02-2017
09

رحلة الحبيب عمر إلى تركيا 1438هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وصل الداعية الإسلامي الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ إلى مدينة إسطنبول بتركيا، ليلة الخميس 2 ربيع أول 1438هـ في رحلة دعوية استغرقت أسبوعا، بدعوة كريمة من مؤسسة نور حراء الوقفية التي ترعى عددا من المدارس الإسلامية في تركيا.
وتضمن برنامج الرحلة زيارة عدد من المدن التركية، ومعاهد ومدارس العلم الشريف، وألقى العديد من الدروس والمحاضرات، كما حرص حفظه الله على لقاء المهتمين بالعلم الشريف والدعوة إلى الله، إحياءً لسنة التزاور في الله، والتآخي في الله، وتعاونا على نشر علم الشريعة المطهرة وخدمة الدعوة الغراء، وتقوية للتواصل بين أهل العلم.
وكان في استقباله فضيلة العلامة الشيخ يوسف ضياء الدين مدير الوقف، وعدد من المدرسين وطلبة العلم.
ومع وصوله للمدرسة بعد منتصف الليل اصطف طلاب المدرسة في استقباله مبتهجين بمقدمه الكريم، وألقى فيهم

 
 

كلمة في حفل الاستقبال في المدرسة المحموديةكلمة طيبة عن معاني الوصول، وربطه بحقيقة الوصول إلى مرضاة الله عز وجل.

وأعرب عن سعادته بهذه الزيارة الأولى له إلى تركيا، التي سبق إليها الصحابة من قبل، وحدث فيها فتح القسطنطينية الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأثنى على أميرها وجيشه المبارك، كما أنها موطن لكثير من العلماء والصالحين الذين عمَّ نفعهم الآفاق.
(( للاستماع إلى الكلمة ))

الاهتمام بطلاب العلم:

أقام حفظه الله في المدرسة المحمودية التابعة لوقف نور حراء، حيث يلتقي باستمرار بطلاب المدرسة، ويعقد معهم مجالس الذكر والعلم، ويستمعون منه إلى ما يزيدهم همةً في طلب العلم وتعظيما له.
جلسة بعد فجر الخميسوبعد صلاة فجر يوم الخميس، عُقد مجلس قراءة القرآن الكريم والذكر والتذكير، عمارةً لهذا الوقت المبارك، كما أوصى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وجه الحبيب عمر نصيحة لطلاب المعهد المباركين أوصاهم فيها بما يلي:
- استشعار نعمة الله عليهم بالتوفيق لطلب العلم النافع، واجتماعهم من مناطق شتى لهذا المقصد العظيم.
- واجب الشكر على هذه النعمة بالقلب والوجهة والكلية، فإن مِن سنة الله أن يزيد من شكره ويوالي له النعم. ويقتضي ذلك صدق الوجهة، وشهود المنة، وزيادة التعظيم للمنعم.
- تقوية الصلة بالواسطة الذي فتح الله به الخير، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق في محبته وتعظيمه وحسن اتباعه في الحركات والسكنات.
- حسن الصلة بالمشائخ الذين هم سند كل طالب للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحسن الأدب معهم.
- الاجتهاد في العلم على نية العمل به وتعليمه ونشره، والدعوة إلى الله.
- حسن الوقوف على باب الله واستدامة ذلك، وتعلُّم معنى ديمومة الصلاة.
- وبهذه المداومة يقوم ركنا المجاهدة، وهما:
1- الاجتهاد في تنقية القلب عن الرعونات النفسية والحظوظ الشهوانية.
2- تزيين الباطن بدوام الحضور مع الله.
فإذا قاما معا حصل الفتح والوهب من الوهاب.
وختم حفظه الله المجلس بدعوات مباركة لهم ولطلاب العلم، وللمسلمين أجمعين.

زيارة مدينة قونيا:

