       وضحى الثلاثاء 13 محرم الموافق 22فبراير توجه الحبيب عمر لزيارة جزيرة مدورا، وقد قصدها عبر الطريق البحري من جاوة الشرقية، وقد استُقبل حفظه الله استقبالا كبيرا، وفور وصوله ذهب إلى اجتماع علماء الحبيب يحاضر في المعهد الإسلامي بماكسانوأعيان المنطقة في المعهد الإسلامي (بامكسان) Pamekasan وألقى فضيلته محاضرة قيمة حثَّهم فيها على حسن التوجه إلى الله.. وتذاكر معهم الأمانة والعهد الذي اقتضى هذا الاجتماع وحث على حسن القيام بالتدريس والدعوة إلى الله وفاءً بهذا العهد العظيم، وأن حقيقة الرفعة بنشر هذا الدين وخدمته وربط العلم بالعمل والذوق والحال والتزكية. مع الحرص على الإقتداء برسول الله واتباع منهج السلف، وترك دعوات الكفار وادعاءاتهم الباطلة باسم حقوق الإنسان أو حرية المرأة وغيرها من الأفكار الهدامة. واختتم كلمته بدعوات مباركة وابتهال إلى الله عز وجل وتوجه في صلاح أحوال المسلمين وكفاية شر الكفار وأفكارهم ومبادئهم وحفظ أمة الإسلام منها . (استمع إلى الكلمة)

       ثم التقى بطلبة المعهد الذين كانوا في انتظاره في إحدى ساحات المعهد وألقى فيهم  كلمة طيبة حثهم فيها على الجد في طلب العلم والعمل به والحرص على التحلي بالأخلاق الكريمة وتحري الإقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.

       ثم عاد حفظه الله إلى سورابايا Surabaya، وقصد منزل السيد أحمد بن زين الكاف لحضور حول الحبيب حسين بن عبدالله الحامد والحبيب زين بن عبدالله الكاف وهما من علماء البلدة الذين كان لهم دور كبير في التعليم ونشر الدعوة إلى الله، وقد توافد إليه الناس من مناطق متعددة، وألقى فيهم كلمة طيبة بعنوان ( منهج الإسلام في ذكرى الماضين والعلائق بين المؤمنين).. (استماع) الحبيب أثناء محاضرة سوراباياأوضح فيها أن من فوائد ذكر محاسن موتانا ترغيب القلوب في محاسن صفاتهم لتهتم بإحيائها، ولنعرف الحق لمن سبقنا من أهل الخير والهدى، والدعاء لهم، وذكر فضائل مجالس العلم والذكر التي يكون فيه اجتماع المسلمين، وحث على نشر الأخوة والمحبة والأدب وتعظيم الله وتعظيم الصحابة وتعظيم الأمة والحرص على خدمتها وإحياء الخير فيما بينهم لتقوم العلاقة بين المؤمنين على هذا الأساس.

الذهاب إلى جزيرة لومبوك Lombok

       ضحى اليوم التالي الأربعاء 14محرم الموافق 23فبراير وفي تمام الساعة التاسعة توجه الحبيب عمر إلى جزيرة لومبوك  وقصد منزل الحاج زين مجدي مدير معهد نهضة الوطن، ثم زار معهد نهضة الوطن بلومبوك الذي يضم عددًا كبيرًا من الطلاب والطالبات، وعقدت فيه جلسة مباركة قرئت فيها الشمائل النبوية العطرة، ثم ألقى مدير المعهد كلمة ترحيبية بالحبيب عمر ومرافقيه أشار فيها إلى قوة الصلة بين مؤسس المعهد الشيخ العلامة محمد زين الدين بن عبدالمجيد رحمه الله، وبين علماء وأعيان الحرمين وخاصة آل أبي علوي منهم والشيخ حسن مشاط والشيخ محمد أمين كتبي، وذكر نبذة مختصرة عن المعهد وفروعه التي تزيد على سبعمائة وعشرين معهدا ومدرسة.. ثم استمع الجمع المبارك الذي يفوق الخمسين ألفًا إلى محاضرة الحبيب عمر (صفات التاثير في رجال الأمه المثمره لحياتها) (استمع إلى المحاضرة) وقد استهلَّها بالإشادة بمؤسسِ المدرسة الشيخ محمد زين الدين بن عبدالمجيد، وآثار نيته الطيبة في نشر العلوم النافعة، وأكد أن نشر الخير وإقامة الدين يقوم بأساس المحبة الصادقة والإخلاص التام والهمة القجانب من الحضور بمعهد نهضة الوطنوية والعزيمة الأبية والانطواء في أهل القرب من الله بسند متصل إلى النبي محمد، ثم تطرق لذكر حاجة الأمة إلى العلم النافع الذي يثمر الخشية من الله ويزداد صاحبه خشوعا وأدبا مع الله، وأكد على ضرورة نشره على أساس المحبة والتعظيم وترسيخ الأخوة بين المؤمنين وترك الشقاق والاختلاف، وحذر من اتباع الهوى وما يترتب عليه من مضار في التفريق بين المسلمين ونزول كثير من الشرور بهم. ودعا إلى الاعتزاز بمنهج الله لنصدَّ به دعوات الكفار، خصوصا ما يدعون إليه نساءنا من الحقوق الكاذبة، إذ أن حقيقة الكرامة للمرأة هي التي جاءت بها شريعتنا الغراء.