وفي وقت الضحى توجه حفظه الله إلى منطقة قونيا في وسط تركيا، وتشتهر بوجود الكثير من العلماء والصالحين، قونياوالمدارس الإسلامية. واستقبله عدد من علماء المدينة والدعاة، وفي مقدمتهم الشيخ رمضان القوني حفظه الله، وتحدث معهم عن أحوال المنطقة وأحوال طلاب العلم واستفادتهم، ودورهم في خدمة الشريعة.
وبعد المغرب قام حفظه الله بزيارة مدرسة إبراهيم آنار لتدريس الحديث النبوي الشريف، حيث يجتمع مجموعة مباركة من طلاب العلم لدراسة السنة النبوية رواية ودراية.. وفي المجلس المبارك سمعوا من الحبيب عمر الحديث المسلسل بالأولية، والحديث المسلسل بالمحبة، بسنده إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تحدث معهم عن فضيلة طلب علم الحديث، المتصل بالجناب في مدرسة دار الحديث في قونياالنبوي الشريف، وآداب طالب علم الحديث، حتى يحوز على بركة هذا العلم وثمرته، ويعطيه حقه من التعظيم والعمل. مبيناً أن القصد حصول الاتصال القلبي بأسرار الوحي الشريف، وما شئون الأسانيد وما تعلق بها إلا هذا المقصد الأسنى. موضحا بأن السند من خصائص الأمة، وهو نسبها المعنوي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا مَن لا سند له في العلم كمن لا أب له في النسب.
ثم توجه إلى مسجد قبو جامع، حيث ألقى محاضرة بعد صلاة العشاء، بعنوان: الإيمان وإدراك سر المحيا والممات. محاضرة قونياتحدث فيها عن حقائق الإيمان وأثرها في سلوك المؤمن وتوجيهه التوجيه الصحيح في حياته وسلوكه وتصرفاته، فيجتهد في صالح الأعمال، ويتجنب سيئها، لتكون حياته ومماته كلها لله تبارك وتعالى، وفي ذلك عزُّ الإنسان وكرامته ومجده، فما أعظم أن يحيا لله ويموت لله. وحذر حفظه الله مِن حياة مَن همُّه الدنيا أو جمع المال أو التعلق بالشهوات فيحيا على ذلك ويموت عليه، وبئس المصير.. والعياذ بالله.

(( للاستماع إلى الكلمة ))

ثم توجه صحبة الشيخ رمضان القوني لزيارة معهده الشرعي الذي يهتم بطلاب العلم الشريف، تربية وعلماً وأخلاقا، وشكر حفظه الله الشيخ رمضان على حسن الاستقبال، وهنأ الطلاب بتوفيق الله لطلب العلم، وذكَّرهم بعظمة هذه النعمة، وأهمية الصبر والجد والهمة، مع التحلي بالأخلاق الكريمة التي لا غنى للمسلم عنها فضلا عن طالب العلم.

مع الشيخ رمضان في قونيا زيارة الشيخ محمد بن صالح الغرسي

وبعد فجر يوم الجمعة زار حفظه الله فضيلة الشيخ محمد بن صالح الغرسي من أعلام علماء تركيا، وله الكثير من التلاميذ والمؤلفات التي تخدم التراث الإسلامي في عدد من المجالات.

خطبة الجمعة في إسطنبول:

عاد حفظه الله ضحى الجمعة إلى إسطنبول، ثم ألقى خطبة الجمعة في جامع المدرسة المحمودية بعنوان: حقيقة النصر خطبة الجمعة في إسطنبولفي اعتقاد المؤمن والاستخلاف. وتضمنت بيانا للمعنى الحقيقي للنصر الذي لا يتحقق إلا للأنبياء وأتباع الأنبياء، فهو المفضي إلى سعادة الأبد، أما مظاهر النصر التي قد يغتر بها البعض اليوم، ثم تكون نهاية صاحبه إلى النار، فما هو بنصر حقيقي. وإنما يتحقق النصر الحقيقي لمن صدق في إيمانه بالله تعالى وعمل بطاعة الله عز وجل، فلهم النصر والتمكين في الدينا وهم أهل حقيقة الخلافة عن الله عز وجل في الأرض.
وقال حفظه الله: حقائق هذا النصر تُكتسب بأخذِ العلم على وجهه عن أهله، والعمل به على وجهه الذي يرضي الله، جانب من الحضوربالصدق والإخلاص، وبث ذلك ونشره وتعليمه للعباد، والتسبب في هداية العباد، فلكل مَن قام بذلك نصيب مِن هذا النصر، ولهم وعدٌ من الله على قدر الإيمان المقرون بالعمل الصالح الذي به يجتنبون ما حرم الله ويرفضونه، ويعملون بشريعة الله ويعظمونها بذلك لهم وعد من الله أن يستخلفهم في الأرض.