       وبعد الكلمة توجه إلى إدارة المعهد ليلتقي بالإدارة والمدرسين وألقى فيهم كلمة بعنوان (موقع المعلمين من واقع الأمة). (استماع) أكد فيها على عظمة المهمة الموكولة إليهم في التربية والتعليم وتقويم سلوك الطلاب.. ثم ذكر أن كل ما يجري في الدنيا من أنواع الفساد لا يحدث إلا بخلل في قلوبهم أو عقولهم، يأتي هذا الخلل من عدم أخذ علم الشريعة على وجهه وعدم فقهه والعمل بما فيه. وتعظُم مهمة العلماء كونهم قائمين على ثغر من الثغور وهو حراسة قلوب الطلاب ليقوموا بإصلاحها وتطهيرها بحيث تتصدى لجميع الدعوات. فوجب على المعلم أن يُحسن القيام بوظيفة التعليم، وتكون النتائج حسنة بحسب صدقه وإخلاصه والصدق، وقال: إن لم تدخل على الطالب وفي نيتك أن يكون جنديا مع الله وعاملا بشرع الله فلا يصاغ قلبه على تعظيم الدين قط ، واستعرض جملة أخرى من التوجيهات لينتهض المعلمون بدورهم الكبير في إصلاح واقع الأمة.

       ثم توجه حفظه الله إلى عاصمة الجزيرة وألقى بها محاضرة عامة لأهل تلك محاضرة في مسجد التقوىالمنطقة بمسجد التقوى بعنوان (مهمة التردد على المساجد) (استمع إلى المحاضرة) ابتدأ حديثه بذكر مزية المساجد وخصوصيتها وفضيلة من تعلق قلبه بها، وحث على عقد مجالس الذكر والعلم فيها وأثرها في قلب ابن آدم واستقامة حاله، وحث على التزود منها بالمحبة في الله وزيادة المعرفة والفهم في الشريعة.

       فجر يوم الخميس 15محرم الموافق 24فبراير أدى الحبيب عمر صلاة الفجر بجامع المنطقة ثم ألقى كلمة مختصرة هنَّأ فيها المصلين بتوفيق الله لهم لأداء الفريضة في جماعة في المسجد، في الوقت الذي يغفل عنها الكثير من أبناء الملة.

       وفي الساعة التاسعة خرج قاصدا حي نرمدا بمدينة لومبوك حيث اجتمع مع علماء ومسئولي وأعيان الجزيرة وألقى فيهم محاضرة بعنوان (مهمة المعلمين في العصر الحاضر) (استمع إلى المحاضرة) ذكَّر فيها العلماء والأمراء بمهمتهم في خدمة الدين، وأكد على واجب العلماء في إحياء الشعور بين الناس بوحدة الأمة، وحسن أداء الأمانة لأصناف البشر على وجه الأرض، بما فيهم الكفار بمختلف أنواعهم مقتفين أثر الرسول الكريم في حسن التعامل معهم ودعوتهم بالأخلاق الطيبة والمعاملة الحسنة، وحث على التعاون وجمع الكلمة، واستشعار المسئولية من الحق عما قدمه من خير للأمة، وأوضح أن تمزق الأمة ليس لتعدد المذاهب وإنما بسبب مرادات الأنفس والشياطين.. فعلى المنتمين إلى مذاهب أهل السنة أن يتعاونوا فيما بينهم، ويحسنوا التوضيح والبيان للخارجين عن أهل السنة والجماعة، بعيدا عن العصبية والأحقاد، مع مراعاة حق الإسلام الذي جمعنا بهم.