(( للاستماع إلى الخطبة ))

التوجه إلى منطقة أوردو في أقصى الغرب:

بعد عصر الجمعة توجه حفظه الله إلى منطقة أوردو في أقصى غرب تركيا، فوصل مطار أونيا بعد المغرب، ومنها ذهب إلى منطقة إسلام داغ، ووضع حجر الأساس لبناء مدرسة إسلامية.
ثم زار فرعا للمدرسة للمحمودية في منطقة فاستا، يضم المئات من طلاب العلم الشريف.
محاضرة أوردووواصل مسيره إلى منطقة أوردو، وقصد مجلسا عاما في استاد رياضي ممتلئ بالحضور، وألقى محاضرة بعنوان: معاني ومجالات إعلاء كلمة الله
تحدث فيها عن الأسس التي تقوم عليها إعلاء كلمة الله، بدايةً من تحقيق الإيمان بالله، والعمل بمقتضاه، وفعل الطاعات وترك المعاصي، وسلوك مسلك الاستقامة والتخلق بالأخلاق الكريمة، مبينا معاني الشهادة في سبيل الله، وفضلها ومكانتها عند الله.
وفي بيان مجالات إعلاء كلمة الله قال: إن التواصي بالحق والصبر من دعائم إعلاء كلمة الله، ومساعدتنا لبعضنا البعض وعطفنا على المسكين والفقير من إعلاء كلمة الله، وتمسُّكنا بمنهج أهل السنة والجماعة واتباع الأئمة الأربعة

محاضرة بعنوان: معاني ومجالات إعلاء كلمة الله جانب من الحضور

في فروع الشريعة، واتباع الإمام أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي في العقيدة، لكون هؤلاء العلماء حافظوا على ما أُورث عن رسول الله فالتمسك باتباعهم إعلاء لكلمة الله ، وما كان اتباعهم إلا لمحافظتهم على الموروث عن رسول الله. والتزام الصدق في المعاملة وصلة الأرحام وبر الوالدين والخلق الحسن من إعلاء كلمة الله، وبذل الروح في مقاتلة الذين يصدون عن سبيل الله ويضادون شرع الله إذا صدقت فيه النية فهو من أعظم معاني إعلاء كلمة الله .

(( للاستماع إلى المحاضرة ))

بعد المحاضرة التقى حفظه الله بعدد من العلماء وشباب المنطقة، في حديث ودي عن عظمة الدين والتمسك به، وحاجة الناس جميعا إليه، وسبل إيصال الخير والنفع للناس.

التوجه إلى سقاريا:

عاد فجر السبت إلى إسطنبول، وفي المطار رحب بقدوم العلامة الحبيب عمر بن حامد الجيلاني إلى تركيا، لحضور احتفال المدرسة المحمودية بتخرج الدفعة الثالثة من طلابها.
وضع حجر الأساس في صبنجةوبعد الظهر توجها معا بالطريق البري إلى منطقة سقاريا، التي تبعد حوالي 120 كم غرب إسطنبول، وفي الطريق زار حفظه الله منطقة صبنجة، وفيها فرع للمدرسة المحمودية يؤدي وظيفته في التعليم، والتقى فيه بالمدرسين والطلاب، ثم وضع حجر الأساس في مساحة شاسعة لبناء مدرسة إسلامية متكاملة بكافة مرافقها، تخدم الراغبين في طلب العلم في هذه المنطقة وما جاورها.

استقبال أهل سقاريا جانب من الإستقبال

وبعد المغرب حضر حفظه الله حفل تخرج دفعة من طلاب دار ابن عباس لدراسة علوم القرآن والسنة. في منطقة سقاريا، الذي شهده الكثير من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة، ويشرف عليها الشيخ إسماعيل حقي، وبعد إلقاء

الترحيب بالضيوف في دار ابن عباس كلمة الحبيب عمر بن حامد الجيلاني

كلمات عن المدرسين والطلاب، كانت الكلمة للسيد عمر بن حامد الجيلاني، ثم ألقى الحبيب عمر بن حفيظ كلمة بعنوان: الأدب وتعظيم الحق وما عظَّم أساس كل نجاح في الدارين. تحدث فيها عن أهمية الأدب ومعاني تعظيم الله ورسوله، وحاجة كل مؤمن للتحقق بها، وخصوصا طلاب العلم الشريف، وبمقدار تمسُّكهم بالأدب والتعظيم يكون نجاحهم، واستفادتهم وإفادتهم فيما بعد.