التوجه إلى فلمبان Palembang

       ثم غادر مطار لومبوك متجها إلى مدينة فلمبان في جزيرة سومطرة Sumatra أكبر جزر إندونيسيا، وقد استقبله الكثير من أبنائها في المطار يتقدمهم عدد من العلماء. وفي تمام الساعة الثامنة مساء توجه الحبيب إلى جامع السلطان محمود بدر الدين الذي يشهد مجلس ذكر يتصدره الكياي الحاج محمد زين شكري ويحضره الآلاف من مختلف شرائح المجتمع من علماء وأعيان ومسئولين وألقى فيهم الحبيب عمر محاضرة بعنوان (آثار مجامع الذكر في حياة الأمة) (استمع إلى المحاضرة) الحبيب يلقي كلمته بجامع فلمبان وبجانبه الحاج كياي زين شكريأوضح فيها أن الاجتماع على مجالس الذكر مبني على أساس الصلة بالله، وأن أي علاقة بين أي كائن من الكائنات إذا لم تقم على أصل الصلة بالله فهي صلات منقطعة ونهايتها الحسرة والندامة، وكل علاقة قامت على سر الصلة بالله تثمر خيرات وبركات في الحياة وبعد الممات. وذكر أن هذا الاجتماع مظهر من مظاهر الإتباع للنبي به نتعرض لرضوان الله ومغفرته، كما أن حلق الذكر سبب لرفع البلاء ودفع الآفات، ولها أثر كبير في استقامة المسلم وحجزه عن المعاصي، وحذر من الغفلة عن الذكر وبين خطرها وما يترتب عليها من مفاسد. 

       وفي ضحى اليوم التالي الجمعة 16محرم الموافق 25فبراير استضافته الجامعة الإسلامية الحكومية (ردين فتاح) IAIN Raden Fatah ليلقي فيها محاضرة لطلاب وطالبات الجامعة بعنوان (دروس وعبر من الهجرة النبوية) (استمع إلى المحاضرة) محاضرة الحبيب بالجامعة الإسلامية الحكومية ردين فتاحبيّن فيها أن مهمة الإسلام هي إنقاذ الناس وإسعادهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وبيان للحقيقة ورحمة للخليقة، وعمل مربوط بعلم وذوق في مسلكٍ شريف من كريم الأخلاق وحميد الصفات، وإذ قد اتسعت المهمة وتعلقت بشؤون الحياة كان لزاما الغوص إلى أعماق الدلالات في التعليمات الإلهية والتوجيهات النبوية، ثم وقف أمام حادثة الهجرة ليستنبط منها دروسا تفيدنا في واقعنا المعاصر ولخَّصها في فقه حسن الجمع بين أطراف الأمور وجوانب المسائل، فالكثير ينظرون إلى طرف من الحقيقة فينطلقون منه فيقعون في نقص وقصور، فلا يحسنون ترجمة الدين العظيم، فنريد أن نأخذ من دروس الهجرة حقيقة الجمع في سعة النظر بين أطراف المسائل ووجوه الحقيقة، وذكر لذلك نماذج متعددة من حادثة الهجرة، منها الجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله عز وجل، وكذلك بيان أن حقيقة المحبة لرسول الله تتمثل في الجمع بين كثرة ذكره والصلاة وشوق القلب إليه، والعمل الجاد على اتباعه ونصرة دينه، وغيرها من النماذج، ثم أشار إلى أخذ درس في تحقيق الأخوة الإيمانية الصادقة لتنتشر في مجتمعاتنا وتبنى على أساسها جميع العلائق والصلات بعيدا عن الأهواء والتعصبات وتحقيق المصالح الشخصية.