كلمة الحبيب عمر بن حفيظ جانب من الحضور

وأكَّد على فضيلة تلقِّي العلم بالسند إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومعه الأدب والأخلاق الكريمة وحسن العمل بالعلم، والقيام بالدعوة إلى الله، وأثر ذلك في الأمة، مبيِّنا مظاهر رفع الله للعلم وأهله ونصرته وتأييده له كلما أخلصوا لوجهه الكريم، واستشهد بنماذج مما حدث في تركيا من مظاهر محاربة الدين والعلم، التي انتهت واضمحلت، وعادت معاهد العلم الشرعي لتظهر من جديد في ربوع هذه البلدة ويتجدد نشاطها، ويستفيد عموم الناس منها.

(( للإستماع ))

أمسية مباركة في المدرسة المحمودية ليلة حفل التخرج:

بعد الحفل عاد الحبيب عمر مباشرة إلى إسطنبول، وقصد المدرسة المحمودية حيث اجتمع الكثير من علماء تركيا، وعدد من الضيوف، في أمسية مباركة مع طلاب العلم، وفي المجلس ألقى الحبيب عمر محاضرة قيمة بعنوان: أمسية مباركةالوجهات وسوابق الإرادة ومقتضيات الشقاوة والسعادة. أوضح فيها أن الوجهة إلى الرحمن سابقة في الأزل، وتظهر في قصد الإنسان وقوله وعمله، وأنها برزت في سوابق السعادة وسوابق الشقاوة.
وأكد أن مظاهر السعادة قائمة على تلبية نداء رب البريات، ويُستجلى بالاتصال بالأنبياء والرسل، وعلى قدر الاصغاء والاستجابة لهم تتحقق حقائق السعادة لمن استجاب وأناب.
وعلى قدر الاستجابة له تكون المنزلة في العلم والفهم والعمل والقرب من الله، وهذا القرب لا يشابهه قرب أجسام ولا مسافات ولا جهات، بل هو أمر معنوي يظهر أثره في وِجهة الانسان وسلوكه وقصدِه، ومَن بلغ فيها رتبة شريفة ارتقى إلى مرتبة المقربين.
في الأمسيةوأشاد حفظه الله بما للعثمانيين من دور في نشر الإسلام، لما لهم من صلات وارتباط بالعلماء والصالحين، وتعظيمهم لأمر الله ورسوله. ولما نجح الأعداء في إبعادنا عن المنهج السوي سقطت الخلافة وتغيرت الأحوال إلى الأسوأ.
ومهمة مثل هذه المدرسة المباركة أن تغيِّر ما بالنفوس من صفات مذمومة إلى أوصاف محمودة فتتغير النفوس فيتغير ما بالناس من أحوال، فينتج عنها الرجوع إلى الله، فيُغير الله الأحوال إلى ما هو أفضل.  

(( للإستماع ))

حفل تخرج الدفعة الثالثة من طلاب المدرسة المحمودية:

في يوم بهيج بالمدرسة المحمودية، وقف نور حراء، امتلأت فيه القاعات والساحات بالجموع المباركة، يتقدمهم العلماء والدعاة، متحفين بتخرج 65 طالبا من طلاب وقف نور حراء، بعد أن مكثوا في مقاعد التحصيل العلمي بين يدي الشيوخ ثمان سنوات، تلقوا خلالها العلم الشرعي وعلوم اللغة العربية بأسانيدها إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تلاوة عطرة ترحيب بالحضور

افتتح الحفل بتلاوة خاشعة من الذكر الحكيم، ثم ألقيت كلمة عن إدارة المدرسة، والمدرسين والطلاب، ثم تحدث العلامة الحبيب عمر الجيلاني عن مكانة العلم السامية، ورفعة الله عز وجل لقدر أهل العلم، وقدم التهنئة لطلاب العلم بأن جعل الله صدورهم أوعية متلقيةً لوحيه الشريف وإرث نبيه صلى الله عليه وسلم، وشكر إدارة المدرسة على ما بذلوا من جهود في التعليم والاهتمام بطلبة العلم الشريف..

كلمة الحبيب عمر بن حامد الجيلاني جانب من الحضور

ثم كانت الكلمة للحبيب عمر بن حفيظ عن تشريف الله لبني آدم وتكريمه لهم، واستخلافهم في الأرض، ومنَّة الله على المؤمنين ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي شرَّفه الله وعظمه، وظهرت مظاهر التشريف مع ولادته الكريمة، التي لا تشبهها ولادة لمخلوق قط.. فقد خرج معه نور أضاءت له قصور بصرى..
وانتشر نوره صلى الله عليه وسلم في صحبه الأكرمين، ثم التابعين لهم كلمة الحبيب عمر بن حفيظبإحسان حتى زمننا هذا لا يزال يسطع نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يهتدي به المهتدون ويسير بنوره السائرون..
ومن أعظم مظاهر هذا النور علم شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أخذ نصيبا منه فقد أخذ بحظ وافر من نور بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم..