       ثم توجه إلى جامع سلطان محمود بدر الدين ليلقي فيه خطبة الجمعة، وكانت بعنوان (المحبة بين الوجدان والعمل) (استمع إلى الخطبة) الحبيب يلقي خطبة الجمعة في مدينة فلمبان بجامع سلطان محمود بدر الدينبيَّن فيها أن لا قِوام للتقوى حتى يُعمر القلب بحقيقة المحبة لله ولرسوله موضحاً أن المحبة أمر عظيم يحل في القلب مظهره مشاعر وأحاسيس وذوق ووجدان مثمر لعمل ووجهة ومسلك، وهذا ما بيَّنه لنا الكتاب والسنة، وذكر نماذج من أخبار هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم تدل على هذا المعنى العظيم، وحث على إحياء حقائق المحبة في القلوب بالمواظبة على الطاعات وترك المعاصي والمخالفات .

       وبعد استراحة يسيرة توجه الحبيب إلى قاعة الاجتماعات بمكتب المحافظ ليلتقي بعدد من العلماء والمسؤولين وأعيان المحافظة ورجال الأمن في اجتماع موسع بهم، ألقيت في مستهله كلمة عن المحافظ رحب فيها بالحبيب عمر وشكره على زيارته لمنطقتهم، ثم ألقى الحبيب عمر محاضرة بعنوان (مسلك أهل السنة التجربة الناجحة أمام الاتجاهات).. (استمع إلى المحاضرة) في قاعة الإجتماعاتتطرق فيها إلى بيان التعامل السليم لأهل السنة مع كل من يخالفهم من كافة الاتجاهات، وأوضح أن السبب الأساسي لمشاكل العالم هو تخلُّفهم عن المنهج الذي وضعه لهم ربهم عز وجل الذي به أنهى رسول الله جميع الأفكار المختلفة الموجودة على ظهر الأرض زمن بعثته، حيث وضع أسسا تسع الجميع في إيصال الهداية وإقامة الحجة على المُعاند، وبهذه السعة وضع أعلى حقوق الإنسان وحقوق المرأة، مبيِّناً أن سبب المشاكل حاليا عند المسلمين عدم فقهِهم لحقيقة ما عندهم من العظمة والسعة فأدى ذلك إلى حدوث تصرفات مخالفة للشريعة أساءت إلى صورة الإسلام، وتعاظمت المشكلة لمَّا تحول التصور الخاطئ إلى مدرسة تنشر أفكارها على أساسه لتكون لهذه التصرفات مرجعية وخلفية أدت إلى نسبة إلى الإسلام ما ليس منه، فأتت أنواع من المشاكل منها انتقاد الخير والاعتراض على السنن والفتوى بأن كثيرا من الخيرات بدع ومنكرات .. ودعا إلى نبذ التعصب وقيام التناصح والمعاملة بالحسنى ولو مع المخالف.  ثم ألقيت عدد من الكلمات من بعض رؤساء المعاهد والمسئولين.

       ثم غادر الحبيب فلمبان متجها إلى العاصمة جاكرتا وخرج الكثير من أبناء المدينة لوداعه وفي مقدمتهم رئيس جمعية نهضة العلماء فرع فلمبان الدكتور مللآن عبدالله.

العودة إلى العاصمة جاكرتا

       وإثر عودته إلى العاصمة جاكرتا تواصل حضوره في مجالس التعليم والتذكير، وزيارة العلماء فيها .. ومن تلك المجالس: مجلس ذكر في منزل السيد محسن بن عيدروس الحامد عقد مساء السبت تحدث فيه عن منزلة الذكر وأدب حضور المجالس، وأهمية الاتصال بالشيوخ أهل التربية والتزكية وأثرهم في تقويم سلوك المؤمن، وحث على طلب درجات القرب من الحق سبحانه وتعالى، واتباع طريقة النبي وسلف الأمة. (استمع إلى الكلمة)

حول الشيخ أبي بكر بن سالم

       ضحى يوم الأحد 18محرم الموافق توافدت الجموع الغفيرة من أنحاء جاكرتا ومناطق أخرى من أندونيسيا لحضور الحبيب يلقي محاضرته في الجمع المباركالاجتماع السنوي في حول العالم الرباني الشيخ أبي بن سالم حيث قرئت فيه مناقب الشيخ أبي بكر ثم استمع الجمع الكريم إلى محاضرة الحبيب عمر في هذه المناسبة.. وقد ابتدأها بالحديث عن معنى الافتقار إلى الله، وأهمية تحقق المسلم به، وما للمفتقرين إلى الله من منزلة عظيمة عنده عز وجل، وتوجه إلى الله بطلب النصر للمسلمين، ووضح أن النصر يبدأ من انتصار العبد على نفسه الأمارة بالسوء، وقال: إن دعوة الحق ورسوله تحدونا كلنا لأن نتخلص من الفرح بغير الله والاعتماد على غيرهالجمع المبارك والتخلص من العبودية للنفوس والدنيا والهوى.. وإذا تحررنا من الرق لغير الحق أكرمنا جل جلاله بما أكرمَ به عباده المقربين، ثم شرع في ذكر أوصافهم المذكورة في القرآن وهو يحدو الحاضرين ليتحققوا بها، ودعا إلى إحياء سيرة هؤلاء القوم الكرام في مجتمعاتنا، ونبذ عادات وتقاليد وأخبار الكفار التي امتلأت بها الكثير من بيوت المسلمين. وتطرق حفظه الله إلى تهذيب سلوك المرأة المؤمنة وأكد على ضرورة التزامها بالحجاب امتثالا لأمر الله عز وجل. (استمع إلى الكلمة) 

       وقبيل مغرب هذا اليوم توجه حفظه الله لزيارة المدرسة الفخرية بجاكرتا التي يشرف عليها السيد جندان بن نوفل جندان، ويدرس فيها عدد كبير من طلاب العلم الشرعي، وقرئ على الحبيب في كتاب الدعوة التامة للإمام الحداد، وأفاد الحبيب الحاضرين بحديث طيب حول الموضوع التي تحدث عنه . (تسجيل للدرس)

       وبعد صلاة المغرب عقد مجمع كبير افتُتِح بقراءة الشمائل المحمدية ثم ألقيت عدة كلمات اختتمها الحبيب عمر بكلمةٍ شكرَ الله فيها على قيام مظاهر العلم والدعوة إليه، وأن ذلك علامة على أن الله يريد بالأمة خيرا، موضحا أن لمظهر إرادة الحق بعبده الخير وتوفيقه له: أن ينظر العبد فيم أقامه ربه، والثاني: أن ينظر منزلة الله عنده كيف هي.. ومن عظُمت منزلة الله في قلبه خافه وأطاعه ولهج بذكره وأحسن المراقبة له عز وجل. ( استمع إلى الكلمة )

       مساء الاثنينيلقي المحاضرة في جلسة الاثنين وبعد صلاة العشاء مباشرة قصد حفظه الله الجلسة الأسبوعية التي يقيمها الداعية منذر بن فؤاد مساوى أحد الدعاة المتخرجين من دار المصطفى ويجتمع فيها الآلاف أسبوعيا، وألقى فيها الحبيب عمر محاضرة استهلها بحمدِ الله الذي وفقهم لحضور هذا المجمع المبارك، ورغب كلالحضور فرد منهم ليكون جنديا لله عز وجل بأن يوطن نفسَه على ترك المعاصي والمواظبة على الطاعات، وحذر من الوقوع في المعاصي وإهمال الواجبات التي سببها الاغترار بزخرف الحياة الدنيا واتباع الشيطان ، وكل من لم تسبق له التوبة فيلقى الله وهو هالك، منبها إلى مصير كل من الفريقين، وحدا الجمع للتمسك بالطاعة ليظفروا برضوان الله عز وجل. (استمع إلى الكلمة) 

       وبهذا المجلس المبارك اختتم حفظه الله ورعاه زيارته لجمهورية إندونيسيا بعد أن قضى فيها ثلاثة أسابيع زار خلالها مجموعة من مناطق إندونيسيا والتقى بالعلماء والأعيان وطلاب العلم الشرعي داعيا إلى الله، ومبلِّغا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ليساهم في إحياء الشرع الشريف والتمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا القطر الكبير من أقطار المسلمين.. سائلين الحق عز وجل القبول والبركة فيها لينتفع بها أهل إندونيسيا والمسلمين أجمعين .. والحمد لله رب العالمين.