(( للاستماع إلى المحاضرة ))


وتلقى المتخرجون الإجازة العلمية بأسانيد الشيوخ إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في موقف تتجلى فيه عظمة العلم الشريف، وأهميته والشعور بعظم المسئولية والأمانة والمهمة على كل مَن نال نصيبا منه.

زيارة مسجد الشيخ إسماعيل آغا:

وبعد مغرب ليلة الإثنين قام الحبيب عمر حفظه بزيارة لوقف الشيخ إسماعيل آغا، وهو وقف قديم له اهتمامات بالتعليم في مسجد الشيخ إسماعيل آغاوالدعوة إلى الله، يشرف على عدد من المدارس الإسلامية تحتضن الآلاف من طلاب العلم الشريف، ويقوم بمهام تحفيظ القرآن الكريم وتخريج العلماء والدعاة والخطباء، إضافة إلى مشاريع خيرية تنتشر في كثير من الأقطار.
استقبله عدد من العلماء والمدرسين في الوقف، وضمته جلسة مباركة معهم بعد المغرب.
وبعد صلاة العشاء ألقى الحبيب عمر حفظه الله محاضرة في مسجد إسماعيل آغا، عن الذكر وآدابه وثماره وآثاره وحاجة المؤمن إليه.

زيارة أقسام الوقف تكريم

وبعد العشاء زار أقسام الوقف وتعرف على ما يقومون به من نشاطات عظيمة في خدمة العلم الشريف والدعوة الغراء في تركيا وخارجها.

التوجه إلى أسعرد منطقة: ( تلو )

ضحى الإثنين 6 ربيع أول توجه حفظه الله إلى أسعرد، منطقة ( تلو )، أقصى شرق تركيا، وهي مدينة علمية تزخر بالكثير من أهل العلم في الماضي والحاضر، وتمتلك تراثا علميا عريقا، ويوجد بها الكثير من الأولياء والصالحين، وقصد المدرسة الحمزاوية، وكان في مقدمة مستقبليه فضيلة الشيخ العالم الرباني برهان الدين الخالدي، وعدد من العلماء وجموع مباركة من المدرسين وطلاب العلم الشريف.

جانب من الإستقبال الإستقبال في تلو

وجمعته حفظه الله لقاءات مباركة مع العلماء والدعاة، تعرف من خلالها على تاريخ المنطقة وجهود علمائها ودعاتها في خدمة الدين، وتراثهم العريق ومؤلفاتهم في مختلف علوم الشريعة المطهرة، وكذلك علوم اللغة العربية التي يولونها اهتماما بالغاً، كونها لغة القرآن الكريم، والوسيلة لفهم الكتاب والسنة، وكلام أهل العلم.

في رحاب المدرسة الحمزاوية:

محاضرة بعنوان: السعي المشكور وبساط العلم والمحبة في اللهوبعد المغرب عقد مجلس عامر، اكتظت به قاعة المدرسة وساحتها، تحدث فيه الشيخ ضياء الدين الملاحفجي، ثم السيد عمر الجيلاني ثم ألقى الحبيب عمر محاضرة بعنوان: السعي المشكور وبساط العلم والمحبة في الله.
تحدث فيها عن اجتماع شمل الأحبة، وتلاقي الأرواح وتساقيها، واجتماعها على طلب رضوان الله عز وجل، وأشاد بأقوام اصطفاهم الله عز وجل فملأ قلوبهم بالإيمان واليقين، وقويت صلتهم بالوحي والموحى عليه، فوفقهم للعمل الصالح المحبوب عند الله، فصار مسارهم في الحياة خير مسار، فأولئك كان سعيهم مشكورا عند الله عز وجل، فاعتلت بذلك رتبتهم ومكانتهم.
فهم مشكورون على الأبد ببقاء الواحد الأحد، فينعِّمهم في دار الخلد بنعيمٍ باقٍ بإبقائه، ثم ينعم عليهم بنعيم آخر أعلى جانب من الحضورباقٍ ببقائه، وهو النظر إلى الوجه الكريم، ورضاه عنه سبحانه وتعالى.
وأشاد بمنزلة الصلات القلبية الروحية التي تجمع أهل الإيمان، وقال بأن هذا الاجتماع على الفرح بفضل الله ورحمته في إرث موروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يد فيه لشرق ولا لغرب، بل هو أمر تلقيناه عمن قبلنا، الداعي إليه رسول الله، وتلقيناه عن الرجال واحدا بعد الآخر حتى وصلنا هذا الخير. اللهم لك الحمد شكرا ولك المن فضلا.