التوجه إلى سنغافورة Singapura

ثم واصل الحبيب عمر رحلته الدعوية متوجها إلى جمهورية سنغافورة ليصل المطار يوم الثلاثاء 20محرم الموافق 1مارس، وقد قام بزيارة المجلس الإسلامي في سنغافورة، والتقى بمفتي البلاد السيد عيسى بن سميط ، كما التقى بالجالية المسلمة المقيمة في سنغافورة، وتعرف على أحوالهم، واستمع إلى شرح مفصل عن المساجد والاهتمام بها وحرص المسلمين على عمارتها والاعتناء بها، وما يقوم به المسجد من حلقات لتعليم أمور الدين وحفظ القرآن الكريم، وبارك حفظه الله هذه المساعي الحسنة والجهود الطيبة، وحثهم على التمسك بدينهم وحسن دعوة غيرهم من الكفار إليه بالتزامهم بالآداب والأخلاق النبوية.

       وفي أثناء المحاضرة في مسجد الاستغفارمحاضرة له في مسجد الاستغفار تحدث عن بناء المساجد ومعنى العماجانب من الحضوررة الحقيقية لها، وصفات أهلها القائمين بعمارتها، ثم بين الصفات التي اختص الله بها المؤمنين الصادقين، ودعا إلى إحيائها في المجتمعات ليعلم الناس عظمة الدين الذين انتسبوا إليه، منبها إلى آداب وفضائل وقيم إسلامية عظيمة. (استمع إلى الكلمة) 

       وأقام فيها ثلاثة أيام متنقلا بين مساجدها وبعض مدارسها الإسلامية مذكرا لهم بواجبهم في التمسك بالهدي النبوي والتحقق به ودعوة الناس إليه بأقوالهم وأفعالهم على هدى وبصيرة.   

التوجه إلى ماليزيا Malaysia

       مساء الجمعة غادر سنغافورة متوجها إلى ماليزيا بالطريق البري، وكانت محطته الأولى فيها هي مدينة جوهور Johor الحدودية والتقى فيها بالحبيب زين بن حسين الحبشي مفتي جوهور الذي رحب به وبارك في همته في التذكير بالله عز وجل والدعوة إليه، وناقش معه جملة من القضايا المتعلقة بواقع الأمة الإسلامية. ثم توجه إلى مسجد وادي حسن، وألقى فيه كلمة طيبة تحدث عن مهمات أساسية في الدين يحتاجها الفرد المسلم. وضحى اليوم التالي توجه إلى مدينة بيتوفهت Batu Pahat ليزور فيها الولي الصالح علي بن جعفر بن أحمد العيدروس،  وكذلك الحبيب عمر المحضار.

       ثم توجه إلى العاصمة كوالامبور Kula Lumpur، وتفقد أحوال المسلمين فيها، وتابع ما يقوم به المتخرجون من في مسجد بيت الأمان يلقي المحاضرةالمعاهد الإسلامية سواء من مدارس حضرموت أو الحرمين أو الأزهر الشريف، ونشاطهم في خدمة الدعوة المحمدية على هدى وبصيرة، وألقى حفظه عدة محاضرات منها محاضرة مساء الأحد في مسجد جانب من الحضور في المسجدبيت الأمان حث فيها على الإقبال على مجالس العلم والذكر وفوائدها، وحذر فيها من الاغترار بزخرف الحياة الدنيا وحث على تقويم الوجهة والسعي لتحقيق السعادة الأبدية مؤكدا أن حقيقة العزة بقصد وجه الله الكريم وحسن القيام بحق العبودية لله عز وجل فيها وصلاح القلب والتحقق بالتقوى في أحواله كلها. محذرا من الفساد الذي ينتشر في بعض المجتمعات المتطورة. واختتم حديثه ببيان حقوق المسلم تجاه أهله وأصحابه ومجتمعه وحث على القيام بها. (استمع إلى الكلمة) 

       وفي يوم الاثنين 26محرم 1426هـ الموافق 7مارس 2005م غادر ماليزيا ليختتم بذلك زيارته لمجموعة من دول شرق آسيا نسأل الله أن يضع فيها البركة والقبول، وأن تعم خيراتها هذه الأقطار وكافة أقطار الأرض.. برحمته إنه أرحم الراحمين.