(( للإستماع ))

وصبيحة يوم الثلاثاء زار حفظه الله المبنى القديم للمدرسة الحمزاوية، وهو يكتظ بطلبة العلم ، ويضم مكتبة عامرة بمختلف كتب علوم الشريعة المطهرة، وتعرف على نظام التدريس فيها، ثم زار المدرسة الجديدة في منطقة قريبة منها، حيث يتفرغ فيها الطلاب لتلقي العلم الشريف وتزكية أنفسهم بعيدين من مشاغل الدنيا في بيئة إيمانية تحقق لهم ذلك.

مكان وضع حجر الأساس للمبنى الجديد للمدرسة الحمزاوية مع الشيخ برهان الدين الخالدي


وبعد مجالس ولقاءات مع أهل العلم والمدرسين وكذلك طلبة العلم الشريف غادر الحبيب عمر منطقة اسعرد إلى إسطنبول.

زيارة المآثر النبوية ومسجد سيدنا أبي أيوب الأنصاري:

أدى حفظه الله صلاة الفجر يوم الأربعاء في مسجد الصحابي الجليل سيدنا أبي أيوب الأنصاري، وزار قبره الذي يذكِّر بحرصه رضي الله عنه على الجهاد بعد أن كبر في السن، وأوصى أصحابه أن يدفنوه في أقرب مكان للعدو يصلُون إليه.

(( لمشاهدة فيديو الزيارة ))

 
ثم كانت زيارة المآثر النبوية التي تتشرف بها تركيا، وهي بقية مما تركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من زيارة الشيخ شعبان بن سعد الدين صدقيثياب وسيوف ومقتنيات له ولعدد من أصحابه الكرام.
وزار حفظه الله فضيلة الشيخ شعبان بن سعد الدين بن مصطفى صدقي، ومعهده العلمي المبارك، وبفضل الله تخرج على يد الشيخ شعبان الكثير من العلماء والدعاة، الذين بنوا بدورهم العديد من المدارس الإسلامية، ولا يزال يتخرج منها طلاب العلم، وفي المجلس المبارك دار الحديث حول عدد من المسائل العلمية. وتبادل العلماء الإجازات العلمية، وأجازوا طلاب العلم.
وبعد الظهر توجه حفظه الله لزيارة فرع المدرسة المحمودية في منطقة الفاتح في إسطنبول، والتقى بالمشرفين على المدرسة والمدرسين والطلاب. وتبادلوا الحديث في مسائل فقهية، واستبيان نظرة سادتنا الحنفية في بعض الأحكام.
زيارة الشيخ طه الشريفوتواصلت زيارة العلماء بزيارة الشيخ محمد طه الجزري في بيته المبارك، وعنده أيضا معهد علمي يدرس فيه عدد من الطلاب، واستعرض الشيخ مسيرته العلمية، ومواصلتهم لطلب العلم والتعليم رغم الظروف السابقة التي مرت بها تركيا، ومظاهر معونة الله عز وجل لهم وتيسير أمورهم، ولا يزال الانتفاع به قائما إلى يومنا هذا. وفقه الله وأعانه.

زيارة فضيلة الشيخ محمود أفندي

ثم توجه حفظه الله لزيارة فضيلة الشيخ محمود أفندي، وتعرف من تلاميذه على مسيرته الرائدة من طفولته، ونشأته الصالحة وتلقيه للعلم، وأخذه عن العلماء الأكابر، ثم قيامه بالتدريس والدعوة إلى الله، وآثاره في تركيا والعالم بأسره. وطلاب العلم والعلماء الذين تخرجوا على يديه، وما لهم من إسهامات كبيرة في خدمة الدين. سائلا الله أن يكرمه بتمام العافية، وأن يبارك في علمه وتلامذته والمتعلقين به.
وصبيحة يوم الخميس كان مجلس الوداع بعد صلاة الفجر في المدرسة المحمودية، حيث ودع إدارة المدرسة ومدرسيها وطلابها ومحبي العلم من أهل تركيا، سائلا الحق عز وجل أن يتقبل هذه الزيارة بما فيها من لقاءات وزيارات ومجالس ويجعل فيها النفع للجميع.